في الحلقة الرابعة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : “رمضان شهر المراقبة” العلماء يؤكدون : غاية الصيام التقوى والتقوى لا تتحقق إلا بمراقبة الله (عز وجل) في السرو والعلن
في الحلقة الرابعة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : “رمضان شهر المراقبة”
العلماء يؤكدون :
غاية الصيام التقوى
والتقوى لا تتحقق إلا بمراقبة الله (عز وجل) في السرو والعلن
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء الثلاثاء 4 رمضان 1443هـ , الموافق 5/ 4 / 2022م الحلقة الرابعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان : “رمضان شهر المراقبة” ، حاضر فيها الشيخ/ محمد كساب ، والشيخ/ محمد أحمد حامد من علماء وزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى أ/ عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد كساب أن رمضان مدرسة المراقبة ، وأن الله (تبارك وتعالى) رقيب علينا ، قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” ، فالصائم في رمضان يصوم لله (عز وجل) وحده ، ويوقن بمراقبة الله (تبارك وتعالى) له ، فاسم الله (تعالى) “الرقيب” يتعلق باسمه ” السميع” وباسمه ” البصير” ، فالعبد المُراقب لربه يحفظ قلبه ، ويسعى في خدمة وطنه ، ومجتمعه ، يسعى لذلك دون رياء ، مبتغيًا الأجر من الله تبارك وتعالى ، يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ الإمامُ العادلُ، وشابٌّ نشأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه معلَّقٌ في المساجدِ، ورجلانِ تحابَّا في اللهِ اجتمعا علَيهِ وتفرَّقا عليه، ورجلٌ طلبتهُ امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ فقالَ إنِّي أخافُ اللَّه. ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ أخفاها حتَّى لا تعلمَ يمينُه ما تُنفقُ شمالُه ، ورجلٌ ذَكرَ اللَّهَ خاليًا ففاضت عيناهُ”.
مشيرًا إلى أن المراقبة درس عظيم من دروس رمضان ، وهي قيمة إيمانية تشمل الحياة كلها ، فتمنع التاجر من المتاجرة بأزمات الناس والتلاعب بأقواتهم ، وتدفع الصانع لإتقان صنعته ، استجابة لهدي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حين قال: “إنَّ اللهَ يحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكم عملًا أنْ يُتقِنَه” ، وجزاء العبد المراقب لربه أن يحفظ الله (تبارك وتعالى) نفس هذا العبد وذريته ، قال تعالى: “وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ”.
وفي كلمته أكد الشيخ/ محمد أحمد حامد أن المراقبة تكون في الدين كله ، وفي حياة المسلم ، وفي كل شئونه ، فمادة المراقبة تدور حول المتابعة والملاحظة ، وحين تضاف لله (عز وجل) ، فإنها تعني الخوف والخشية من الله (عز وجل) ، ورمضان هو المدرسة التي تنتقل بالإنسان ليتمكن من ضبط سلوكه طوال العام ، حيث قوّم نفسه وهذّبها على مراقبة الله (تبارك وتعالى) القائل: “مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “.
مشيرًا إلى أن الصيام بمعنى الامتناع ليس بذاته غاية وانما الغاية التقوى والمراقبة ، قال الله (تبارك وتعالى ): ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم): ” من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ ” ، فكل عبادة لا بد لها من أثر في سلوك المسلم ، والإنسان الذي يعلم أن له ربًّا يراقبه لا يلتفت إلى الخلق في أي شيء ، ويوقن أنه حتى وإن خلا بنفسه فإن الله (تبارك وتعالى) رقيب عليه .