في الحلقة الرابعة من برنامج “رؤية” تعرف على أفضل ما قاله الشعراء في خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم)
في الحلقة الرابعة من برنامج “رؤية”
تعرف على أفضل ما قاله الشعراء
في خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم)
في إطار نشر الفكر الوسطي المستنير ، وإعادة قراءة النص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا الحاضر أكد معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خلال رابع حلقات برنامج : “رؤية” للفكر المستنير حول كتاب: “الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)” يوم الجمعة 4 رمضان ١٤٤٢هـ الموافق 16/ ٤/ ٢٠٢١م والذي يذاع على القناة الفضائية المصرية ، وعدد من القنوات المتخصصة ، وتدور حلقة اليوم حول كتاب مهم إذ إنه يتعلق بالأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، حيث تبرز الحلقة جانبًا من حديث القرآن عن منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم) عند ربه ، كما تتناول جانبًا من أفضل ما قاله الشعراء في خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه وسلم) ، كيف لا وهو الذي اصطفاه ربه ، فزكى لسانه (صلى الله عليه وسلم) فقال : “وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى” ، وزكى بصره (صلى الله عليه وسلم) فقال :”مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى” ، وزكى فؤاده (صلى الله عليه وسلم) فقال : “مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى” ، وزكى معلمه (صلى الله عليه وسلم) فقال : “عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى” ، وزكى خلقه (صلى الله عليه وسلم) فقال : “وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ” وزكاه كله ، فقال :”لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” ، وقال سبحانه : “لقدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ”.
ونادى الحق سبحانه وتعالى أنبياءه بأسمائهم فقال سبحانه :”يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ” ، وقال سبحانه : “يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا” ، وقال سبحانه : “يا موسى إنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى” ، وقال سبحانه : “يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ” وقال سبحانه : “يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا” ، لكنه خاطب حبيبه محمدًا (صلى الله عليه وسلم) بصفة النبوة والرسالة فقال سبحانه : “يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ”، وقال سبحانه : “يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا” ، أو بصيغة ملاطفته وتكريمه قال سبحانه : “يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ” ، وقال سبحانه : “يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ” ، وعندما يذكر اسمه (صلى الله عليه وسلم) يذكره مقرونًا بالنبوة والرسالة فقال سبحانه : “محَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا” ، ويقول سبحانه :”ومَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ” ، ويقول سبحانه : “مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” ، وقرن طاعته بطاعته فقال سبحانه : “مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ” ، ويقول سبحانه : “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا” ، وجعل اتباعه (صلى الله عليه وسلم) وسيلة لحبه سبحانه فقال سبحانه : “قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ” ، وجعل بيعته (صلى الله عليه وسلم) بيعة لله فقال سبحانه : “إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ” ، وكان سيدنا عبد الله بن عباس (رضى الله عنهما) يقول : “ثلاث آيا ت في القرآن الكريم نزلت مقرونة بثلاث لا تقبل واحدة منهن دون الأخرى يقول سبحانه : “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ”، وقوله تعالى : “أن اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ” ، وقوله سبحانه : “وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول” ، وقد حذر الحق سبحانه وتعالى من مخالفة أمره (صلى الله عليه وسلم) فقال سبحانه : “فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” وقال سبحانه : “فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.
وإذا كان سيدنا موسى (عليه السلام) قد خاطب ربه فقال : “وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى” ، فإن الله (عز وجل) قد أكرم نبيه (صلى الله عليه وسلم)، فقال سبحانه : “وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى” ، وأعطاه الشفاعة الكبرى في يوم القيامة ، فعَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ (رضي الله عنهما) أَنَّ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) تَلاَ قَوْلَ الله (عَزَّ وَجَلَّ) فِي إِبْرَاهِيمَ: “رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي” ، وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ: “إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ” فَرَفَعَ يَدَيْهِ (صلى الله عليه وسلم) وَقَالَ: “اللَّهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي” وَبَكَى ، فَقَالَ الله (عَزَّ وَجَلَّ) : يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَسَأَلَهُ ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللّهِ بِمَا قَالَ ، وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَقَالَ الله: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ وَلاَ نَسُوءُكَ”.
ويقول حسان بن ثابت :
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذ قال في الخمس المؤذن : أشهد
وشق لــه من اسمه ليجله
فـذو العرش محمود وهذا محمد
ويقول آخر :
وَالله مَا حَمَلتْ أُنْثَى ولا وَضَعَتْ
أَبرّ وأَوْفى ذِمـــّـــــةً مِن مُحَمّد
ومَا فِي بِقَاعِ الأرْض حـــيًّا وميتا
ولا بين أرض والسما كَمُحمّد
ويقول شوقي :
أسرى بك الله ليلاً إذ ملائكه
والرسل في المسجد الأقصى على قدم
صلى وراءك منهم كلّ ذي خطرٍ
ومن يفز بحبيب الله يأتمم
وقد بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ
وقيل كل نبيٍ عند رتبته
ويا محمد هذا العرش فاستلم
محمد صفوة الباري ورحمته
وسيد الخلق من عرب ومن عجم
خططت للدين والدنيا علومهما
ياقارئ اللوح بل يالامس القلم
يـا جـاهلين عـلى الهـادي ودعوتِـه
هـل تجـهلون مكـانَ الصـادِقِ العَلمِ؟
لقَّبتمــوهُ أَميـنَ القـومِ فـي صِغـرٍ
ومــا الأَميــنُ عـلى قـوْلٍ بمتّهَـمِ
يـا أَفصـحَ النـاطقين الضـادَ قاطبـةً
حديثُك الشّـهدُ عنـد الـذائقِ الفهِـمِ
البدر دونك في حسن وفي شرف
والبحر دونك في خير وفي كرم
مديحُـنا فيـك حـبٌّ خـالصٌ وهـوًى
وصـادقُ الحـبِّ يُمـلي صـادقَ الكلمِ
أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
وأنت أحييت أجيالا من العدم
قالوا غزوت ورسل الله ما بعثوا
لقتل نفس ولا جاءوا لسفك دمي
يارب هبت شعوب من منيتها
واستيقظت أمم من رقدة العدم
فالطف لأجل رسول العالمين بنا
ولا تزد قومه خسفا ولا تسم
يارب أحسنت بدأ المسلمين به
فتمم الفضل وامنح حسن مختتم