*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
في عاشر حلقات برنامج (رؤية) على الفضائية المصرية
في عاشر حلقات برنامج (رؤية) على الفضائية المصرية
وزير الأوقاف:
ديننا دين السلام لا يعرف البغي ولا الاعتداء
ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام
وتحيتنا في الإسلام السلام
والجنة دار السلام وتحية أهلها السلام
ويؤكد:
جيشنا يحمي ولا يبغي ولا يعتدي
وهو نار تحرق المعتدين
في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر أكد معالي أ. د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال عاشر حلقات برنامج : “رؤية” للفكر المستنير حول كتاب: “فلسفة الحرب والسلم والحكم (1)” اليوم الخميس 10 رمضان ١٤٤٢هـ الموافق 22/ ٤/ ٢٠٢١م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة ، أن كتاب “فلسفة الحرب والسلم والحكم” يعالج ثلاث قضايا في غاية الأهمية نصحح من خلالها كثيرًا من المفاهيم الخاطئة , فنؤكد ابتداءً : أن الحرب ليست غايةً ولا هدفًا لأي دولة رشيدة أو حكم رشيد , وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يقول : “لا تتمَنَّوا لقاءَ العدُوِّ، واسألوا اللهَ العافيةَ، فإذا لَقيتُم العدُوَّ فاصبِروا” , وإنما شرعت الحرب لرد العدوان ودفع الاعتداء , فهي حرب في جملتها دفاعية أو دفاع متقدم لا بغي فيها ولا اعتداء , ومن يقرأ فقه وسيرة وأيام ملاقاة نبينا (صلى الله عليه وسلم) لأعدائه يجد أنها ملاقاة لا بغي فيها ولا اعتداء , وهي كما سماها القرآن الكريم أيام , يوم الفرقان , ويوم حنين , وهو المصطلح الأدق أيام ملاقاة النبي (صلى الله عليه وسلم) لأعدائه , لأن مصطلح الغزوة سوقته بعض الجماعات كأن الإسلام جاء فقط للغزو , وإلا بالله عليك فقل لي : في يوم الخندق يوم أن جاءت الأحزاب من كل حدب وصوب تحاصر النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه في المدينة , من الذي غزا من ؟ وفي يوم أحد عندما جاءت قريش بقضها وقضيضها تريد الاعتداء على المدينة وأهلها وعلى نبينا (صلى الله عليه وسلم) , من الذي غزا من ؟ القرآن الكريم استخدم لفظ يوم , وهو اللفظ الأدق ، وهذا الكتاب يحلل ويؤكد أن جميع أيام النبي (صلى الله عليه وسلم) في ملاقاة أعدائه كانت إما دفاعًا وإما دفاعًا متقدمًا وإما ردًا على اعتداء , أو دفعًا لخيانة أو تآمر لا بغي فيها ولا اعتداء , فديننا لا يعرف البغي ولا الاعتداء , والقاعدة العريضة في ديننا تأتي في المبحث الثاني من هذا الكتاب وهو فلسفة السلم , فديننا دين السلام , وكلمة السلم والسلام والإسلام راجعة إلى جذر لغوي واحد هو مادة سلم , والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده , ولا يكون المسلم مسلمًا إذا كان مؤذيًا لأحد , المسلم من سلم الناس من لسانه ويده , أي سلم كل الناس من لسانه ويده , فالإسلام هو دين السلام ونبينا (صلى الله عليه وسلم) نبي السلام , وتحيتنا في الإسلام السلام والجنة هي دار السلام , وتحية أهل الجنة في الجنة السلام , يقول الحق سبحانه وتعالى : “دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ “, ويقول سبحانه : “وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِّن كُلِّ بَابٍ سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى ٱلدَّارِ” , ويقول سبحانه : “وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ” , ويقول سبحانه : “خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ” , ويقول سبحانه : “وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا” , ويقول سبحانه : “تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا” , ورب العزة سمى نفسه السلام , والسلام اسم من أسماء الله الحسنى , “وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ” , وليلة القدر أعظم ليلة في تاريخ الإنسانية التي هي خير من ألف شهر , ومن قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ليلة سلام في هذا الشهر العظيم , يقول الحق سبحانه وتعالى : “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” , ولم يقل هي سلام , وإنما قال سلام هي للتأكيد وإنما جعل السلام عمدةً في الكلام فهو الأصل ترسيخًا وتأكيدًا على معنى السلام , ويقول سبحانه : “وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا” , ولما قتل سيدنا أسامة بن زيد الرجل بعد أن ألقى كلمة السلام قال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : كيف لك بلا إله إلا الله يا أسامة , قال يا رسول الله قالها والسيف على عنقه خشية القتل , فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : “هلا شققت عن قلبه” , فالأصل في الإسلام السلام , والإنسان المسلم المؤمن في سلام مع نفسه في سلام مع مجتمعه في سلام مع الكون كله , فديننا دين السلام لا بغي فيه ولا اعتداء , والحرب إنما هي لرد الاعتداء أو رد العدوان أو رد البغي , ودائمًا نؤكد : نحن في مصرنا العزيزة نستبق من تعاليم ديننا الحنيف فجيشنا المصري جيش عظيم يحمي ولا يبغي , جيشنا العظيم لا يعتدي على أحد , ولا يظلم أحدًا , ولا يجور على حق أحد , لكنه نار تحرق المعتدين , وكما قال الحجاج الثقفي : إياكم وأهل مصر في ثلاث : في أرضهم وعرضهم ودينهم , إياكم وأرضهم فإنكم لو اقتربتم من أرضهم لقاتلتكم صخور جبالهم , وإياكم وعرضهم لأن لهم إباءً وعزة وكرامة , فإنكم لو اقتربتم من نسائهم وأعراضهم لافترسوكم كما تفترس الأسد فرائسها, وإياكم وأمر دينهم فإنكم إن حاولتم أن تفسدوا عليهم أمر دينهم أفسدوا عليكم دنياكم , فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة التي تحمي ولا تبغي , التي هي درع وسيف لهذا الوطن في الحق وبالحق.
اللهم احفظ مصر وقائدها وجيشها وشرطتها وأهلها من كل سوء ومكروه , وعجل اللهم برفع البلاء عن البلاد والعباد , أنت حسبنا ونعم الوكيل.