وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير في ورشة بعنوان : “الجماعة الإرهابية في الخطاب الديني” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب يؤكد: يجب تضافر جميع الجهود لمحاربة الفكر المتطرف الدكتور/ هاني تمام : جماعات الضلال شوهت صورة الإسلام ونظام الجماعة يطوع النصوص لمصلحتها وللمصالح الشخصية
وكيل الوزارة لشئون مكتب الوزير في ورشة بعنوان :
“الجماعة الإرهابية في الخطاب الديني” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب يؤكد:
يجب تضافر جميع الجهود لمحاربة الفكر المتطرف
الدكتور/ هاني تمام :
جماعات الضلال شوهت صورة الإسلام
ونظام الجماعة يطوع النصوص لمصلحتها وللمصالح الشخصية
في إطار دور وزارة الأوقاف المصرية في نشر الفكر الوسطي المستنير ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، عقدت مساء اليوم الجمعة 28/ 1/ 2022م ورشة “الجماعة الإرهابية في الخطاب الديني” بحضور الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي وكيل الوزارة لشئون مكتب وزير الأوقاف ، والدكتور/ هاني تمام الأستاذ المساعد بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثالثة والخمسين.
وفي كلمته أكد الدكتور/ نوح عبد الحليم العيسوي أن ديننا دين السلام ، دين الوسطية والاعتدال ، دين يرفض البغض ، يرفض الكره ، يرفض التطرف ، فجماعات الضلال تاجروا بهذا الدين مستخدمين “مبدأ الغاية تبرر الوسيلة” ، فاستحلوا الهدم والخراب والتدمير ، وقد تبنى معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فكرة الوسطية ، والقضاء على الفكر المتطرف خلال سبع سنوات ونصف فوحد خطبة الجمعة المكتوبة ، وطهر من المنابر من المتطرفين ، فلم يعد يصعد المنبر إلا من معه تصريح معتمد من وزارة الأوقاف ومن هنا استطاع تحجيم ومحاصرة عناصر الجماعات المتطرفة وأصحاب الفكر المتطرف.
مشيرا إلى أن الوزارة تعمل على بناء الوعي لدى الأئمة والواعظات بتكثيف الدورات المتقدمة والمتخصصة كبرنامج الإمام المجدد ، والإمام المتميز ، والإمام المفكر ، وغيرها من الدورات التدريبية في اللغات والحاسب الآلي .
مبينًا أن الوزارة شهدت نشاطًا غير مسبوق في مجال التأليف والترجمة فتم تأليف سلسلة “رؤية” الإصدار الأول والثاني ، وسلسلة (رؤية) المترجمة ، وسلسلة (رؤية) للنشء ، وقد انتشرت هذه المؤلفات وبقوة في الداخل والخارج لنشر الفكر الوسطي المستنير ، وقد أشادت بهذه المؤلفات الكثير من المؤسسات .
كما أكد على ضرورة تضافر جميع الجهود لمحاربة هذا الفكر المتطرف ، كما يجب أن نطور من الخطاب الديني بما يناسب العصر ويحقق مصلحة البلاد والعباد .
وفي كلمته أكد الدكتور/ هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تبديل الدين بل معناه العودة بالإسلام إلى رونقه وصفائه منذ أن كان بعهد النبوة ، والذي جعل هذا ضرورة أن جماعات الضلال شوهت صورة الإسلام وحصروا الخطاب الديني في عدة مفاهيم حاولوا تحريفها وتشويهها ، كمفهوم الجهاد ، ففي رأيهم أن الدولة عطلت الجهاد وهو فريضة ، إلا أن الفهم الصحيح لهذا المصطلح أن الجهاد أنواع ، أحدها : جهاد النفس ، وثانيها : جهاد الدعوة وهو ما جاء في قوله تعالى : “فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً” ، وأما النوع الثالث : الجهاد القتالي وهو أمر استثنائي في ديننا وقد شرع لرد العدوان ، حيث يقول الله تعالى في كتابه : “وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين” ، فالجهاد القتالي لا يكون لإزاحة الكفر لكن الجهاد القتالي فقط لدفع العدوان ، فما بدأ النبي (صلى الله عليه وسلم) قتالاً قط بل فعَّل عقد المواطنة في المدينة مع اليهود ومع غيرهم ممن جاوره في المدينة.
المصلح الثاني : مفهوم الحاكمية : وهو أن تكون خلافة جميع المسلمين تحت حاكم واحد ، وقد اعتبروا ذلك أصل من أصول الدين ، وهذا مخالف لديننا الحنيف فقد جاءت أصول الدين في حديث جبريل ( عليه السلام) فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ : ” الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَبِلِقَائِهِ، وَرُسُلِهِ، وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ “. قَالَ : مَا الْإِسْلَامُ ؟ قَالَ : ” الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ “. قَالَ : مَا الْإِحْسَانُ ؟ قَالَ : ” أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ “. قَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : ” مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ، وَسَأُخْبِرُكَ عَنْ أَشْرَاطِهَا : إِذَا وَلَدَتِ الْأَمَةُ رَبَّهَا، وَإِذَا تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْإِبِلِ الْبُهْمُ فِي الْبُنْيَانِ فِي خَمْسٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ “. ثُمَّ تَلَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }. الْآيَةَ، ثُمَّ أَدْبَرَ فَقَالَ : ” رُدُّوهُ “. فَلَمْ يَرَوْا شَيْئًا، فَقَالَ : ” هَذَا جِبْرِيلُ جَاءَ يُعَلِّمُ النَّاسَ دِينَهُمْ ” ،
فما تكلم النبي (صلى الله عليه وسلم) عن الحكم أو الخلافة فالأمر فيهما متروك للناس ، وقد حدث هذا الأمر بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) في اختيار من يكون خليفة للمسلمين ، فاختار الناس أبا بكر الصديق ، وأما عن أبي بكر الصديق فقد أوصى بالخلافة لعمر بن الخطاب من بعده ، وجاء دور عمر بن الخطاب فقد اختار من أصحابه ستة جعل بينهم الشورى ليختاروا منهم من يكون خليفة لهم ، الخلاصة أن الأمر متروك للناس بما يعود بالصالح لهم ، وقد وضع القرآن بعض الضوابط منها قوله تعالى : “وشاورهم في الأمر”، وقوله تعالى : “وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل” ، لكن جماعات الضلال كالإخوان وغيرهم أرادوا أن يعودوا بنا إلى زمن الخوارج في سوء الفهم والذي يدعو إلى التكفير ، والتكفير يدعو إلى التدمير ، فعدم الوعي بنصوص الشرع منبت للتطرف ، فنظام الإخوان يطوع النصوص للمصالح الشخصية ومصلحة الجماعة حتى وإن كان ضد مصلحة الوطن.