في الحلقة السادسة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : ” رمضان شهر الجود والكرم” العلماء يؤكدون: رمضان شهر الجود والكرم والبذل والعطاء
في الحلقة السادسة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : ” رمضان شهر الجود والكرم”
العلماء يؤكدون:
رمضان شهر الجود والكرم والبذل والعطاء
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء الخميس 6 رمضان 1443هـ , الموافق 7 / 4 / 2022م الحلقة السادسة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : ” رمضان شهر الجود والكرم” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ أحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر الأسبق ، والشيخ/ هاني عنتر السباعي مدير عام شئون القرآن الكريم بوزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ تامر عقل المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد أ.د / أحمد ربيع يوسف أن الرزق بيد الله (عز وجل) وأن الرزق الحقيقي للإنسان هو ما أخبر به سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ” يقولُ ابنُ آدَمَ : مالي وإنَّما لكَ مِن مالِك ما أكَلْتَ فأفنَيْتَ أو لبِسْتَ فأبلَيْتَ أو تصدَّقْتَ فأمضَيْتَ” ، وإذا نظرنا إلى وصف الله تعالى للمكذبين بالدين كما ورد في سورة الماعون حيث يقول سبحانه : ” أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ” وجدنا أن هناك أربع صفات لهم ؛ صفة واحدة تتعلق بالصلاة ، والصفات الثلاث الأخر تتعلق برعاية المحتاجين.
مؤكدًا أن شهر رمضان هو شهر الجود والكرم والبذل والعطاء، وفي الحديث: “فَمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخِصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيضَةً فِيمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً”، وذلك بما أعد الله (عز وجل) لصاحبها من خير وافر وثواب جزيل في الدنيا والآخرة، وكذلك بما تؤكده الصدقة من ثقافة التراحم والتكافل وفقه التعاون، وقد علمنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن للصدقة ثوابا عظيما؛ حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَتَدْفَعُ مَيْتَةَ السُّوءِ”.
مشيرًا إلى أن الجود يتسع لكي يشمل طلاقة الوجه، فعن أَبِي ذر قال: قال لي النَّبِيُّ (صلى الله عليه وسلم): “لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ”، موضحا أن الكرم لا يتوقف على بذل الأموال فحسب؛ حيث يقول الحق (سبحانه وتعالى): “وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ”، وفي آية أخرى: “وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ” وهذا يدل على أن هناك كرمًا آخر غير الكرم بالمال وهو الكرم بالنفس، ومعناه بذل الجهد في تقديم الخير للآخرين والعمل على قضاء مصالحهم وحوائجهم وعلى معونتهم ومساعدتهم، سواء بالكلمة الطيبة أو بتقديم النفس من أجل تحقيق غاية سامية عظيمة كالإصلاح بين الناس ونشر الخير والدفاع عن الدين والوطن”.
مؤكدًا أن الجود من علامات الإيمان حيث يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” ليس بمؤمنٍ من بات شبعان وجارُه إلى جنبِه جائعٌ وهو يعلمُ” ، وأن المجتمع بحاجة إلى التخلق بهذا الخُلق العظيم بعيدا عن كل مظاهر البخل والشح، حيث يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا”، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ اللَّهَ طِيبٌ يُحِبُّ الطِّيبَ، نَظِيفٌ يُحِبُّ النَّظَافَةَ، كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ، جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ هاني عنتر السباعي أن الكرم خُلق من أخلاق المرسلين، وصفة من صفات الصالحين، به تسُود المحبَّة والمودَّة بين الناس، وأن الله (عز وجل) دائم التفضل على خلقه، فهو سبحانه جواد كريم وعد المنفقين من أموالهم بمضاعفة الأجر والثواب أضعافا كثيرةً، فقال سبحانه: “مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “ما مِن يومٍ يصبِح العبادُ فيه إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما: اللّهمّ أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللّهمّ أعطِ ممسكًا تلفًا” ، فيجب على المسلم أن يكون سخيا كريما اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم) فقد كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان في رمضان أجود من الريح المرسلة، حيث يقول ابْن عَبّاس (رضي الله عنه): “كَانَ النَّبي (صلى الله عليه وسلم) أَجود النَّاس بِالْخَيرِ، وأجود مَا يكون فِي رَمَضَان، وَكَانَ أَجود بِالْخَيرِ من الرّيح الْمُرْسلَة”.
وأوضح أن الكرم صفة ممدوحة في كل كتاب، وعلى كل لسان ، وأن ديننا الحنيف علمنا أن نكرم الناس قولًا وفعلًا، ماديًا ومعنويًا، فحين ينفق الإنسان مما أعطاه الله، ولو كان قليلاً، فإنه (سبحانه وتعالى) يبارك له في ماله ويتفضل عليه بأضعاف مضاعفة، حيث يقول تعالى: “مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ”.
مشيرًا إلى أن الجود والكرم من صفات الأنبياء (عليهم السلام) فهذا سيدنا أبراهيم (عليه السلام) يقول في حقه الحق سبحانه: ” هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ..” فهذا يحمل دلالة عظيمة على الإكرام حيث استضافهم وهو لا يعرفهم ، وهذا هو دأب الأنبياء جميعًا.
مبينًا أن الإسلام دين لا يعرف الأنانية، وأن المجتمع المسلم يتميز بالكرم والتكافل والإحسان للجميع، حيث يقول (صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) : “مثل الْمُؤمنِينَ فِي توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كَمثل الْجَسَد الْوَاحِد إِذا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْو تداعى لَهُ سَائِر الْجَسَد بالحمى والسهر ، وأن الإنسان الإيجابي النافع لوطنه ومجتمعه يكتب الله له أجر الصدقة، ولهذا سارع الصحابة (رضوان الله عليهم) إلى الجود والكرم بالمال والنفس ابتغاء مرضات الله (عز وجل) ، فضربوا أروع الأمثلة في البذل والعطاء وخاصة وقت الشدائد والمحن تحقيقا للتكافل والتعاون والتراحم.