*:*الأخبارأخبار الأوقاف2
في الحلقة الحادية عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان : الأمانة
في الحلقة الحادية عشرة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان: الأمانة
الواعظة/ يمنى أبو النصر :
الأمانة دليل سمو المجتمع وتماسُك بُنيانِه
الواعظة/ نفين مختار :
الأمانة خُلق تنتظم به شئونُ الحياة
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم الجمعة 11 رمضان 1442هـ الموافق 23/ 4 / 2021م الحلقة الحادية عشرة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “الأمانة” ، حاضر فيها كل من : الواعظة/ يمنى أبو النصر الواعظة بوزارة الأوقاف ، والواعظة/ نفين مختار الواعظة بوزارة الأوقاف، وقدم للملتقى الإعلامية أ/ مرفت فوزي المذيعة بقناة النيل الثقافية .
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ يمنى أبو النصر أن خلق الأمانة مِن أخلاق الأنبياءِ والمرسَلين (عليه السلام)، وفضيلةٌ من فضائل المؤمنين، عظَّم الله أمرَها ورفَع شأنها، وأعلى قدرَها ، قال تعالى: “إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً” ، مشيرةً إلى أن الأمانة من الأخلاق الاجتماعيَّة التي تدلُّ على سموِّ المجتمع وتماسُك بُنيانِه ، ومِن بواعث الشَّكوى والقلق، وازديادِ الخُصومات والجرائم، أن تكثرَ الخيانةُ في النَّاس، قال تعالى: “وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ” ، وهو خلق وصفة أَمَر الله بحفظِها ورِعايتِها، وفرَض أداءَها والقِيامَ بحقِّها قال تعالى : “فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ” وقال تعالى :”إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا” ، ويقول (صلَّى الله عليه وسلَّم): “أدِّ الأمانةَ إلى مَن ائتَمَنك، ولا تخُنْ مَن خانَك” ، موضحةً أن النبي (صلَّى الله عليه وسلَّم) جعل أداءَها والقيامَ بها إيمانٌ، وأنَّ تضييعَها والتهاونَ بها وخيانتَها نِفاقٌ وعِصيان؛ قال (صلَّى الله عليه وسلَّم) : “لا إيمانَ لِمَن لا أمانةَ له” ، مبينةً أن ضياع الأمانة علامة من علامات قيام الساعة، قال (صلَّى الله عليه وسلَّم) : “إذا ضُيِّعتِ الأمانةُ فانتظرِ السَّاعة” ، مؤكدة على أن الأمانة التي يتحدَّث عنها القرآن ليستْ هي الودائع كما يظنُّ كثيرٌ من النَّاس ، فالوضوء أمانة، وصلاتك أمانة ، والصِّيام أمانة، والكلمة أمانة ، والعمل أمانة ،والصَّدقة أمانة، والتكليف أمانة ، والحواس والجوارح أمانة، والفتوى أمانة ، كلُّها أمانات وَكَّلَها الله إليك، وأنت المسئول عنها، لا أحدَ يعلم بسريرتك، إنَّها أمانةٌ تامَّة ، أداؤك لعملك الوظيفي هو جزءٌ كبيرٌ من الأمانة التي وُكِلت إليك، تلك أمانات والكل مسئولٌ عنها.
وفي بداية كلمتها أكدت الواعظة/ نفين مختار أن خُلُق الأمانة تنتظم به شئونُ الحياة كلها؛ من عقيدة وعبادة، وأدب ومعاملة، وتكافُل اجتماعي، وسياسة حكيمة رشيدة، وخُلُق حسن كريم ، والأمانة بهذا المعنى وهذه الحدود سِرُّ سعادة الأُمم، والإنسان الأمين من صفاته أنه عفيف عما ليس له ولا حقّ له فيه وأنه مؤدٍ لما يجب عليه من حقوقٍ لغيره، وقد ضرب أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المثل في حفظ الأمانة ، فقد اِستدانَ اِبنُ سيدنا عُمر بِن الخَطَابِ (رضي الله عنه) مِن أَبِي مُوسى الأشعريِّ (رضي الله عنه) حِينَ كَانَ وَالياً عَلى الكُوفَةِ أَموالاً مِن خَزينةِ الدَولةِ؛ لِيُتاجر بها على أن يرَّدها بعد ذلك كاملةً غيرَ منقوصة، واتَجر وَلدُ عُمر فَربح، فَبلغَ ذلكَ عُمر فَقالَ لهُ: “إِنكَ حِينَ اشتريتَ أَنقصَ لكَ البَائِعونَ فِي الثمنِ، ولما بِعتَ زادَ لكَ المشترونَ في الثمنِ لأنكَ وَلد أَمير المؤمنين، فَلا جَرمَ أَن كانَ للمسلمينَ نَصيبٌ فِيما رَبحت”، فَقَاسمه نِصفَ الرِبحِ أن يرده إلى بيت المال واستردَ مِنهُ القَرضَ وَعَنفه عَلى مَا فَعلَ، وَعَاقَبَ أَبا مُوسى لِتَصرُفِهِ (رَضيَ اللهُ عنهم أجمعين) ، مبينة أن للأمانة أنواع منها الأمانة في العبادات وأداء الفرائض، وحفظ الأسرار أمانة ؛ وذلك بكتمان الإنسان أسرار مَن استأمنه على خصوصياته، وعدم اطلاع أيّ أحدٍ عليها وإن كان قريبا ، وتوجيه النصائح والإرشادات أمانة ؛ بتقديمها إلى الطرف الآخر بصدقٍ وحرصٍ على مصلحته، وتربية الأولاد ورعايتهم حقّ الرعاية أمانة ، وتنشئتهم تنشئةً صالحةً.
مختتمة حديثها أن الأمانة حرص المرء على أَداء العمل المنوط بِه بإحسان؛ فيسهر على حقوق الناس التي وضعت بين يديه بإنجاز عمله وعدم التخلف عنه؛ أما استهانة الفرد بِما كلف به، وتعطيل المعاملات فهو من الفساد وضياع الأمانة.