خلال المحاضرة الأولى في الفهم المقاصدي للسنة النبوية
خلال المحاضرة الأولى في الفهم المقاصدي للسنة النبوية
د/ هاني تمام :
الوقوف عند ظواهر النصوص دون فهم مقاصدها من أهم أسباب الجمود الفكري
ويؤكد:
الخطاب الديني متجدد على مر العصور لأنه صالح لكل زمان ومكان
في إطار فعاليات اليوم الأول للدورة التدريبية الثانية المشتركة لأئمة وواعظات مصر والسودان بأكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين اليوم الجمعة ١٠ / ٩/ ٢٠٢١م ، التقى الدكتور/ هاني تمام الأستاذ المساعد بجامعة الأزهر الشريف بأئمة وواعظات مصر والسودان ، بحضور الدكتور/ هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني ، و الدكتور/ أشرف فهمي مدير عام الإدارة العامة للتدريب.
وفي محاضرته بعنوان: “الفهم المقاصدي للسنة النبوية” رحب الدكتور/ هاني تمام بالسادة الحضور ، شاكرًا لهم حرصهم على اكتساب المزيد من خبرات التعامل مع المستجدات العالمية ، وقضايا التجديد ، مؤكدًا أن هذا هو النهج الصحيح للنجاح في مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه الأمة بأكملها.
وأوضح سيادته أن السبب الحقيقي للجمود الفكري وما يترتب عليه من خلل في فتاوى غير المتخصصين يكمن في الوقوف عند ظواهر النصوص الشرعية دون التعمق في مقاصدها ، فكل نص في القرآن الكريم والسنة النبوية له مقصد أو عدة مقاصد ، ولا بد من الإحاطة بالأدوات الضرورية لفهم معاني النصوص الشرعية واستخلاص الأحكام منها.
موضحًا أن اللغة العربية هي اللغة التي نزل بها القرآن ، ولا بد من الانضباط بقواعدها ، إذ إن دلالات ألفاظ اللغة العربية تساعدنا على حل كثير من الإشكالات التي تواجهنا في فهم بعض النصوص ، مما يدعو إلى إعمال العقل في النص لفهمه كما ينبغي .
مشيرًا إلى أن الخطاب الديني متجدد على مر العصور لأنه صالح لكل زمان ومكان ، فواجب على الباحث في النصوص الشرعية أن يدقق النظر أولا في النصوص القطعية التي لا تقبل التغيير ، وهي لا تمثل الكثير من النصوص الشرعية ، منها نصوص الزكاة ، والصوم ، والحج ، وتحريم الزنا ، والقتل ، والخمر ، أما النصوص الظنية فهي تقبل أكثر من معنى وتحتاج لضبطها بقواعد اللغة العربية لغلق الباب أمام المتطرفين والأدعياء الذين تاجروا بالدين وسفكوا الدماء مدعين كذبا أنهم يطبقون حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ومن ذلك فهمهم الخاطئ لحديث: ” أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهُمْ إلَّا بحَقِّ الإسْلَامِ، وحِسَابُهُمْ علَى اللَّهِ” ، فالمراد بالناس ليس كل الناس وإنما طائفة خاصة من الناس بغوا واعتدوا وظلموا ومن هنا حل قتالهم وليس قتلهم ، فكل آيات القرآن في القتال تخضع لأول آية في القرآن وهي قوله تعالى: ” وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ” ، مضيفًا أنه لكي نفهم النص الشرعي فهمًا صحيحًا يلزم أن نعتمد على قاعدة الشمول والتي تعني جمع النصوص التي تتصل بنفس الموضوع للوصول إلى مراد المشرع من النص ، ومن ذلك أحاديث السواك حيث قال (صلى الله عليه وسلم): ” لَوْلَا أنْ أشُقَّ علَى أُمَّتي أوْ علَى النَّاسِ لَأَمَرْتُهُمْ بالسِّوَاكِ مع كُلِّ صَلَاةٍ ”
حيث شق بعض الناس على الخلق وقصروا المراد من الحديث النبوي الشريف على عود الأراك ، وبالتدقيق يتضح أن المراد من النص تطهير الفم وتنظيفه بالآلة التي تناسب العصر والتي يستطيع أهل العصر التعامل معها، حيث إن وظيفة السواك تطهير وتنظيف الفم.