القدس والمواثيق الدولية
القدس والمواثيق الدولية
يؤكد كتاب القدس والمواثيق الدولية الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف أن القدس في قلوبنا ، وأنها جزء من هويتنا وتاريخنا ، ويلقي الضوء على مكانتها ، وتاريخها ، وواقعها ، وعدالة قضيتها ، والمواثيق الدولية الصادرة بشأنها ، ويدحض بالوثائق التاريخية أباطيل وأغاليط من يحاولون الانحراف بها عن مسارها الصحيح وتاريخها العريق ، وكونها عاصمة لدولة فلسطين .
وقد قدمنا له بالمقدمة التالية :
القدس في قلوبنا ، وهي جزء من هويتنا ، فيها المسجد الأقصى ، أولى القبلتين , وثاني المسجدين ، وثالث الحرمين ، ومَسرى نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه إلى السماوات العلا .
وهو الذي بارك الله حوله ، حيث يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الإسراء : 1)
ولا تشد الرِّحال بعد المسجدين – المسجد الحرام بمكة المكرمة ، والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة – إلا إليه ، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): ” لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد ، المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى ” (متفق عليه) .
وصلاة في المسجد الأقصى خير من خمسمائة صلاة فيما سواه عدا المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ، لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “صلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة ، وفي مسجدي هذا بألف صلاة ، وفي بيت المقدس بخمسمائة صلاة” (شعب الإيمان للبيهقي) ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة وفي مسجدي ألف صلاة وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة” (السنن الصغرى للبيهقي ).
وقد ربط القرآن الكريم بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباطِ وثيقِ في مواقف وأحداث متعددة ، يأتي في مقدمتها حادثة الإسراء والمعراج ، حيث كان الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي كان منه معراج نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السماوات العلا .
ومنها تحويل القبلة ، حيث صلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) تجاه بيت المقدس نحو ستة عشر شهرًا , أو سبعة عشر شهرًا ، قبل أن تتحول القبلة إلى بيت الله الحرام ، ليظل المسجد الأقصى حاضرًا في وجدان الأمة وعقيدتها وذاكرتها الإيمانية والتاريخية.
وفي هذا الكتاب تلقي نخبة من كبار علماء الأمة وكتابها ومفكريها وقانونييها الضوء على مكانة القدس ، وتاريخها ، وواقعها ، وعدالة قضيتها ، والمواثيق والقوانين الدولية الصادرة بشأنها ، لتظل القدس حاضرة في ذاكرة الأمة وفي أولوياتها ، ومحور أي حل للقضية الفلسطينية ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ، ” وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ” (إبراهيم : 20) ، ” وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون” (يوسف: 21) .