نموذج مختار جمعة فى مقاومة التطرف
نموذج مختار جمعة
فى مقاومة التطرف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى، في مقدمة الذين يحاربون التطرف والتكفير والإرهاب بصورة دائمة وممنهجة ومبدئية.
وبالتالى، فإن المعركة ضد التطرف تحتاج للمزيد من نموذج مختار جمعة، حتى يمكن حسمها فى أسرع وقت كى تتفرغ مصر والمنطقة العربية بأكملها، للبناء والتنمية، بدلا من الدائرة المفرغة التى تعيش فيه منذ عقود، بسبب فيروس التطرف والإرهاب والتكفير.
مختار جمعة تم تعيينه وزيرا للأوقاف فى حكومة الدكتور حازم الببلاوى فى ١٦ يوليو ٢٠١٣، وهى الحكومة التى قادت العملية الانتقالية بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ بقيادة الرئيس المؤقت عدلى منصور، وحتى انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يونية ٢٠١٤.
جمعة هو أقدم وزير مصرى حالى، خدم فى حكومات حازم الببلاوى وإبراهيم محلب وشريف إسماعيل ومع الحكومة الحالية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، وخدم مع رئيسين هما عدلى منصور، والرئيس الحالى عبدالفتاح السيسى.
ورغم أنه من مواليد عام ١٩٦٦ بمحافظة بني سويف، أى لم يتجاوز الخامسة والخمسين، إلا أن سيرة حياته الوظيفية مليئة بالأحداث والتطورات والإنجازات. وفى ظنى أن أهم إنجازات هذا الرجل هو دوره المهم فى محاربة المتطرفين والتكفيرين وتحجيم دورهم إلى حد كبير.
أتفهم تماما منطق الحلول الوسط فى عالم السياسة، وهو أمر شائع فى كل الدول والتجارب تقريبا، بل هو موجود فى الحياة الشخصية لكل منا، لكن حينما تواجه الدول والأمم والمجتمعات خيارات مصيرية، فإن الإنحيازات لابد أن تكون واضحة.
وفى حالة الدكتور محمد مختار جمعة فإنه لم يمسك العصا من المنتصف، بل كان حاسما وواضحا ومتقدما الصفوف فى المعركة ضد التطرف والمتطرفين.
صعوبة مهمة هذا الوزير أنه جاء مسؤولا عن وزارة كانت تعج بالعديد من العناصر المتطرفة من كل الاتجاهات من أول الاخوان نهاية بالسلفيين وما بينهما.
هو لم يهادن أو يداهن، بل قرر بدعم كامل من القيادة السياسية، أن يطهر الوزارة قدر ما يستطيع من العاصر المتطرفة والتكفيرية أو حتى من الخلايا النائمة.
هذه المهمة كانت الأصعب بكثير من بين كل المهمات الصعبة التى واجهت دولة ٣٠ يونيو، فليس صعبا جدا أن تبنى جسرا أو تعبد طريقا، أو تقيم شركة هنا أو هناك، وكلها مهمات مطلوبة وحيوية، لكن أن تواجه التطرف، فهى مهمة صعبة فى ظل أن قوى التطرف والتكفير عملت علي تثبيت أقدامها في المجتمع لسنوات طويلة، ومازاد المهمة صعوبة أن العديد من أفراد هذه التنظيمات أدمنوا العمل كخلايا نائمة.
يمكن لأى متابع ومراقب أن يلمس بوضوح أن محمد مختار جمعة وبمساعدة من القيادة السياسية والعديد من الأجهزة والمؤسسات تمكن من تحقيق إنجازات كبرى فى هذا الملف، وتمكن من تجفيف العديد من منابع التطرف والارهاب فى وزارته.
هو نجح فى خلخلة قواعد التطرف، بل تمكن من تحقيق مهام لم ينجح فيها كثيرون قبله،
هو منع إقامة صلاة الجمعة فى الزوايا، التى تقل مساحتها عن ٨٠ مترا فى سبتمبر ٢٠١٣ وبعدها، منع غير الأزهريين من الخطابة فى المساجد الحكومية والأهلية، وفى ٢٦ يناير ٢٠١٤، قررت الوزارة توحيد خطبة الجمعة. هذه القرارات الثلاثة يمكن وصفها بالثورية، لأنها منعت وعزلت غالبية أئمة التطرف من الصعود للمنابر، أو تسخيرها لخدمة أفكارهم، وعدد هؤلاء بزيد عن ١٢ ألف خطيب وداعية أو مدع.
ما فعله جمعة كان أكبر ضربة وجهت للمتطرفين لأنها ببساطة منعتهم من ممارسة هوايتهم الأساسية وهى التجنيد فى المساجد وعبر المنابر، وأظن انه حتي «الخلايا النائمة» منهم تشعر بالقلق طوال الوقت، ولم تعد لديها حرية الحركة التى كانت متاحة من قبل.
مختار جمعة بذل جهدا مهما فى نشر العديد من الكتب والدراسات التى تساهم فى تجديد وإصلاح الخطاب الدينى، وكشف حجم المتطرفين، كما أنه من جهة أخرى وبدعم كامل من الدولة، ساهمت وزارته فى بناء العديد من المساجد الجديدة والحديثة، تحت إشراف كامل من الوزارة، وبما يفضح دعاوى المتطرفين الذين يزعمون أنهم يتحدثون باسم الإسلام والمسلمين.
السؤال: هل انتهى التطرف من وزارة الأوقاف والمجتمع بأكمله؟!
الإجابة هى بالطبع لا، لأن المهمة تحتاج جهود الجميع، وتحتاج وقتا طويلا، والأهم أنها تحتاج أن يكون نموذج مختار جمعة موجودا فى العديد من هيئات الوزارة وإدارتها، بل فى سائر وزارات ومؤسسات الدولة.