*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

في الحلقة السابعة عشرة من برنامج “رؤية “على الفضائية المصرية

في الحلقة السابعة عشرة من برنامج “رؤية “على الفضائية المصرية

وزير الأوقاف:

القرآن الكريم كتاب الله (عز وجل) لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

وهو أحسن الكلم وأجمله وأعذبه وأبلغه وأحسن القصص

ويؤكد:

المفردة القرآنية لا يسد مسدها سواها

في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال الحلقة السابعة عشرة من برنامج “رؤية” للفكر المستنير حول كتاب : ”الكمال والجمال في القرآن الكريم (1)” اليوم الخميس17 رمضان ١٤٤٢هـ الموافق 29/ ٤/ ٢٠٢١م ، والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة أن رمضان هو شهر القرآن ، حيث يقول الله تعالى : “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ، والقرآن الكريم هو كتاب الله (عز وجل) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، حيث يقول الله تعالى : “فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ” ، ويقول الله تعالى : “اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ”، ويقول الله تعالى : ” لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ” ، ويقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ لِلَّهِ أَهْلِينَ مِنْ النَّاسِ” قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :” هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ ، أَهْلُ اللَّهِ وَخَاصَّتُهُ ” ، ونحن في هذا الشهر العظيم شهر رمضان يقول (صلى الله عليه وسلم) : “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، قَالَ: “فَيُشَفَّعَانِ” ، وإذا كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول : “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” فإن شهر رمضان فرصة عظيمة لتعلم القرآن ومدارسة القرآن وفي كتاب (الكمال والجمال في القرآن الكريم) يبرز هذا الكتاب وجوه الجمال والكمال المعنوي ، والبلاغي في القرآن الكريم فمن حيث الجمال المعنوي يحدثنا القرآن الكريم عن الصبر الجميل ، والصفح الجميل ، والسراح الجميل ، والسعي الجميل ، والعطاء الجميل ، واللباس الجميل ، وعن كثير من أوجه الجمال والكمال في حياتنا ، وفي معاملاتنا ، وفيما يجب أن نكون عليه ، كما يبرز بعض مواطن الجمال والكمال اللغوي سواء في استخدام المفردة القرآنية التي لا يسد مسدها سواها لا من المترادفات عند العلماء ولا من حقول الاستبدال الرأسية أو الأفقية عند المحدثين ، أو من حيث الأساليب فما قدم لا يصلح مكانه التأخير ، وما أخر لا يصلح مكانه التقديم فهو أعلى درجات الفصاحة والبلاغة ، والبيان فهو كلام الله يقول تعالى :” وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا ” ، ويقول سبحانه : “ومن أصدق من الله حديثًا” ، وهو أحسن الكلام ، وأجمله ، وأعذبه ، وأبلغه ، وهو أحسن القصص ألم يقل سبحانه وتعالى : “نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ” ولما سمع الأصمعي أعرابية فصيحة بليغة قال لها قاتلك الله ما هذه الفصاحة قالت له أي فصاحة وأي بلاغة إلى جانب فصاحة وبلاغة وعظمة كتاب الله (عز وجل) وقد جمع في آية واحدة بين أمرين ونهيين وخبرين وبشارتين في قوله تعالى :” وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ” ، وسمع أحد الأعراب قول الله سبحانه :”وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ” فقال أشهد أن هذا كلام رب العالمين ، وقال تعالى : “خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ” ، ويقول سبحانه : ” إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب” ، وعندما نقرأ قول الله تعالى في خلق الإنسان : “بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ” ، ولماذا اختص النص القرآني البنان دون غيره بالذكر؟ فقد أثبت علماء البصمات والعلم الحديث ، أنه من بين مليارات البشر منذ أن خلق الله الأرض إلى يوم الناس هذا ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لا يوجد تطابق بين بنان إنسان وبنان إنسان آخر ، قد يلتقيان مع بعض في بعض الصفات الوراثية أو الجينات ، أما أن تتشابه بصمتان فلا ، فسبحان من قال : “بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ” ، وعندما يتحدث القرآن الكريم عن مراحل خلق الإنسان فيقول: مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ” فقد أثبت العلم الحديث أن الطفل يمر بمرحلتين إحداهما مضغة يقال لها غير مخلقة ؛ لم تُحدد فيها الأعضاء ولا تبرز فيه الملامح ، ثم تأتي المضغة المخلقة ، وعندما يقول الحق سبحانه : ” فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا” يأتي العلم الحديث ليؤكد أن مرحلة تكون العظام تسبق مرحلة تكون اللحم ، فمن الذي علم سيدنا محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ذلك منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان؟ إنه كتاب الله ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، من قال به صدق ومن حكم به عدل لا يشبع منه العلماء ولا تنقضي عجائبه ، وهو تاج عز لمن حفظه وعمل به ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا؟!”. نسأل الله أن يرزقنا حسن فهم كتابه ، وحسن فهم سنة نبيه (صلى الله عليه وسلم).

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى