في الحلقة السادسة من ملتقى الفكر الإسلامي بعنوان: الشكر
في الحلقة السادسة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان : الشكر
أ.د/ أحمد ربيع :
كفر النعمة مؤذن بسلبها
والشكر مؤذن بزيادتها
د/ رمضان عفيفي :
الشكر باب واسع من أبواب العبادات
والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم الأحد 6 رمضان 1442هـ الموافق 18/ 4 / 2021م الحلقة السادسة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “الشكر” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ أحمد ربيع عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر السابق ، ود/ رمضان عفيفي مدير عام الإدارة العامة للإرشاد الديني بديوان عام وزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامية أ/ مرفت فوزي المذيعة بقناة النيل الثقافية .
وفي كلمته أكد أ.د/ أحمد ربيع العميد السابق لكلية الدعوة بجامعة الأزهر أن الشكر يؤذن بالمزيد من نعم الله (عز وجل) ، حيث قال ربنا (جل وعلا) : “وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ” ، ولذا أوصانا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن نردد صباحًا ومساءً : “اللهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ” ، مشيرًا إلى أن بعض الناس يحصرون النعم في المال والصحة والأولاد والأشياء المادية فقط ولكن هناك نعم أخرى معنوية , نعمة الطاعة ونعمة العبادة , فهذه النعم تستحق الشكر عليها.
مبينًا سيادته أن الشكر ورد في القرآن الكريم في أربعة وسبعين موضعًا وذلك للدلالة على أهمية هذه العبادة , والناس تجاه النعم منهم الشاكر ومنهم من يكفر النعم والقرآن الكريم ضرب نماذج لذلك قال تعالى : “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ” ، وقال تعالى: “أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار”.
وحينما يكفر الإنسان بالنعم تسلب منه ، وحينما يقوم بشكر الله على النعم يحفظها وينميها ، فواجب الإنسان أن يستخدم النعم في شكر المنعم ، ثم ضرب مثالا بنعمة اللسان يستخدم في الذكر والشكر والحمد ، أما حين يستخدم في نشر الشائعات المغرضة فهذا ضرب من كفران النعم.
وفي بداية كلمته قدم د/ رمضان عفيفي الشكر لوزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والهيئة الوطنية للإعلام على مثل هذه اللقاءات الطيبة وأثرها الطيب على المجتمع مبينًا أن الشكر باب واسع من أبواب العبادات فالله (عز وجل) سمى نفسه الشكور كما قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” ، وسمى نفسه شاكرًا : “وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا” والنبي (صلى الله عليه وسلم) قد بين لنا من خلال سنته أن الله (عز وجل) يعطي الثواب الجزيل على العمل القليل فقال (صلى الله عليه وسلم) : “بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ وجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ علَى الطَّرِيقِ فأخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له” ، فبمجرد هذا العمل البسيط أعطاه الله (عز وجل) الثواب الجزيل.
موضحًا أن الإنسان مهما قدم من العبادات فإن هذا لا يوافي نعم الله عليه فالملائكة مع عباداتهم لله (عز وجل) ليل نهار ما بين راكع وساجد ومسبح يقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، مشيرًا إلى أن الأنبياء والمرسلين كانوا شاكرين لله (عز وجل) ولنا فيهم القدوة والأسوة الحسنة قال (صلى الله عليه وسلم): “أفلا أكون عبدًا شكورا”.
مبينًا أن السبيل إلى شكر الله (عز وجل) يتمثل في القدوة وأن الله (عز وجل) هو العون للعبد على شكر النعم ، فعن معاذ بن جبل (رضي الله عنه) : “أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ أخذَ بيدِهِ، وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ.
وفي ختام كلمته أشار فضيلته إلى أن الشكر في القرآن جاء مقرونا بالإيمان قال تعالى: “مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا” ، وجاء مقرونا بالذكر قال تعالى : “فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ” فالذكر شكر لله تعالى ، والإيمان كما عرفه العلماء نصفه صبر ونصفه شكر.