*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال الجلسة العلمية الخامسة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثاني والثلاثين بعنوان “عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي”

خلال الجلسة العلمية الخامسة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية
الثاني والثلاثين بعنوان “عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي”
وزير الأوقاف الفلسطيني :
عقد المواطنة يقنن العلاقة بين الإنسان ووطنه
الدكتورة/ فوزية العشماوي :
المواطنة تعني المساواة بين الجميع دون النظر إلى دينهم أو لغتهم أو عرقهم
الدكتورة/ إنصاف أيوب حمدان :
المرأة هي الركيزة التي تضمن استقرار الأسرة وتكاتفها
الواعظة/ وفاء عبد السلام :
المرأة هي القوة التي تُحرك المجتمع بأسره والعامل الأساسي في عملية التربية
الواعظة/ جيهان ياسين :
المرأة خط الدفاع الأول لحماية الوطن
الواعظة/ مرفت عزت :
المرأة نصف المجتمع وتكوِّن شخصية النصف الثاني منه
****************************
انعقدت الجلسة العلمية الخامسة والأخيرة من فعاليات جلسات اليوم الأول لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الثاني والثلاثين بعنوان : “عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي” برئاسة الدكتور/ حاتم محمد حلمي وزير الأوقاف الفلسطيني ، وتحدث فيها : الدكتورة/ فوزية العشماوي أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة جينيف بسويسرا ، والدكتورة/ إنصاف أيوب حمدان الأردن ، والواعظة/ وفاء عبد السلام ، والواعظة/ يمنى أبو النصر ، والواعظة/ جيهان ياسين ، والواعظة / مرفت عزت .
وفي بداية الجلسة توجه معالي الدكتور/ حاتم محمد حلمي وزير الأوقاف الفلسطيني بخالص الشكر والتقدير لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على الدعوة الكريمة مبينًا أن وزارة الأوقاف قد وفقت في اختيار موضوع هذا المؤتمر ، فهو يناقش العديد من المحاور الهامة التي لها أثر بالغ في الأمن المجتمعي والعالمي مؤكدًا أن عقد المواطنة يعتبر حقيقة واقعة وأمرًا ملزمًا لتقنين العلاقة بين الإنسان ووطنه وهكذا علمنا ديننا الحنيف .
وفي كلمتها أكدت الدكتورة / فوزية العشماوي أستاذ الحضارة الإسلامية بجامعة جينيف بسويسرا أن المواطنة تعني الانتماء إلى الدولة، والولاء لها، والعيش على أراضيها، والخضوع للدستور ومنظومة القوانين التي تنظّم أمور المواطنين فيها، واحترام سيادة القانون؛ وبالتالي فإن المواطن فيها لا يتم تعريفه بجنسه كرجل أو امرأة، أو بمهنته، أو بدينه، أو بحرفته، أو بثروته ومكانته وسلطته، ولكن يتم تعريف المواطن تعريفًا قانونيًّا اجتماعيًّا بأنه مجرد مواطن، أي أنه عضو في المجتمع ، وله نفس حقوق وواجبات بقية المواطنين الآخرين.
ومن ثمَّ فإن الدولة لا تفرّق بين دين وآخر؛ فالمواطنة تعني المساواة بين جميع المواطنين دون النظر إلى دينهم، أو فكرهم، أو أيديولوجيتهم، أو لغتهم، أو عرقهم، أو جنسهم، وترتكز الدولة على مبادئ: قبول الآخر، والتسامح، والسلام، والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات.
ومن هذا المنطلق فإن للمرأة مكانة ودورًا هامًّا في أي دولة، سواء أكان شعب هذه الدولة يدين بالإسلام أو بأي أديان أخرى.
ففي الإسلام كرم الله (عز وجل ) المرأة قال تعالى: ” وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ” فلم يهضمها حقها بل جعل لها كيان ومكانة .
كما أكد الرسول (صلى الله عليه وسلم ) على مبدأ المساواة بين الناس جميعًا، ولم يفرّق بين البشر بسبب الدين أو الجنس البشري، بل كفل لكلّ البشر المساواة فقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم ) “الناس كأسنان المشط”، والحديث الشريف يركز على المساواة بتشبيه الناس – أي الرجال والنساء ، ولقد أثبتت المرأة المسلمة مكانتها وأهميتها سواء كانت تعيش في مجتمع مسلم أو مجتمع غير مسلم .
وفي كلمتها أكدت الدكتورة / إنصاف أيوب حمدان أن مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية “عقد المواطنة وأثره في تحقيق السلام المجتمعي والعالمي” اختيار موفق للموضوع فإن الوثائق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تطالب بما أطلقوا عليه تعبير “تمكين المرأة”، ومعناه إشراك المرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، وذلك بفتح هذه المجالات للمرأة بحيث تتبوأ المناصب القيادية في شتى التخصصات، دون تفرقة بينها وبين قرنائها من الرجال، وهذا ما سبق إليه الإسلام، دون استعلاء أو استقواء من أحدٍ على أحد.
