*:*الأخبارمقالات

خطورة الفكر البهائي

أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
أ.د/ محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف

لا شك أن أعداء الدين والوطن والأمة العربية يعملون على تفتيت منطقتنا العربية بكل السبل والوسائل , سواء أكان ذلك عن طريق تغذية التطرف والإرهاب والتشدد والغلو المؤدي إليهما , أم عن طريق إشاعة الإلحاد والأفكار والمذاهب الهدامة كالبهائية والباطنية والإسماعيلية وغيرها , أم عن طريق نشر التشيع السياسي , واستخدام المنتسبين إلى تلك الفرق والمذاهب ومن يعتنقون أو يتبنون أو ينشرون تلك الأفكار الهدامة لخلخلة النسيج الوطني المتماسك في مصر والأمة العربية , بقصد إضعافها وتفكيكها والاستيلاء على خيراتها ومقدراتها .

وتنسب البهائية إلى ” ميرزا حسين علي ” الملقب ببهاء الله , وهو الزعيم الثاني للمذهب الذي تتولاه هذه الطائفة , وتسمى هذه الطائفة أيضا البابية , وهي ليست بالنحلة المحدثة التي لم يتقدم لها في النحل المارقة من الإسلام مايشابهها أو تتخذه أصلاً تبني عليه مزاعمها ، وإنما هي وليدة من ولائد الباطنية ، تغذت من ديانات وصفية وآراء فلسفية ونزعات سياسية ، ثم اخترعت لنفسها صورًا من الباطل , وخرجت تزعم أنها وحي سماوي.

وتسمى هذه الطائفة – أيضا – ( البابية ) نسبة إلى ( الباب ) وهو لقب ميرزا على محمد الشرازي الذي ابتدع هذه النحلة , ويزعم أن شريعته ناسخة للشريعة الإسلامية , فابتدع أحكاما خالف بها أحكام الإسلام وقواعده , و ( الباب ) لفظ متداول عند الفرق الباطنية , يطلقونه على بعض دعاتهم .

وقد استخدم الاستعمار هذه الطائفة لزعزعة عقيدة المسلمين وتفريقهم ، وارتبط البهاء وأتباعه بعلاقات وثيقة مع الصهاينة والاستعمار ، فساندت البهائية قيام دولة إسرائيل على حساب دولة فلسطين الشقيقة .

وقد دخلت هذه  الطائفة مصر في بداية القرن العشرين ، وكان لها علاقة وطيدة بالحركات الصهيونية العالمية , مما دفع الحكومة المصرية إلى إصدار القرار الجمهوري بالقانون رقم 263 لسنة 1960م بحل المحافل البهائية ووقف نشاطها.

ولا شك أن الفكر البهائي ليس فقط شديد الخطورة على أمن الوطن وسلامته ، بل خطره أشد على الدين والعقيدة الإسلامية ، فمن أسسه ما يلي:

1- عدم ختم النبوات ، مما يفتح الباب للدجالين والأفاكين بادعاء النبوة.

2- عدم الإيمان بالقيامة وتأويلهم الجنة بالحياة الروحية ، والنار بالموت الروحي.

3-  اعتقادهم أن الحج إلى الكعبة باطل ، وحجهم إلى قبر البهاء في حيفا .

4- عدم تحريم الزواج بالمحارم ، واعتقادهم بأن الله لم يحرم إلا الأم ، كما يُحِلُّونَ الزنا وشيوعية النساء والأموال.

5- إباحة الربا، وغيره من المحرمات والموبقات.

        فهذه الأسس وتلك التعاليم تتناقض مع أصول الدين الإسلامي وعقائده تناقضا تامًا , بل إنما هذه النحلة الباطلة لا علاقة لها بالإسلام , ولا علاقة للإسلام بها, وتخرج معتنقيها من دائرته.

وقد أدركت وزارة الأوقاف خطر البهائية الكبير في ظل الظروف التي تمر بها مصرنا العزيزة والمنطقة العربية , حيث يحاول أعداء الدين والوطن تفسيخ وتفتيت النسيج الاجتماعي لأوطاننا بطرائق شتى من التطرف , فقامت الإدارة العامة لبحوث الدعوة بعقد دورات تدريبية متتابعة للتوعية بخطر هذه الأفكار على الدين والأمن القومي ,كما قرر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية طباعة بعض البحوث حول خطر الفكر البهائي إسهامًا منه في التحذير من خطر هذه الأفكار التي باتت توظف توظيفا سياسيًا لصالح أعداء الدين والوطن .

وإنني لأؤكد أن أمننا القومي يقتضي مواجهة كل الأفكار المتطرفة سواء كان التطرف غلوًا وتشددًا , أم انحرافًا وتسيبًا وانفلاتًا وخروجًا على القيم الدينية والأخلاقية والمجتمعية والإنسانية , فإذا أردنا أن نقضي على التشدد من جذوره فلابد أن نقضي على التسيب من جذوره , فلكل فعل رد فعل مساوِ له في النسبة ومضاد له في الاتجاه .

وهذه الفرق الضالة الهدامة إنما هي صنائع لأعداء ديننا وأمتنا وأمننا القومي المصري والعربي , ما يتطلب منا جميعًا كشف زيغ وأباطيل هذه الفرق , وهو ما يحتاج إلى اليقظة والتنبه , والتمسك بالهدي الإسلامي الصحيح الوسطي دون إفراط أو تفريط .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى