في الحلقة الثانية من ملتقى الفكر الإسلامي العلماء يؤكدون : الإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة ومدار الأعمال كلها على الإخلاص
في الحلقة الثانية من ملتقى الفكر الإسلامي
العلماء يؤكدون :
الإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة
ومدار الأعمال كلها على الإخلاص
في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير , والتوعية بقضايا الدين والمجتمع , وغرس القيم والأخلاق ، وتوعية الشباب بالقضايا الدينية والوطنية ، نظمت وزارة الأوقاف اليوم الأحد ٢ رمضان ١٤٤٣هـ الموافق ٢/ ٤ / ٢٠٢٢م ندوة علمية كبرى بعنوان : “قيمة الإخلاص” وذلك في إطار فعاليات ملتقى الفكر الإسلامي ، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، حاضر فيها أ.د/ حسن القصبي وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، والدكتور/ عبد الخالق صلاح إمام وخطيب مسجد الفتح.
وفي كلمته أكد أ.د/ حسن القصبي وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية أن الشريعة الغراء قد بينت أسس قبول الأعمال عند الله (عز وجل) ، وقد سن لنا رب العزة (جل وعلا) سننًا في القرآن الكريم ، ومن هذه السنن الإخلاص ، والذي يفصل بين من يعمل أعماله عادة ومن يعملها عبادة ، وقد اهتم به الأئمة في كتبهم ، فافتتح الإمام البخاري كتابه بحديث : “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى” ، فلا بد لنا من نية في كل حركة وسكنة ، قال تعالى : “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ” ، فالمخلص في عمله لا يفرط في حق من الحقوق سواء في قوله ، أم في عمله ، أم في علاقته بنفسه ، أم في علاقته بربه ، أم في علاقته بمن حوله من أفراد أسرته ، ومجتمعه ، فالإخلاص يحرك الإنسان إلى كل فضيلة ويجنبه كل رذيلة ، كما يدفع العبد إلى البعد عن كل ما نهى الله (عز وجل) عنه ، وبالإخلاص يفرق العبد بين العادة والعبادة ، فيحول بنيته العادات إلى عبادات، مضيفًا أن الميزان الذي يفرق بين العادة والعبادة ، هو أثر العبادة في الفرد ، فمن نهته عبادته عن الفحشاء والمنكر فهو عابد ، أما من لم تنهه عبادته عن الفحشاء والمنكر فهي عادة ، مؤكدًا أن الله (عز وجل) قد وضع لنا قانونًا في قبول الأعمال فقال في الحديث القدسي : “أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ” ، فمن أخلص فتح الله تبارك وتعالى له قلوب خلقه ، ورزقه المحبة ، فلا بد من إحسان النية بداية قبل الإقبال على أي قول أو عمل.
وفي كلمته أكد د/ عبد الخالق صلاح إمام وخطيب جامع الفتح أن الإخلاص من القيم التي عليها مدار الأعمال ، فالأعمال صور قائمة وأرواحها وجود سر الإخلاص فيها ، فالله (سبحانه وتعالى) تحدث عن الإخلاص في سور عديدة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى : “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ” ، قال المفسرون : إقامة الصلاة بالبعد عن الغفلة فيها ، والإخلاص من الأشياء العزيزة التي يغفل عنها الناس ، ولا تبلغ الصلاة حقيقتها إلا إذا سجد القلب في حضرة الرب فلا يقوم العبد من سجوده ذلك أبدًا ، يقول رب العزة (جل وعلا) في الحديث القدسي : “إنما أتقبَّل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي، ولم يستطلْ على خلقي، ولم يبت مُصرًا على معصيتي، وقطع نهاره في ذكري، ورحم المسكين، وابن السبيل، والأرملة، ورحم المصاب” ، فمدار الأعمال كلها على الإخلاص ، فإذا عمل الإنسان عملًا رأى فيه شيئًا يعجبه من نفسه فعليه أن يستعيد نيته مخلصًا لله تبارك وتعالى مسلِّمًا أمره لربه ، وقد أخذ الصيام الحظ الأوفر من الإخلاص ، قال الله تبارك وتعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”.