*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

في الحلقة الخامسة من ملتقى الفكر الإسلامي
بعنوان: تحري الحلال

في الحلقة الخامسة من ملتقى الفكر الإسلامي

بعنوان : تحري الحلال

أ.د/ جمال فاروق :

تحري الحلال هو الأساس الذي ينبغي أن يسير عليه المرء في حياته

والغاية من الصيام الوصول إلى درجة التقوى والإخلاص لله تعالى

د/ أشرف فهمي :

أكل الحلال ينير البصيرة ويعين الجوارح على الطاعات

وبه يستجاب الدعاء

وأكل الحرام ينزع البركة ويجلب المصائب والأزمات

 

      في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، أذيعت مساء اليوم السبت 5 رمضان 1442هـ الموافق 17/ 4 / 2021م الحلقة الخامسة لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، وجاءت بعنوان: “تحري الحلال” ، حاضر فيها كل من : أ.د/ جمال فاروق عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر السابق ، ود/ أشرف فهمي مدير عام التدريب بوزارة الأوقاف ، وقدم للملتقى الإعلامي أ/ محمد عامر المذيع بقناة النيل الثقافية .

وفي كلمته أكد أ.د/ جمال فاروق عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر السابق أن الله سبحانه وتعالى قد أمر عباده بما أمر به المرسلين ، فعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : (إن الله طيِّبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، وقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يتصل بأمر الحلال والحرام ، فعَنْ أبي عَبْدِاللهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُما) قَالَ: سمعتُ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) يَقُولُ: “إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشُّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَح الْجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب”، والذي يضر الإنسان أمران ، إما أن يكون حراما أو معصية أو ذنبا، وإما أن يكون الفضول وهو الإسراف في الحلال ، ومن أراد أن يجتنب الحرام فعليه أن يحتاط لنفسه في المنطقة التي سماها النبي (صلى الله عليه وسلم) المشتبهات حتى لا يقع في الحرام ، وكان سيدنا أبو بكر (رضي الله عنه) يقول: (كنا ندع سبعين بابا من الحلال، مخافة أن نقع في باب الحرام)، وقد أخبر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه :”لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ”.

وفي كلمته أكد د/ أشرف فهمي أن السعي على الرزق الحلال مطلب شرعي أصيل أمر به الإسلام ، وقد أمر القرآن الكريم بالانتشار في الأرض طلبا للرزق الحلال بعد الأمر بالصلاة فقال سبحانه: “فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”، وكان سيدنا عراك بن مالك إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: “اللهم إني أجبت دعوتك وصليت فريضتك ، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين” ، ومن فوائد الكسب الحلال والسعي على الأرزاق مغفرة الذنوب ، وإجابة الدعاء ، ويحرم جسده على النار يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : أي جسد نبت من حرام فالنار أولى به” ، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) :”إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ فَقَالَ: “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ” وَقَالَ تَعَالَى:” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ” ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء ، يَقُولُ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لَه”، وفي هذا الحديث استجمع أدوات الإجابة إلا أنه بالحرام حرم نفسه من إجابة الدعاء .

كما أشار إلى أن الإسلام حذر من أكل الحرام بكل أشكاله وصوره ، وكذلك كل ما يؤدي إلى الحرام سواء كان عن طريق الغش في الامتحان لأنه يضيع مجهود الآخرين ، أو عن طريق الغش في البيع والشراء والتطفيف في الكيل والوزن ، يقول الله (عز وجل): “أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين” ، ويقول الحق سبحانه: “وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ” ، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا) يَمُرُّ بِالبَائِعِ ، فَيَقُولُ : “اتَّقِ اللهَ، وَأَوْفِ الكَيْلَ وَالوَزْنَ ، فَإِنَّ المُطَفِّفِينَ يُوقَفُونَ ، حَتَّى إِنَّ العَرَقَ لَيُلْجِمُهُمْ إِلَى أَنْصَافِ آذَانِهِمْ” ، فآكلو الحرام لا يقنعون بقليل ، ولا يغنيهم كثير . ويقول الشاعر:

جمع الحرام على الحلال ليكثره

دخل الحرام على الحلال فبعثره

نسأل الله العلي الكريم أن يرزقنا الحلال وأن يبارك لنا فيه وأن يباعد بيننا وبين الحرام كما باعد بين المشرق والمغرب .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى