:أخبار الأوقافأوقاف أونلاين

نص كلمة وزير الأوقاف
في ذكرى مولد الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)
الخميس 10 من ربيع الأول 1436هـ – 1 من يناير 4015م

بسم الله الرحمن الرحيم

        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين .

  • سيادةَ الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيسَ جمهورية مصرَ العربية
  • دولةَ رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب
  • فضيلةَ الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر
  • الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

   فيطيب لي سيادةَ الرئيس أن أتقدم باسمي واسم أبناء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والعاملين بها لسيادتكم وللشعب المصري كله بخالص التهنئة بذكرى مولد الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وبنجاحاتكم المتتابعة داخليا وخارجيا ، سائلا الله (عز وجل) لسيادتكم دوام التوفيق .

    كما أهنىء سيادتكم والشعب المصري مسلميه ومسيحييه بالعام الميلادي الجديد وتداخل المناسبات السارة إسلاميةً ومسيحيةً في ذكرى ميلاد الرسولين الأخوين محمد وعيسى عليهما السلام .

    ويسرني أن أطمئن سيادتكم والشعبَ المصري كلَّه أن وزارة الأوقاف المصرية ستظل وفية لدينها ووطنها وأمتها من خلال العمل الجاد الدءوبِ الذي لا يكل ولا يمل في نشر سماحة الإسلام ومواجهة كل ألوان التشدد والتطرف والغلو ، مع دراسة واعية للقضايا والمستجدات العصرية في ضوء فقه الواقع ومقتضيات الزمان والمكان والأحوال مع الحفاظ على ثوابتنا الشرعية ، كما أؤكد أن عام 2015م الذي نستهله اليوم سيكون بإذن الله تعالى عام تجديد الخطاب الديني وإعمالِ الفكر والعقل وتبني ثقافة التفكير ، وعام العناية بالقرآن الكريم وفهم قيمه وأخلاقه ، والعملِ على تحويلها إلى واقع ملموس في حياتنا ، وهو عامُ عمارةِ المساجد بامتياز ، حيث وضعنا خطة عملية ممولةً من موازنة الدولة وموارد الوزارة الذاتية لإحلال وتجديد وصيانة أكثرَ من ألف مسجد هذا العام ، للتأكيد على أن الوزارة في ظل توجيهات سيادتكم الرشيدة تعمل على نشر الفكر الإسلامي الصحيح الذي يُعدُّ صمام أمان للفرد والمجتمع ، وأفضلَ وأقصرَ الطرق لمواجهة التطرف والإرهاب .

    كما أننا من خلال تواصلنا مع المنصفين من المفكرين والكتاب المسلمين والمسيحيين سننشىء لأولِ مرةٍ في تاريخ مصر المكتبة الوطنية التي تجمع المؤلفاتِ العلميةَ والوطنيةَ لهؤلاء وأولئك ، وستكون البداية بمكتبة مركزية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، ثم يجري تعميمُ ذلك في سائر مكتبات الوزارة ، وأندية الشباب ، ومكتبات المدارس ، وقصور الثقافة ، بالتنسيق مع الوزارات والهيئات المعنية ، ترسيخًا لنشر ثقافة التسامح وفقه التعايش المشترك .

     كما أننا أعددنا خطة غير تقليدية لتأهيل الأئمة والخطباء والمبعوثينَ للخارج ، وتبليغِ صوتِ الأزهر الوسطي للعالم كله من خلال مبعوثي الأزهر والأوقاف ورسالة الأوقاف التي نبثها للعالم كله بعشر لغات بإشراف فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر .

      وأختم حديثي في هذه الذكرى الطيبة لمولد الحبيب محمدٍ (صلى الله عليه وسلم) بأبيات من قصيدة لشوقي أجريتُ تعديلا على بعض أبياتها ، وذلك حيث يقول :

سَـــرَت بَشائِـــرُ باِلهــــادي وَمَولِــــدِهِ

 

في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ

وَنــودِيَ اِقــرَأ تَعالــى اللَهُ قائِلُهـــــــا

 

لَـم تَتَّصِـل قَبـلَ مَــــن قيلَـــــت لَـه بِفَـــــــمِ

هُنـــاكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَــنِ فَاِمتَــــــــلأَتْ

 

أَسمــــاعُ مَكَّـــــةَ مِـــن قُدسِيَّــــةِ النَغَـــــــــمِ

أَســــــرى بِكَ اللَهُ لَيـــلاً إِذ مَلائِكُــهُ

 

وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَــــدَمِ

وقَدْ بَلَغتَ سَمـــــاءً لا يطــافُ بهــــــا

 

عَلـــى جَنــــاحٍ وَلا يُسعــــى عَلـــى قَــــــدَمِ

وَقيــــلَ كُلُّ نَبِـــــيٍّ عِنـــــدَ رُتبَتِـــــــهِ

 

وَيا مُحَمَّـــــــدُ هَـــــذا العَـــــرشُ فَاِستَلِــــــمِ

خَطَطـــتَ لِلدينِ وَالدُنيـا عُلومَهُمــا

 

يا سيـــدَ الخلـــقِ من عــــربٍ ومن عجــــمِ

أخوكَ عيسى دَعا مَيتـــــاً فَقـــــامَ لَــهُ

 

وَأَنــــتَ أَحيَيــــتَ أَجيــــالاً مِنَ العــــــــدم

قالوا غَزَوتَ وَرُســـلُ اللَهِ ما بُعِثـــــوا

 

لِقَتلِ نَفـــــسٍ وَلا جــــــاؤوا لِسَفــــــــكِ دَمِ

يا رَبِّ هَبَّت شُعــــــوبٌ مِن مَنِيَّتِهــــا

 

وَاِستَيقَظَت أُمَـــمٌ قامَــــتْ ولـــم تنـــــــــــمِ

فَاِلطُف لِأَجلِ رَســولِ العالَمينَ بِنــا

 

واجعــــل لنا أمــــلا يُبنـــي علــى عَمَـــــــلِ

يا رَبِّ أَحسَنــتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِـــهِ

 

فَتَمِّمِ الفَضـــلَ وَاِمنَــــح حُســــنَ مُختَتَـــــمِ

 

      وآمل أن تتفضلوا سيادتُكم بقبول هدية وزارة الأوقاف وهي موسوعة أعمال مؤتمرها العلمي الحادي والعشرين الذي عقد العام الماضي تحت عنوان : ” خطورة التكفير والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية ” .

وكلَّ عام وسيادتُكم بخير

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى