*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

في الحلقة الثالثة والعشرين من برنامج “رؤية”
على الفضائية المصرية

في الحلقة الثالثة والعشرين من برنامج “رؤية”

على الفضائية المصرية

وزير الأوقاف:

دور المرأة عبر التاريخ لم يكن أبدًا هامشيًا

ومصر ذات تاريخ عريق في تكريم المرأة

والنساء شقائق الرجال وشركاؤهن في بناء الأسرة وبناء الدولة وصنع الحضارة

ويؤكد:

من منع وارثًا حقه منعه الله جنته يوم القيامة

في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر أكد معالي أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال الحلقة الثالثة والعشرين من برنامج “رؤية” للفكر المستنير , اليوم الأربعاء 23 رمضان ١٤٤٢هـ الموافق 5 / 5 / ٢٠٢١م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة , حيث يتناول كتابًا من أهم إصدارات سلسلة “رؤية” للفكر المستنير وهو : “نساء على عرش مصر” , فهذا الكتاب يؤكد أن النساء شقائق الرجال , فالمرأة إلى جانب الرجل طبيبةً , ومعلمةً , وشريكة حياة , وأمًّا , وأختًا , وزوجًا , وبنتًا , وخالةً , وعمةً , وزميلةً , وصانعةً , وكاتبةً , ومثقفةً , ومثقِفة , وعندما تحدث القرآن الكريم عن طرفي المعادلة في الجنس البشري , وهما الرجل والمرأة , قال سبحانه : ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا” , ويقول سبحانه : ” هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ” , ويقول سبحانه : ” وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ” , فالرجل والمرأة من نفس واحدة في أصل الخلقة , وكل منهما مكمل لصاحبه , والمرأة زوج للرجل , والرجل زوج للمرأة , والقرآن الكريم لم يستخدم لفظ زوجة على الإطلاق , وإنما استخدم لفظ الزوج للتكافؤ اللغوي , ليكون معادلًا لغويًّا للتكافؤ الموضوعي , ويقول سبحانه : ” هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ” , ويقول سبحانه : ” وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ” , ويقول سبحانه : ” لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ” , وتحدث المتنبي فقال في رثاء أم سيف الدولة :
ولو كُنَّ النّساءُ كمَنْ فقدْنا
لفضّلتُ النّساءَ على الرِّجَال
فما التّأنيثُ لاسْمِ الشّمسِ عيْبًا
ولا التّذكيرُ فخْرًا للهلالِ
فلا الرجل يكتسب ميزةً بمجرد جنسه , ولا المرأة تكتسب ميزةً بمجرد جنسها , “إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ” , والعبرة بما يقدمه كل إنسان لخدمة دينه ووطنه ومجتمعه والإنسانية , والمرأة إما أن تكون زوجًا , وإما أن تكون أمًا , وإما أن تكون أختًا , أو بنتًا , أو زميلة , والإسلام وصى بكل هؤلاء , أما الأم : فمكانتها عظيمة معروفة , عندما سأل أحد الناس نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ” , ويقول سبحانه : ” وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً” , ولا سيما الأم , قال النبي (صلى الله عليه وسلم) لأحد الناس : ألك أم؟ : قال: نعمْ، فقال: الزم قدمها فثمَّ الجنَّة” , وجاء أحد الناس فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا وأريد أن أحدث تَوْبَةٌ؟ فقَالَ له النبي (صلى الله عليه وسلم) : ألَكَ مِنْ أُمٍّ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: ألَكَ مِنْ خَالَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَبِرَّهَا) فبر الأم, بر الخالة , بر البنات , بر الأخوات , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “ثلاث بنات أو ثلاث أخوات من أدبهن وعلمهن وأحسن إليهن كن سترا له من النار يوم القيامة” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” بنتان أو أختان من أدبهما وعلمهما وأحسن إليهما كن سترا له من النار يوم القيامة” , ويقول (صلى الله عليه وسلم) : ” مَنْ كَانَتْ لَهُ أُنْثَى فَلَمْ يَئِدْهَا وَلَمْ يُهِنْهَا وَلَمْ يُؤْثِرْ وَلَدَهُ عَلَيْهَا أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ” , ولما كان أحد الناس يجلس إلى جانب سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجاء فأخذه وقبله ووضعه على فخذه , ثم جاءت ابنته فأخذها وقبلها وجعلها إلى جانبه , فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : “ما عَدَلْتَ بَيْنَهُمَا” , فكما أجلست الولد على فخذك الأيمن , كان عليك أن تجلس أخته على فخذك الأيسر , فالإسلام أكرم المرأة أيما إكرام , ونؤكد : من الظلم الشديد : منع المرأة حقها من الميراث , أو بخسها إياه , أو الجور عليها فيه , أو ظلمها من أي وجه من أوجه الظلم, مع التأكيد على أن النص الشريف : “لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ” , مرتبط بهذه الحالة من الميراث وهناك حالات أخرى متعددة تؤدى كما في كتاب الله , لكنه لا ينطبق لا على المطعم , ولا على الملبس , ولا على الكساء , ولا على المسكن , فلا يجوز لك أن تؤثر الولد على البنت لا في الطعام , ولا في الشراب , ولا في التعليم , ولا في سائر جوانب الحياة , أما الميراث فله حكم تحتاج إلى حلقة خاصة نقف فيه عند حدود الله (عز وجل) وهو الخبير بعباده وبتوزيع الأنصبة عليهم , لكن نؤكد على : حسن المعاملة , والتسوية بين الأبناء والبنات في الإطعام في الملبس في المسكن في النفقة , وإعطاء المرأة حقها كاملًا غير منقوص وفق شرع الله في ميراثها الذي قسمه الله لها , فمن منع وارثًا حقه منعه الله جنته يوم القيامة .
وفي إطار هذه السلسة المتميزة , سلسلة “رؤية” للفكر المستنير : يأتي هذا الكتاب المتميز : “نساء على عرش مصر” يبين أن دور المرأة تاريخيًّا وفي مسيرة الإنسانية لم يكن أبدًا هامشيًّا , إنما كان دورًا مهمًّا وأصيلًا وفاعلًا في حركة الحياة , ويوضح أن النساء شقائق الرجال وشركائهن في بناء الأسرة , وبناء الدولة , وصنع الحضارة , ونبرز على وجه الخصوص عظمة الحضارة المصرية وإيمانها بالمرأة وتقديرها لها عبر العصور المختلفة من خلال النماذج المشرفة والأدوار الرائدة التي عرضها الكتاب للمرأة المصرية في خدمة الوطن , وقد أكد مؤلف الكتاب الزميل العزيز الدكتور/ ممدوح الدماطي عناية التاريخ والدولة المصرية عبر تاريخها الطويل بالمرأة ومكانتها , ومدى ما حظيت به في المجتمع المصري القديم , وكان الحكماء في مصر القديمة ينصحون أولادهم بذلك , نأخذ نصين من هذه النصوص : أحدهم ينصح والد ابنه يا ولدي إن كنت عاقلًا فأسس لنفسك بيتًا وأحب زوجتك من قلبك , اشرح صدرها , وإياك أن تقسو عليها , فإن القسوة خراب للبيت الذي أسسته , فهو بيت حياتك , لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمامه , وفي وصية أخرى : إذا أردت رضا الله فأحب شريكة حياتك , اعتني بها تعتني ببيتك وترعاه , قربها من قلبك , فقد جعلها الرب توأمًا لروحك , إذا أسعدتها أسعدت بيتك , وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك , زودها بكسوتها ووسائل زينتها , وظهورها المفضلة , فكل ذلك سينعكس على سعادتك وسعادة بيتك وأبنائك , وفي نص آخر عن مكانة الأم في حضارة مصرنا القديمة يقول : الأم هبة الإله , ضاعف لها العطاء , فقد أعطتك كل حنانها , ضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها , احملها في شيخوختها فقد حملتك في طفولتك , اذكرها دائمًا في صلاتك ودعائك للإله العظيم , فكلما تذكرتها تذكرتك , وبذلك ترضي الإله , فرضاؤه – أي رضا الإله – يأتي من رضائها عنك , هذه ثقافتنا , وهذه حضارتنا قديمًا وحديثًا ، نسأل الله أن يرزقنا حسن الفهم , وأن يؤلف بين قلوبنا جميعًا.
اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى