*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

الصحافة الإلكترونية

جمعة: نؤسس لخطاب تجديدي بفكر مستنير للدين والحياة والسلوك حول كثير من القضايا الشائكة

    قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إن شهر رمضان شهر النفحات ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبدًا”، ومن أهم النفحات في كل عام، نفحات هذا الشهر العظيم الفضيل الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس، وهو الشهر الذي قال في حقه نبينا (صلى الله عليه وسلم): “مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، وقال(صلى الله عليه وسلم): “مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ”، وقال (صلى الله عليه وسلم) : “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”، وصعد النبي (صلى الله عليه وسلم) المنبر فلمَّا رقِي الدَّرجةَ الأولَى، قال: آمين، ثمَّ رقِي الثَّانيةَ، فقال: آمين، ثمَّ رقِي الثَّالثةَ فقال : آمين ، فقالوا : يا رسولَ اللهِ ! سمِعناك تقولُ آمين ثلاثَ مرَّاتٍ، قال: لمَّا رقِيتُ الدَّرجةَ الأولَى جاءني جبريلُ فقال : شَقِي عبدٌ أدرك رمضانَ فانسلخ منه ولم يُغفرْ له فقلتُ : آمين ، ثمَّ قال : شَقِي عبدٌ أدرك والدَيْه أو أحدَهما فلم يُدخِلاه الجنَّةَ فقلتُ آمين ، ثمَّ قال : شَقِي عبدٌ ذُكِرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك فقلتُ: آمين”.

    وأشار وزير الأوقاف – في تصريحات اليوم الثلاثاء – إلى أن مع هذا الشهر العظيم تفتح أبواب الجنة ، وتغلق أبواب النار وينادي منادٍ يا باغي الخير أقبل ، وفي هذا الشهر تتواصل أعمال الخير من الصلاة والصيام القيام وقراءة القرآن والذكر ومدارسة العلم ، ومن باب مدارسة العلم في هذا الشهر نؤسس لخطاب تجديدي بفكر مستنير يعيش واقعه ويُعمل العقل في فهم صحيح النص، مع المحافظة على ثوابت الشرع، نحاول من خلاله قراءة بعض النصوص في ضوء متطلبات وقضايا عصرنا وزماننا وبيئتنا وواقعنا، لا قضايا ولا متطلبات العصور السابقة وواقع غير واقعنا ، نحاول أيضا تقديم رؤية مستنيرة حول كثير من القضايا الشائكة ونعمل على تصحيح كثير من المفاهيم الخاطئة ونلقي الضوء على عدد من الموضوعات الهامة مثل: مفهوم العلم النافع، مخاطر زواج القاصرات ، حق الجوار الدولي ، صدق الدول ، مفهوم عهد الأمان في العصر الحاضر، الكليات الست ، جزاء المفسدين والمرجفين في الأرض ، فلسفة الحرب والسلم والحكم، المفهوم الواسع لإطعام الطعام ، لوازم الأدب مع سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فهم مقاصد السنة النبوية ، حق الوطن على أبنائه ، مقومات بناء الشخصية ، فقه بناء الدول، ويأتي هذا التناول منهجيًا من خلال تناول بعض الإصدارات التي أصدرتها وزارة الأوقاف المصرية ممثلة في المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مع وزارة الثقافة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب.

    وقال وزير الأوقاف : وأول كتاب نتناوله من هذه السلسلة كتاب “مكارم الأخلاق” ، ونبدأ به اتساقًا مع فضائل هذا الشهر العظيم ، فرمضان شهر مكارم الأخلاق وقد علمنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذلك وحثنا عليه فقال: “الصوم جُنة” ، أي وقاية ، وقاية من عذاب الله يوم القيامة إن شاء الله ، ووقاية من المعاصي ، ووقاية من سيئ الأخلاق ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : ” الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلا يَرْفُثْ وَلا يَجْهَلْ وَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ”، وبعض الناس خطأ أو جهلًا أو عدم فهم لحقيقة الصيام إذا جاء رمضان يقول دعني فإني ضيق الخلق ، يقولون لا تعتب عليه فإنه الآن صائم ، وكأن الصيام يؤزم حاله ، أو يضيق أخلاقه ، مثل هذا النوع من الناس لم يصم حق الصيام ولم يفهم حقيقة الصيام ، فالصوم يقوي العزيمة ، ويضبط السلوك، ويضبط الأخلاق ويقوِّم أخلاق صاحبه.

    واستشهد بقول سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : “إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ ” فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يفسق ، ولا يصخب ، ولا يجهل ، وإن ساببه أحد أو شاتمه لم يقل النبي (صلى الله عليه وسلم) وإن سبه أوشتمه، لأن صيغة سابب وشاتم صيغة مفاعلة فيها حراك بين شخصين ، أي أن هناك شخصًا آخر يستفزك يحملك على المساببة حملًا ، ويحملك على المشاتمة حملًا ، إلا أنك تستمسك بحبل الله وتعتصم بصيامك ، وتقول: “إني صائم إني صائم”، والصائم الحق لا يشتم، ولا يسب ، ولا يتطاول ، ولا يقوم بأي عمل لا يتسق مع مكارم الأخلاق ، فرمضان هو شهر مكارم الأخلاق وديننا دين مكارم الأخلاق , ألم يقل نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ” ، فمع أهمية الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات، ومع كونها الأركان الأساسية لديننا الحنيف ، إلا أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يقل جئت لأُعلِم الناس الصلاة أو الزكاة أو الحج وإنما قال : “إنما بعثتُ لأتممَ مكارمَ الأخلاقِ”، لأن العبادات الحقيقية هي التي تحمل على مكارم الأخلاق ، ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) “عَنْ أَكثرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الجَنَّةَ، قَالَ: تَقْوى اللَّهِ وَحُسْنُ الخُلُق” ، وقال (صلى الله عليه وسلم): “إنَّ مِن أحبِّكم إليَّ وأقربِكُم منِّي مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنَكُم أخلاقًا الموطأون أكنافا”، وقال (صلى الله عليه وسلم):” اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخلق حسن” ، ومن الخلق الحسن : القول الحسن ، والفعل الحسن ، يقول تعالى : “وقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا” ، ويقول تعالى : “وقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ”.

   أصدرت وزارة الأوقاف ممثلة فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ووزارة الثقافة ممثلة فى الهيئة المصرية العامة للكتاب أول رواية من الأدب العالمى بطريقة “الكوميكس” قصص مصورة، كأول رواية من الأدب العالمى تقوم وزارة الأوقاف بتحويلها إلى عمل للناشئة بهذه الطريقة.

    وقالت وزارة الأوقاف، فى بيان اليوم الثلاثاء، إن الرواية تأتى فى إطار التعاون بين وزارتى الأوقاف والثقافة واهتمامها بثقافة النشء، وقدم لها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قائلا “فقد اتخذنا فى هذه السلسلة الرائعة الهادفة الممتعة رؤية للنشء من التنوع الثقافى والمعرفى والمهارى والفنى خطًّا واضحًا، قصد إشباع الميول المختلفة للناشئة فى الإقبال على القراءة، فتناولنا فى بعض أعدادها تقديم بعض كتب الكبار فى أسلوب سهل ميسر للناشئة، وتناولنا فى بعضها جانبًا من حقائق الكون وأسراره، وفى بعضٍ آخرَ جانبًا من الخيال العلمى المنضبط، وأخرجنا بعض أعدادها بطريقة “الكوميكس”، وجار إخراج بعض الأعداد بطريقة الأشعار المصورة، لتُنَاسِبَ ميول أصحاب الذوق الأدبى إنشاءً أو حفظًا أو إلقاءً”.

