في الحلقة الأولى من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : “فضائل شهر رمضان” العلماء يؤكدون : رمضان شهر التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة
في الحلقة الأولى من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : “فضائل شهر رمضان”
العلماء يؤكدون :
رمضان شهر التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام لنشر الفكر الوسطي الصحيح ، ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء السبت 1 رمضان 1443هـ , الموافق 2/ 4 / 2022م الحلقة الأولى من ملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على قناة النيل الثقافية ، وجاءت بعنوان : “فضائل شهر رمضان” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ رمضان عبد العزيز استاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم بجامعة الأزهر ، ود/ صبري الغياتي مدير الدعوة بمديرة أوقاف الجيزة ، وقدم للملتقى أ/ عمر حرب المذيع بقناة النيل الثقافية.
وفي كلمته أكد أ.د/ رمضان عبد العزيز أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر في حديثه عن “فضائل شهر رمضان” أن الله (عز وجل) فضل شهر رمضان بفضائل عدة ففي حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صُفِّدَت الشياطين ومَردة الجن ، وغُلّقت أبواب النار فلم يفتح منها باب ، وفتحت أبواب الجنة فلم يُغلق منها باب ، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ، ولله عتقاء من النار” ، فهو سبحانه يختار من الأماكن ما يشاء ويختار من الأيام ما شاء لأسرار يعلمها سبحانه وتعالى ، ومن فضائل رمضان أن الله (عز وجل) أنزل فيه القرآن على نبيه محمدًا (صلى الله عليه وسلم)، كما قال سبحانه: “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ” ، كما أنزله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا يقول الله (عز وجل) : “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ” ، وقد ربط النبي (صلى الله عليه وسلم) بين الصيام والقيام حين قال: “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ” ليبين أن المؤمن ينبغي أن يكون في عبادة ربه في الليل والنهار ، كما جعل الله هذا الشهر شهر صفاء للنفس إذ إن الله (عز وجل) حبب فيه الخلوة إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فعن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) أَنَّهَا قَالَتْ: كَانَ أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللّهِ (صلى الله عليه وسلم) مِنَ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةَ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لاَ يَرَى رُؤْيَا إِلاَّ جَاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ إِلَيْهِ الْخَلاَءُ، فَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ يَتَحَنَّثُ فِيهِ”، كما أن رمضان شهر التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة ففيه تصفد الشياطين كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدَتِ الشياطينُ ومَرَدةُ الجنِّ ، وغُلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتحْ منها بابٌ ، وفُتِّحَتْ أبوابُ الجنةِ فلم يُغلقْ منها بابٌ ، ويُنادي منادٍ كلَّ ليلةٍ : يا باغيَ الخيرِ أقبلْ ، ويا باغيَ الشرِّ أقْصرْ ، وللهِ عتقاءُ من النارِ ، وذلك كلَّ ليلةٍ”.
من جانبه أكد د. صبري الغياتي مدير الدعوة بمديرية أوقاف الجيزة في كلمته أن للصيام منزلة عظيمة فهو مغفرة للذنوب والسيئات ومن أجل منزلته أضافه الله (عز وجل) إلى نفسه فقال في الحديث القدسي: ” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له إلَّا الصَّوْمَ، فإنَّه لي وأنا أجْزِي به، ولَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِن رِيحِ المِسْكِ” ، فالعبادات الأخرى قد يدخلها الرياء بخلاف الصيام فالمؤمن يحافظ على صيامه حتى في خلوته فيتحقق الإخلاص لله (عز وجل)، ومن الحكمة في تفضيله أن الأجر فيه مضاعف كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : “مَن فَطَّرَ فيهِ صائِمًا يعني في رَمضانَ كان مَغفرةً لذُنوبِه وعِتقِ رقبتِه من النَّارِ وكان لهُ مِثلُ أجرِهِ من غيرِ أن يَنقُصَ من أَجرِهِ شيءٌ” ، وبين أن لصيام شهر رمضان حكمة بالغة ، وبعد عميق ، وهو الشعور بالطمأنينة والصفاء ، لأن الإنسان مكون من الطين والروح التي هي من نور الله (عز وجل) ولذلك يصفو الإنسان كلما تقرب إلى الله (عز وجل) بتخليه عن الطعام والشراب والشهوة ابتغاء مرضاة الله (عز وجل) فهو مرحلة تدريبية يتعود فيها المؤمن على الطاعة وكبح جماح النفس فيكون نومه وسكوته عبادة لله (عز وجل).