مؤكدة أن تفعيل دور المرأة في المجتمعات المسلمة سيسهم إيجابيًّا في إقرار السلام والتسامح في هذه المجتمعات؛ لأن المرأة هي الركيزة التي تضمن استقرار الأسرة وتكاتفها، فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، ولكل منهن دور أساس في كل أسرة، وعلى كل منهن تأدية وظيفتها الأساسية في الأسرة بمساهمة فعّالة في التربية، والرعاية، والحفاظ على الأخلاق الإسلامية، وتطبيق المبادئ الإنسانية في التعامل مع الآخرين في المجتمع، والاعتراف بالآخر مهما كان دينه أو عرقه بدون تفرقة.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ وفاء عبد السلام أن موضوع عقد المواطنة له من الأهمية بمكان وذلك لأهمية محاوره والتي من بينها ما يعتني بالمرأة ، مؤكدة أن المرأة هي القوة التي تُحرك المجتمع بأسره؛ فهي قادرة على لعب جميع الأدوار في المجتمع الواحد؛ حيث يُمكن للمرأة أن تؤدي جميع المهمات في شتى المجالات، مثل: الصناعة، والزراعة، والاقتصاد، والسياسة، والتجارة، والتعليم، والصحة، والإعلام، والهندسة، هذا بالإضافة إلى الحِرَف المختلفة التي تُتقنها المرأة، ولا يُمكن لأحد أن يُحقر من دورها؛ فهي لا ينقصها شيء، وتتميز بالعقل الراجح، وحسن التصرف في جميع المواقف التي تطرأ عليها.
كما أن المرأة هي العامل الأساسي في عملية التربية؛ فهي الأم، ومن خلالها يتعلم الفرد جميع الأخلاق والعادات التي يتعامل بها مع المحيطين به؛ الأمر الذي يجعلنا نستنتج أن المرأة هي التي تُربي المجتمع البشري بأسره، ومكانة المرأة في المجتمع الحديث ازدادت قيمة وأهمية بعد تمكنها من الحصول على حقوقها التي تتعلق بحرية التصرف في جميع أمور حياتها، إلى أن تمكنت من الوصول إلى جميع المناصب المهمة في العالم، الأمر الذي يُمكنها من اتخاذ العديد من القرارات المهمة التي يتعلق بها مصير الشعوب المختلفة، هذا بالإضافة إلى دورها الثقافي المهم الذي قامت به على مر العصور.
وإذا أبحرنا في إنجازات المرأة في العالم، نلاحظ نماذج كثيرة لنساء تحدّين الصعاب ونجحن في مجالاتهن، ومنهن “الأم تريزا” التي نالت جائزة نوبل للعمل الخيري في العالم، و “فالنتينا ترشكوفا” رائدة الفضاء الروسية التي صعدت إلى القمر، و “ماري كوري” عالمة الفيزياء التي نالت جائزة نوبل في الفيزياء، هؤلاء هن نساءٌ عظيمات خضن غمار الحياة بقوة وحفرن في الصخر حتى تمكنّ من إيجاد أنفسهن.
ولم تكن المرأة المصرية بعيدة عن المشهد ولا عن الدور المتميز الذي قامت به المرأة في المجتمع المعاصر، حيث تعيش المرأة المصرية عصرًا ذهبيًّا منذ تولى الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، إذ إنه كان حريصًا من أول يوم على تمكين المرأة في شتى المجالات، إلى جانب أنه أظهر اهتمامًا خاصًّا يليق بها وبمكانتها في المجتمع وذلك في أكثر من مناسبة، إذ لا يخلو حديث للسيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي دون تقدير لمكانة المرأة ودورها، ومن ذلك تأكيده على أن تمكين المرأة هو كلمة السر وراء بناء الحضارات القوية التي يشار إليها بالبنان، وواجبنا المخلص تجاه شعوبنا يحتم علينا منح المرأة الفرصة الكاملة للمشاركة في كل المجالات.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ جيهان ياسين أن وزارة الأوقاف المصرية أدركت حاجة الواقع المعاصر لزيادة عدد النساء الداعيات في الوزارة؛ فكان القرار الشجاع من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف (منذ توليه الوزارة) لفتح باب الاشتغال بالعمل الدعوي لمن شاءت بعد اجتياز اختبارات عدة، ودورات تدريبية متلاحقة، ليؤكد إيمانه بدورهن الكبير في تجديد الخطاب الديني، وبيان الحقيقة السمحة للإسلام، ومحاربة الفكر المتطرف مؤكدة على أهمية مشاركة العاملات بمجال الدعوة في القوافل الدينية التي تجوب محافظات مصرنا الحبيبة، لاسيما في المناطق النائية.
كما قامت وزارة الأوقاف بإعداد خطة لتأهيل الواعظات، وبإلحاق المتميزات منهن بأكاديمية الأوقاف الدولية لتخريج واعظة عصرية، مستنيرة، واعية بمتطلبات العصر ومستجداته، وقد تخرج بالفعل حتى الآن ثلاث دفعات من الأكاديمية. بالإضافة إلى إعطائهن دورات تدريبية متخصصة على يد مجموعة من العلماء الأجلاء في علم المواريث، وفي فقه المقاصد، واللغة الإنجليزية، والأحوال الشخصية وغير ذلك من العلوم الشرعية، وقد شاركن في الملتقى الفكري الإسلامي الثقافي تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، ويشاركن أيضًا كل عام بورقة عمل في المؤتمر الدولي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، كما أن للواعظات العديد من المشاركات المجتمعية داخل وخارج البلاد .
وفي كلمتها أكدت الواعظة / مرفت عزت أن المرأة نصف المجتمع، وتكوِّن شخصية النصف الثاني منه، فهي البنت، والزوجة، والأم، والمعلمة، والضمان الحقيقي لحماية المجتمع من الفكر المتطرف ولتنشئة أبنائه على حب الوطن، فالمرأة هي خط الدفاع الأول لحماية الوطن، وقد أظهرت قدرتها على الاهتمام بالقضايا التي تمس الأمن القومي، وقدرتها على المشاركة في التنمية ودحر الإرهاب لتقدم للمجتمع عضوًا صالحًا نافعًا، صحيح العبادة، قوي البدن، صحيح النفس، واسع العلم والثقافة، ومن خلالها إما أن يتقدّم المجتمع أو يندحر، وإما أن تقوم الحضارات أو تندثر.
اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى