*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

في الحلقة التاسعة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان: سلامة الصدر

في الحلقة التاسعة من ملتقى الفكر الإسلامي

بعنوان: سلامة الصدر

أ.د/ محمد عبدالعاطي عباس :

سلامة الصدر خلق يبعث على حب الخير للآخرين

د/ مصطفى عبد السلام :

سلامة الصدر ونقاء القلب من سمات

الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)

في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء يوم الأربعاء 9 رمضان 1442هـ الموافق 21/ 4 / 2021م الحلقة التاسعة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “سلامة الصدر” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ محمد عبدالعاطي عباس، عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالقليوبية جامعة الأزهر ، ود/ مصطفى عبد السلام إمام مسجد مولانا الحسين (رضي الله عنه) ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ حسن الشاذلي المذيع بقناة النيل الثقافية .
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد عبدالعاطي عباس أن خُلق سلامة الصدر من أخلاق الإسلام العظيمة الراقية، خلق يبعث على حب الخير للآخرين، وعلى بذل الخير والمعروف والإحسان لهم، وكف الأذى والسوء عنهم، من اتصف به عاش سعيدًا مرضيًّا محبوبًا، فثمرة الدين الصحيح أن تؤتي ثمرتها في أخلاق حسنة ، ومن هذه الفضائل التي منّ الله تعالى بها على البشرية هي الفضائل الأخلاقية ، فنقرأ في ديننا الرحمة والسماحة كلها ، قال تعالى” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ” ، مبينًا أن الصدور السليمة هي التي امتلأت بالتقوى والإيمان؛ ففاضت بالخير والإحسان، وانطبع صاحبها بكل خلق جميل، وانطوت سريرته على الصفاء والنقاء وحب الخير للآخرين، فهو من نفسه في راحة، والناس منه في سلامة، يقول الله تعالى : “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”، أما صاحب القلب الخبيث والخلق الذميم، فالناس منه في بلاء، وهو من نفسه في عناء وظلم ، فالقلوب هي منبع المشاعر، ومصدر العواطف، ومحرك الأخلاق، وموجه التصرفات، فإذا صلحت صلحت كل الأعمال والأخلاق، وإذا فسدت فسدت كل الأعمال والأخلاق؛ يقول (صلى الله عليه وسلم) : “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَه”، مشيرًا إلى أنه لابد من إقامة العدل والبعد عن التحيز والجور والظلم مستشهدّا بقول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ”، وقال تعالى :” أُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ” ، وقال سبحانه:” قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ” ، وقال (عز وجل) :” وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” ، وقال المولى (عز وجل) في حديث قدسي” ياعِبَادِي إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ علَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فلا تَظَالَمُوا”.
وفي بداية كلمته أكد د/ مصطفى عبد السلام أن القلب السليم هو الذي لا غشَّ فيه، ولا غلَّ فيه، ولا حقد فيه، ولا حسد فيه، ولا ضغينة فيه، ولا كراهية ولا بغضاء فيه لأحد ، وهو أفضل مكان في جسم الإنسان وهو أفضل الجوارح، وأن من النعيم المعجل للعبد في هذه الحياة أن يرزقه اللهُ (عز وجل) نعمة سلامة الصدر على كل مَن عاش معه، أو خالطه، بل على كل أحد! ولذا فحياته طيبة مطمئنة ، فلا يَصلُح لسكنى الجنة مَن تلوَّث قلبه بالأدران، بل مَن صفت قلوبهم وطهرت نفوسهم؛ لذا قال الله (عز وجل) في أهل الجنة: “وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ” وقال تعالى:” يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” وقال (صلى الله عليه وسلم) “مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم ، وتَرَاحُمِهِم ، وتعاطُفِهِمْ مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى” ، موضحًا أن الصحابة (رضي الله عنهم) ضربوا أروعَ الأمثلة في سلامة القلوب، وطهارة الصدور، فكان لهم من هذه الصفة أوفر الحظ والنصيب؛ فلقد كانوا (رضي الله عنهم) صفًّا واحدًا، يعطف بعضهم على بعض، ويرحم بعضهم بعضًا، ويحب بعضهم بعضًا، كما وصفهم الله جل وعلا بذلك؛ حيث يقول الله تعالى: “وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ”، مبينًا أن سلامة الصدر ونقاء القلب من سمات الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام) فكانوا أطهر الناس قلوبًا، وأحسنهم سريرة، وأسلمهم صدورًا ، الذين أحبوا الخير لأقوامهم وأممهم، وبذلوا كل غالٍ ونفيس في نصحهم بعيدًا عن الحسد والبغضاء ، مستشهدًا بقوله (صلى الله عليه وسلم) :”لا يُبَلِّغُنِي أحدٌ من أصحابي عن أحدٍ شيئًا، فإنِّي أحبُّ أن أخرج إليكم وأنا سَلِيم الصَّدر”، فنبيُّنا محمد (صلى الله عليه وسلم) منَّ الله عليه بانشراح الصدر، وسلامة القلب، وطهارة النفس؛ فقال سبحانه: “أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ”، مختتمًا حديثه بأن مَن صلحت سريرته صلحت علانيته، ومن طهر قلبه حسن عمله، قال صلى الله عليه وسلم “أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ”.
اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى