*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
في الحلقة الرابعة عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : الصدق
في الحلقة الرابعة عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : الصدق
الواعظة/ يمنى أبو النصر :
الصدق أساس كل خير
وقيمة لها أهميتها في صلاح المجتمعات
الواعظة/ نفين مختار:
الصدق من أهم علامات الإيمان
وسبب للدخول في معية الله
ورأس الفضائل
وعنوان الصلاح والفضل
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم الاثنين 14 رمضان 1442هـ الموافق 26/ 4 / 2021م الحلقة الرابعة عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “الصدق” ، حاضر فيها كل من : د/ يمنى أبو النصر ، الواعظة بوزارة الأوقاف ، ود/ نيفين مختار الواعظة بوزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامية أ/ مرفت فوزي المذيعة بقناة النيل الثقافية .
وفي كلمتها أكدت الواعظة / يمنى أبو النصر أن أهم ما ميز الله تعالى به الأنبياء (عليهم السلام) هو خلق الصدق ، قال تعالى: ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا” ، والنبي (صلى الله عليه وسلم) لقب بالصادق الأمين , وخص الله المؤمنين بالصدق ، فقال تعالى: ” مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً” .
مشيرةً إلى أن الصدق يدخل جميع المعاملات , والصدق سجية كريمة تدل على سلامة الفطرة للمتصف بها ، وثقته بنفسه وبُعده عن التكلف والتصنع ، وقد اعتبر الإسلام الصدق أساس كل خير ، وقد أكد الإسلام على الصدق وحث الناس على ملازمته ولو كان مظنة لإضرار يسير ، وأقل الصدق هو استواء السر والعلانية ، والصادق من صدق في أقواله والصدّيق من صدق في جميع أقواله وأفعاله وأحواله , لذللك أمرنا به النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال:” عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ، وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا “ .
كما أشارت إلى أن الكذب لا يجوز إلا في ثلاث مواضع ، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) : ( لَا يَحِلُّ الْكَذِبُ إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : يُحَدِّثُ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا ، وَالْكَذِبُ فِي الْحَرْبِ ، وَالْكَذِبُ لِيُصْلِحَ بَيْنَ النَّاسِ ) ، فينبغي على الإنسان أن يراقب ربه في كل شئون الحياة , مبينة أن الإسلام انتشر بصدق أتباعه في كل المعاملات , فالصدق قيمة لها أهميتها في صلاح المجتمعات , والكذب من أخص علامات النفاق ، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : ” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا ائْتُمِنَ خَانَ “، وقال (صلى الله عليه وسلم) :” أرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ”.
وفي بداية كلمتها أكدت الواعظة/ نيفين مختار أن الصدق من أهم علامات الإيمان , وهو سبب للدخول في معية الله (عز وجل) , والغشّ ظاهرةٌ اجتماعيّة خطيرة، يقوم فيها الكذب مكان الصدق، وأوجب الإسلام على المسلم الصدق والنصح في جميع المعاملات ، وحرم عليه الكذب والغش والخيانة ، وما ذاك إلا لما في الصدق والنصح وأداء الأمانة من صلاح أمر المجتمع ، والتعاون السليم بين أفراده ، والسلامة من ظلم بعضهم لبعض وعدوان بعضهم على بعض ، ولما في الغش والخيانة والكذب من فساد أمر المجتمع وظلم بعضه لبعض وأخذ الأموال بغير حقها وإيجاد الشحناء والتباغض بين الجميع، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مر على صبرة طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: (ما هذا يا صاحب الطعام؟)، قال: أصابته السماء يا رسول الله! قال (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني) , فالمؤمن لا يكون أبدًا كذابًا ، قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَانًا ؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ بَخِيلًا؟ فَقَالَ: ( نَعَمْ ) ، فَقِيلَ لَهُ: أَيَكُونُ الْمُؤْمِنُ كَذَّابًا ؟ فَقَالَ: ( لَا ) , فالصدق مطلب أساس في حياة المؤمن، وهو رأس الفضائل، وعنوان الصلاح والفضل.
وقد أثنى الله تعالى على مَن لزمه فصار له خُلقًا ، فقال سبحانه: ﴿ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا” ، موضحةً أن الصدق أمنية ودعاء المؤمنين يوم القيامة ، قال تعالى : ” وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا” فبالصدق يتميز أهل النفاق من أهل الإيمان، وسكان الجنان من أهل النيران.