انطلاق دورات التدريب عن بعد بمحافظات(الجيزة – دمياط – البحر الأحمر ” حلايب وشلاتين “) وتشمل مناقشات في البلاغة القرآنية وتوظيف اللغة العربية في الخطاب الديني
في إطار التوسع في جهود الوزارة المستمرة في التدريب والتأهيل انطلقت اليوم السبت الموافق 22 / 5 / 2021م فعاليات دورات التدريب عن بعد عبر برنامجZoom) ) لمديريات الجيزة ودمياط والبحر الأحمر (حلايب وشلاتين) لعدد (100) إمام.
وتشمل المحاضرات مناقشة حول كتاب (أسرار البيان القرآني) ويحاضر فيها الدكتور/ أحمد شكم أستاذ البلاغة المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، والمحاضرة الثانية حول توظيف اللغة العربية في الخطاب الديني ، ويحاضر فيها الدكتور/ محمود الفخراني مساعد معالي أ.د الوزير لشئون الامتحانات والتدريب.
ومن جانبه بدأ الدكتور/ أحمد شكم محاضرته بقول الإمام الزمخشري لما خاطب من يتعرض للتفسير القرآني: (ومن لم يتق الله في تنزيله، فاجترأ على تعاطي تأويله، فقد ركب عمياء وخبط خبط عشواء وكلام الله منه براء) فالجهل بأسرار العربية يوقع الإنسان في الخلط، فالناظر في قول الله تعالى : “فلا تقل لهما أفٍ” بالتنوين تختلف عن قوله “فلا تقل لهما أف” بدون تنوين، وهذا تنوين التنكير وهو يفيد العموم الذي يدل على أي تأفف.
وكذلك فعيل في اللغة تدل على الانتشار كما في كلمة رحيم فهي رحمة واسعة منتشرة في أرضه، بخلاف الرحمن فهو على وزن فعلان فهي تدل على أن الله بلغ من الرحمة ما لا يمكن أن يبلغه سواه فهي صفة ذاتية له سبحانه وتعالى.
واستخدام أدوات الشرط له دلالة في المعنى وحتى استخدام الجملة الإسمية والجملة الفعلية كما في قوله تعالى : “إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا* قال سلامٌ” (فسلامًا) بالنصب جملة فعلية أي: أسلم سلاما ويفيد التجدد والحدوث، والجملة الإسمية في (سلامٌ) تفيد الثبوت والدوام، فهو قد أجابهم إجابة أحسن من سلامهم وهو من أساليب التقوية والتأكيد.
ومن جانبه أكد الدكتور/ محمود الفخراني على أهمية تعلم اللغة العربية ودورها في توجيه الخطاب الديني ، وكيف أن تغيير الحركات يغير المعنى تمامًا فمثلا لو قلت: قرأتُ القرآن فالتاء هنا دلت على الفاعل المتكلم، ولو قلت: قرأتَ القرآن فالتاء هنا تدل على المخاطب.
ولو قال قائل: يا رب أنعمتَ فشكرتُ، فالمعنى: أن المنعم هو الله وأن الذي شكر هو العبد، وكذلك: دعوتُ فأجبتَ، وكيف أن مجرد اللحن في الحركات يغير المعنى ويؤدي إلى الخلط، وهذا مما يجب أن يتنبه إليه الإمام في خطابه الدعوي.