في تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا انعقدت الجلسة العلمية الأولى من مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية والتي دارت حول التوظيف السياسي للدين برئاسة أ.د/ هايل عبد الحفيظ داود وزير الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية الأردني، ومشاركة أ.د عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية ، وأ. د/ إبراهيم صلاح الهدهد نائب رئيس جامعة الأزهر ، وأ.د/ آمنه نصيـر الأستاذ بجامعة الأزهر ، ، وأ.د/محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة ، وأ.د/ جودة عبد الغني بسيوني رئيس الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية بكازاخستان .
وفي بداية الجلسة نوّه رئيسها أن أخطاء بعض المنتسبين للإسلام مزقت العالمين العربي والإسلامي، وبددت طاقاته في غير ما ينبغي أن تبذل فيه ،فهنالك جزء يبذل في سبيل معركتنا مع الإرهاب والتطرف، ومن المفترض أن يكون الجزء الأكبر من المعركة للدور الفكري، من هنا جاء هذا المؤتمر في زمانه ومكانه الصحيحين على اختيار هذا الموضوع في هذا التوقيت من عمر مصر ، التي تمتلك بوسطيتها القدرة على مواجهة الإرهاب ،وعليه فإن مواجهة الإرهاب تبدأ من هنا من مصر الكنانة رائدة الوسطية بأزهرها وأوقافها.
وأشار أ.د/ محمد السيد الجليند أستاذ الفلسفة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة إلى أن مواجهة التطرف تأتي من خلال معرفة المظاهر والأسباب وكيفة العلاج؛ مُرجعًا ذلك إلى قصور في البنية الثقافية المكونة لعقلية المسلم المعاصر و إلى عدم ربط العقيدة بالسلوك وعدم التدبر وإعمال العقل.
كما ذكر أ.د. إبراهيم صلاح الهدهد نائب، رئيس جامعة الأزهر، أن السبب الرئيس في انتشار الفكر المتطرف يرجع إلى التوظيف السياسي للدين لتحقيق مآرب سياسية ومن أدوات ذلك تأويل القرآن في خدمة السياسة، وفي نهاية كلمته دعا إلى إنشاء مرصد دائم يدعو إلى محاربة التطرف ووحدة الأمة بمختلف اللغات.
ونبّه أ.د. عبد الله مبروك النجار عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق على أن الآثار المترتبة على التوظيف السياسي للدين أهمها: انتهاك حرمة الوطن باسم الدين ومن الواجب على المسلمين أن ينزلوا هواهم على حكم الله ، وعدم التلاعب بأحكام الدين من أجل ثمنٍ بخس.
وفي كلمته أوضح أ.د/ جودة عبد الغني بسيوني رئيس الجامعة المصرية بكازاخستان إلى من وسائل التوظيف السياسي للدين محاولة تحريك الثابت من أحكام الشريعة والعكس، مع العلم بأن الإسلام نزل لبيان الأحكام من جهة، ومنها أحكام السياسة الشرعية التي تقوم على وجوب الحكم بالعدل واعتماد الكفاءة في تولي المناصب، وقيام جماعة من الناس على الشأن العام، ومدنية الدولة الإسلامية تتعامل مع أبنائها على قدم المساواة ( المواطنة).
وأكدت أ.د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلى فضل الحضارة الإسلامية على أوربا التي تحولت من الهمجية إلى الحضارة وعصر التنوير، وعللت التراجع الحضاري لأمتنا إلى التعصب والتحجر والانكماش والبعد عن الآخر مع تكريس الدين لمكاسب سياسية، وأهواء شخصية.
وفي مداخلة للدكتور توفيق السديري رئيس الوفد السعودي نبه إلى ضرورة تصحيح مصطلح “التوظيف للدين” إلى “التوظيف المصلحي للدين” : الشخصي والحزبي والسياسي والفكري، ودعا إلى احترام التخصص في السياسة أو العلم فلكل أهله.
وطالب أ.د. محمد محمود أحمد هاشم نائب رئيس جامعة الأزهر بإيجاد حلول لهذه المشاكل التي يعيشها المجتمع المسلم وخروج توصيات المؤتمر إلى أرض الواقع من خلال التطبيق.
ودعا فضيلة مفتي فنلندا الشيخ وليد محمود إلى تفعيل الحوار من أجل النصح والإرشاد، كما أبدى أ.د. صابر عبد الدايم يونس تخوفه من ظاهرة تأويل النصوص لصالح السياسة.
وأكد أ.د. نصر فريد واصل المفتي الأسبق أن الإسلام دين السلام، ورسالته السلام، كما أنه دين الأخوة الإنسانية.