يضاف إلى الخطبة الثانية التأكيد على الاصطفاف في مواجهة الإرهاب الغاشم الذي تجرد من كل المعاني الإنسانية وأقدم في همجية وحشية غير مسبوقة على عملية إجرامية تعد وصمة في جبين وتاريخ الإنسانية ، وهي حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا، في فعلة تجاوزها الزمن ، وللأسف الشديد صدرت هذه الفعلة الشنعاء النكراء من أناس يدعون ظلما وإفكا وبهتانا أنهم ينتسبون إلى الإسلام ، والإسلام بريء منهم ومن أفعالهم .
وإن كنا نواجه في مصرنا العزيزة أناسا يتحدثون أيضا باسم الإسلام ، ويمارسون أعمال القتل ، والتفجير ، والتخريب ، وسفك الدماء ، وزرع المتفجرات ، وما لم نحاصر تلك الظواهر الغريبة على ديننا وحضارتنا وثقافتنا ومجتمعنا فإن النار التي أحرقت هذا الطيار الأردني فإنها ستحرق عن طريق التفجير وزرع المتفجرات آخرين ، مما يتطلب اصطفافا وطنيا وعربيا وإسلاميا وعالميا لمواجهة كل الظواهر الوحشية والإجرامية التي يحرمها الإسلام وسائر الأديان وتجرمها كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية ، فقد حرم الإسلام قتل النفس البشرية البريئة ، حيث قال تعالى ” وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ”( الأنعام : 151) والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لعن هؤلاء حيث قال : ” الإنسان بنيان الربِّ ملعون من هدمه ” وحرَّم كذلك التمثيل بالنفس البشرية بالحرق أو بأي شكل من أشكال التنكيل أو التمثيل أو التعذيب ، فما بالكم بحرق الإنسان حيا ، إنها وصمة عار في جبين الإنسانية ، وكل المنظمات التي تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان ، فإن لم نسمع لها هّبة الآن فمتى تكون ؟