في اليوم الخامس لدورة المكون الشرعي واللغوي بأكاديمية الأوقاف الدولية فن التشبيه أحد الأركان الأساسية للبلاغة العربية
في اليوم الخامس لدورة المكون الشرعي واللغوي بأكاديمية الأوقاف الدولية
فن التشبيه أحد الأركان الأساسية للبلاغة العربية
في إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية لتثقيف الأئمة والواعظات والرقي بالمستوى العلمي للدعاة ، واستمرارًا لفعاليات لدورتي المكون الشرعي واللغوي للدفعة الرابعة من الدورة المتكاملة عُقدت محاضرة اليوم الأربعاء 9/ 3/ 2022م بأكاديمية الأوقاف الدولية بمدينة السادس من أكتوبر ، تحت عنوان: “أساليب البلاغة” ، والتي حاضر فيها أ.د/ رمضان محمد حسان أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية كلية الدراسات الإسلامية والعربية ، والذي أكد فيها أن اللغة العربية هي وعاء القرآن الكريم ، ومفتاح فهمه ، وفهم القرآن الكريم والسنة النبوية فرض واجب ، ولا يتم إلا بتعلم اللغة العربية ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، ولا يمكن لعالم أن يدعي فهم النص القرآني أو النبوي فهمًا دقيقًا دون إدراك لأسرار العربية ، ولهذا اشترط العلماء في المفتي والمفسر أن يكون مدركًا لأسرار اللغة وفقه اللغة وليس عالمًا باللغة فقط.
كما أكد أن القرآن الكريم كتاب الله المعجز الخالد الذى تحدى الله (عز وجل) به الثقلين ، وهو في أعلى مراتب البلاغة والفصاحة والبيان ، فلا تجد لفظة تؤدي المعنى المراد أفضل من الواردة في النص القرآني ، فكلمة “يُضَارّ” مثلًا في قوله تعالى: “وَلَا يُضَارّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ”، تضم في طياتها رفع كل أنواع الضرر التي قد تلحق الكاتب أو الشاهد ، وكذلك التعبير بالمذكر عن المؤنث في قوله تعالى: “يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ” ، حيث عبر عن الأنثى بـ “الْخَاطِئِينَ” ، ولم يقل (الخاطئات) لأنها أتت بفعل يخالف المألوف من بنات جنسها ، إذ إن من شأنها أن تكون مطلوبة لا طالبة ، فألفاظ القرآن تصور المعنى وترسمه كأنك تشاهد الوقائع وتعايشها أثناء حدوثها.
كما أشار إلى أن فن التشبيه هو أحد الأركان الأساسية للبلاغة العربية وفصل هام من فصول الإعجاز البياني للقرآن الكريم ما زال ولا يزال موضع اهتمام مفكري علماء المسلمين الدائبين على معرفة بلاغة القرآن ، ومن أمثلة التشبيه التمثيلي في القرآن الكريم قوله تعالى: ” مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً” حيث شبه حالة أحبار اليهود في أنهم أتعبوا أنفسهم في حفظ التوراة ولم يعملوا بما فيها بحال الحمار الذي يحمل كتب العلم القيمة وهو لا يعلم ما فيها من فائدة ، أي مثلهم في عدم الانتفاع بالتوراة، كمثل الحمار الذي يحمل على ظهره الكتب العظيمة ، ولا يكون له منها إلا النصب والعناء .