في الحلقة التاسعة عشرة من برنامج “رؤية” على الفضائية المصرية
في الحلقة التاسعة عشرة من برنامج “رؤية”
على الفضائية المصرية
وزير الأوقاف:
أجمع علماء الأمة على حجية السنة النبوية
وأنها المصدر الثاني للتشريع
وهو ما ندين لله (عز وجل) به
ويؤكد:
طاعة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من طاعة الله (عز وجل)
في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في الحلقة التاسعة عشرة من برنامج “رؤية” للفكر المستنير , اليوم السبت 19 رمضان ١٤٤٢هـ الموافق 1/ 5 / ٢٠٢١م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة , خلال حديثه حول كتاب : “مهارات التواصل في السنة النبوية” , أن المصدر الثاني للتشريع هو سنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) , حيث يقول عليه الصلاة والسلام : “تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا بعدي أَبَدًا , كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتي” , وهذا الكتاب يبين ابتداءً ما أجمع عليه علماء الأمة , وفقهاؤها , وأصوليوها , ومحدثوها , ومفسروها , وكل من يحتج أو يؤخذ برأيه من أهل العلم , على حجية السنة النبوية , وأن طاعة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من طاعة الله (عز وجل) حيث يقول الحق سبحانه وتعالى : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا” , ويقول سبحانه : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ” , ويقول سبحانه : “قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ” , فمن يعرض عن طاعة سيدنا رسول الله وعن سنة سيدنا رسول الله فلينتظر هذا الجزاء , “قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ” , أي فإن تولوا عن طاعة الله ورسوله , ويقول سبحانه : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” , ويقول سبحانه : “وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ” , ويقول سبحانه : “مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا” , أي من تولى عن طاعة سيدنا رسول الله التي هي طاعة لله , ويقول سبحانه : “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا” , نسأل الله أن يحشرنا معهم , وأن يرزقنا صحبته في الجنة (صلى الله عليه وسلم).
ويقول سبحانه : “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا” , ويقول سبحانه : “تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ” , ويقول سبحانه : “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا” , ويقول سبحانه : “إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا” ، فاللهم إنا نشهدك أنا نحبك , ونحب رسولك , ونحب من أحبك , ونحب من أحب رسولك , نؤمن بأنك الحق , وأن رسولك حق , وأن قولك الحق , وأن كتابك الحق , فارزقنا حسن طاعتك وطاعة رسولك يا رب العالمين.
ويقول سبحانه: “إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ” , ويقول سبحانه في كتابه العزيز : “وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا” , ويقول سبحانه وتعالى : “وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا” , ويقول سبحانه : “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ” , نص صريح في اتباع سيدنا رسول الله والرضا بحكمه , “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا” , ويقول سبحانه : “وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” , ويقول سبحانه : ” فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” , أي: فتنة في الدنيا وعذاب أليم في الآخرة , ويقول سبحانه : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ” , ويقول سبحانه : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ” , ويقول سبحانه : “وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا” , ويقول سبحانه : “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ” , ويقول سبحانه : “وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا” , ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “ألَا هلْ عسى رجلٌ يبلغُه الحديثَ عنِّي وهوَ متكئٌ على أريكتِهِ ، فيقولُ : بيننا وبينكم كتابُ اللهِ ، فما وجدنَا فيهِ حلالًا استحللنَاهُ ، وما وجدنا فيهِ حرامًا حرمناهُ ، وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ” , يقول الإمام الشافعي (رحمه الله) : “لم أسمع أحدًا نسبه الناس أو نسب نفسه إلى العلم يخالف أن فرض الله (عز وجل) اتباع أمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتسليم لحكمه بأن الله (عز وجل) لم يجعل لأحد بعده إلا اتباعه” , ويقول الإمام بن حزم (رحمه الله) : “في أي قرآن وجد أن الظهر أربع ركعات , وأن المغرب ثلاث ركعات , وأن الركوع على صفة كذا , وأن السجود على صفة كذا , وبيان ما يجتنب في الصيام , وبيان كيفية زكاة الذهب والفضة والغنم والإبل والبقر , ومقدار الأعداد التي تأخذ في الزكاة , وبيان أعمال الحج , ألم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) في الحج : “خذوا عنِّي مناسِكَكم”؟ , وفي الصلاة : “صلُّوا كما رأيتُموني أُصلِّي”؟ , فكيف نصلي إذا لم نقتد بصلاة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ , وكيف نحج إن لم نتعلم من هدي سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)؟ , وكيف نصوم؟ وكيف نزكي؟ إنها السنة النبوية المشرفة المطهرة التي نتبعها , وهي المصدر الثاني للتشريع في عقيدتنا منزلتها بعد كتاب الله (عز وجل) , وهي أصل راسخ في ديننا وفي حياتنا وفي معتقدنا نحبها حبنا لله ورسوله.
ونسأل الله أن يرزقنا حسن طاعته في الدنيا , وشفاعة نبيه يوم القيامة , إنه ولي ذلك والقادر عليه.