*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
خلال الجلسة العلمية الثامنة لليوم الثاني بعنوان : “مشروعية الدولة الوطنية”
خلال الجلسة العلمية الثامنة لليوم الثاني بعنوان : “مشروعية الدولة الوطنية”
الدكتور/ إسماعيل بن ناصر العوفي :
المواطنة لم تكن على عهد نبينا (صلى الله عليه وسلم) مجرد تنظيرات بل كانت واقعًا مشهودًا ممارسًا
الأستاذ الدكتور/ نبيل السمالوطي :
المواطنة تهدف إلى تحقيق السلام الإقليمي والدولي والتسامح والتعايش السلمي بين أبناء الوطن دون تمييز
الدكتور/ عبد الله برج روال :
عقد المواطنة وتطبيق محاوره تطبيق لمبادئ الدين الإسلامي
الدكتور/ هاني تمام :
الوطني الحقيقي هو من ينصر وطنه ويعزز من قوته وتماسكه ويحترم دستوره وقوانينه
**********************
لليوم الثاني على التوالي لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية انطلقت فعاليات الجلسة العلمية السابعة تحت عنوان : “المواطنة والسلام المجتمعي” برئاسة معالي الدكتور/ مؤمن حسن بري وزير الشئون الإسلامية بجيبوتي ، وعضوية الدكتور/ إسماعيل بن ناصر العوفي المستشار العلمي لوكيل وزارة الأوقاف بسلطنة عمان ، والأستاذ الدكتور/ نبيل السمالوطي العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر ، والدكتور/ عبد الله برج روال أمين عام المجلس الإسلامي بجنوب السودان ، والدكتور/ هاني تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بمصر.
وفي كلمته أكد الدكتور/ إسماعيل بن ناصر العوفي المستشار العلمي لوكيل وزارة الأوقاف بسلطنة عمان أن المواطنة لم تكن على عهد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مجرد تنظيرات فحسب بل كانت واقعًا مشهودًا ممارسًا ، فقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومعه أصحابه في مكة وفي مجتمع لا يرغب فيهم بل ويعاديهم ويكيد لهم ، وكان التوجيه الرباني : “فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ” ، وقد أُمروا بفعل الخير لأن فعل الخير قد يكون سببًا في تأليف قلوب المخالفين لهم ، ثم كانت الهجرة الأولى إلى الحبشة ، ذلك المجتمع الذي عاملهم باحترام فبادلوه احترامًا باحترام ، ثم أتت الهجرة إلى المدينة المنورة ، باختلاف هوياته وطوائفها وعقائدها ، ويشتركون في العيش على نفس الأرض ، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يستقبل الناس ويجلس إليهم، وتلك الوثيقة التي شارك فيها الجميع واشتركوا في المواطنة ، والدفاع عن الوطن وكل يعبد الله تبارك وتعالى ويمارس عباداته ومعتقداته من غير أن يبغي أحد على الآخر ، فالأساس في ذلك الانسجام هو المواطنة والعدل.
وفي كلمته قدم الأستاذ الدكتور/ نبيل السمالوطي العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر الشكر للأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، واصفًا إياه بالوزير المبدع ، الذي أبدع في قضايا الخطاب الديني ، والخطاب الدعوي والخطاب الثقافي ، مشيرًا إلى أن قضية البحث حول المواطنة وبناء الدولة الدستورية التعاقدية المدنية الوطنية صناعة إسلامية خالصة ، حيث إن المواطنة تؤسس لمجموعة من الثقافات وتهدف إلى تحقيق السلام الإقليمي والدولي والتسامح والتعايش السلمي بين أبناء الوطن دون تمييز ، فالمواطنة والوحدة الوطنية تحقق بناء أمة موحدة ، وقد اقتضت فلسفة المواطنة إفشاء السلام ، وهو مبدأ دعا إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) بالمدينة حيث قال: “أيُّها الناسُ أفشوا السلامَ وأطعِموا الطعامَ وصِلُوا الأرحامَ وصَلُّوا بالليلِ والناسُ نيامٌ تدخلوا الجنةَ بسلامٍ” ، ومن فلسفة المواطنة قضية الوحدة الوطنية والتي تجلت في المؤاخاة بين أبناء الوطن الواحد كما حدث في المدينة ، فالدولة التعاقدية الحقيقية هي دولة الرسول (صلى الله عليه وسلم) والتي كان للنساء دور كبير في قضايا السياسة والاقتصاد منذ بداية الدولة ، والدولة أيضًا دستورية حيث كان أول دستور حقيقي في المدينة مع كل الموجودين في المدينة دون تفريق في الهوية مع كامل الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وهي دولة قانون ودولة شورى وديموقراطية منضبطة ، مؤكدًا أن حقوق الإنسان بدأت بعهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) ، وقد أسست الحضارة الإسلامية العديد من الثقافات كالمواطنة ، والتعايش السلمي ، والديموقراطية المنضبطة وغيرها من الثقافات التي تدعم الرقي والتقدم .
وفي كلمته قدم الدكتور/ عبد الله برج روال أمين عام المجلس الإسلامي بجنوب السودان الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على دعوته الكريمة ، مبينًا أن مشروعية الوحدة الوطنية تعني التعايش السلمي بين أبناء الوطن الواحد ، موضحًا أن التطبيق الخاطئ للدين الإسلامي يجعل أتباعه يدفعون ثمنًا غاليًا ، حيث ينتشر التعصب والتطرف من خلال هذه المفاهيم الخاطئة ، لذلك يجب مواجهة هذه الأفكار المتطرفة وإقامة حوار وطني بين أبناء الوطن الواحد ، فعقد المواطنة وتطبيق محاوره هو تطبيق لمبادئ الدين الإسلامي الذي يدعو إلى الوحدة الوطنية .
وفي كلمته أوضح الدكتور/ هاني تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر أن من عظمة وجمال الإسلام الحنيف أنه لم يحدِّد لبناء الدولة وتطويرها وكيفية إدارتها أمورًا محددة يجب الالتزام بها ، وإنما ترك هذه الأمور للناس وظروفهم ، وقدراتهم ، يقررونها حسبما تقتضيه المصلحة العامة لهم ، فطبيعة الحياة البشرية قائمة على التطور والتجدد والتغير ، مؤكدًا أن إدارة الدولة وتطويرها ليس بالشعارات ولا بالهتافات وإنما بالقدرات الجسمية، والعقلية، والنفسية، والسياسية، وتراكم الخبرات المختلفة التي تساعد في الحفاظ على سلامة الدولة والعمل على تطويرها ونهضتها، والحفاظ على مقوماتها وثرواتها ومكانتها بين الدول، وتنظيم حركة حياة الناس فيها.
وتحقيق هذه الأمور يتطلب مشاركة أبناء الدولة لحاكمها في بناء دولتهم وتطويرها، وعدم تركه بمفرده، وهذا يستدعي أن يعمل كل واحد من أبناء الدولة في نطاق عمله ووظيفته بجدٍّ واجتهاد وإتقان، وأن يراعي الله (عز وجل) في عمله، وأن يعمل على نشر الفضائل والأخلاق الحسنة، وأن يكون من المصلحين، ويبتعد عن الفاسدين، وعن أي سبب من أسباب الفساد والإفساد في الأرض.
فالوطني الحقيقي هو الذي ينصر وطنه ويعزز من قوته وتماسكه، ويحترم دستوره وقوانينه، ويبتعد عن خيانته أو خداعه أو التآمر عليه مع أعدائه لإسقاطه؛ لأن الوطن إذا سقط ـ لا قدر الله ـ فلن يأمن إنسان على نفسه ودينه وعرضه وماله، فبسقوط الوطن تستباح الحرمات، وبناءً على هذا أصبح تطوير الدولة والعمل على تقويتها ونهضتها أمرًا شرعيًّا ينبغي على كل أبنائها العمل من أجل تحقيقه.