    وتابع أنه فى هذا الإصدار نقدم أنموذجًا رائعًا أكثر حرفية وفنية، لما يتطلبه من جهد وقدرات خاصة، وهو تحويل واحدة من أشهر الروايات العالمية إلى كتاب للناشئة بطريقة “الكوميكس” المحببة إليهم.

    وأشاد وزير الأوقاف فى المقدمة بكل من محمد عبد الحافظ ناصر الذى قام بكتابة سيناريو هذا العدد، والدكتور ناصر حامد الذى قام برسوماته، على ما بذلا من جهدٍ يذكر، سواء فى كتابة السيناريو أم فى الرسوم المعبرة عنه.

“رحلة إلى مركز الأرض”.. أول رواية عالمية بطريقة الكوميكس تصدرها الأوقاف

     أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، أول رواية من الأدب العالمي بطريقة الكوميكس، حيث تعتبررحلة إلى مركز الأرض هى أول رواية تقوم وزارة الأوقاف بتحويلها إلى عمل للشباب بطريقة “كوميكس”.

     وذكر بيان للوزارة اليوم، أن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف قدم للرواية بالمقدمة التالية :“الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الهادي البشير سيدنا محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين والطاهرين وبعد :فقد اتخذنا في هذه السلسلة الرائعة الهادفة الممتعة “رؤية للنشء” من التنوع الثقافي والمعرفي والمهاري والفني خطًّا واضحًا ، قصد إشباع الميول المختلفة للناشئة في الإقبال على القراءة ، فتناولنا في بعض أعدادها تقديم بعض كتب الكبار في أسلوب سهل ميسر للناشئة ، وتناولنا في بعضها جانبًا من حقائق الكون وأسراره ، وفي بعضٍ آخرَ جانبًا من الخيال العلمي المنضبط ، وأخرجنا بعض أعدادها بطريقة “الكوميكس” ، وجار إخراج بعض الأعداد بطريقة الأشعار المصورة ، لتُنَاسِبَ ميول أصحاب الذوق الأدبي إنشاءً أو حفظًا أو إلقاءً.

أول صلاة تراويح.. حضور إجباري لـ«الإجراءات الاحترازية».. والتزام واسع

أدى ملايين المصلين على مستوى الجمهورية صلاة التراويح في أولى ليالى شهر رمضان المبارك مساء أمس الأول، وسط إجراءات احترازية مشددة والتزام تام بالإجراءات والضوابط التي حددتها وزارة الأوقاف لأداء صلاة التراويح.

وأكدت مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية أن المساجد قد قامت بأداء صلاة التراويح وفق خطة وزارة الأوقاف المعلنة باتباع الإجراءات الاحترازية، وخلال نصف ساعة، وأظهر المصلون خلال أداء صلاة القيام وعيًا كبيرًا يعكس ثقافة الشعب المصرى، ما أكدته جميع المديريات، حيث أثبت رواد المساجد أنهم على وعى كامل بطبيعة المرحلة والخطر الذي نواجهه جميعًا.

كما أكد رواد المساجد أنهم لن يكونوا سببا في غلق المساجد وأنهم ملتزمون بالإجراءات الاحترازية التي قررتها الوزارة والجهات المسؤولة.

وأكدت وزارة الأوقاف أنها تثق في وعى وثقافة رواد المساجد، وأن هذا الوعى سيكون ثقافة الشعب المصرى في كل الأماكن، وأنها مستمرة في عمليات التعقيم والنظافة على مدار الساعة عقب الصلوات لجميع المساجد على مستوى الجمهورية، محذرةً من التهاون بهذه الإجراءات أو بواحدة منها.

وشدد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على وجوب الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأنه علينا أن نأخذ بالأسباب الشرعية للحفاظ على حياتنا، فمن يحب بيوت الله (عز وجل) عليه أن يلتزم بإجراءات التباعد، بالكمامة والمصلى الشخصى، وأن نأخذ بأيدى بعضنا ومن حولنا، وننصح من يغفل عن هذه الإجراءات بأنك إذا كنت سببًا في إغلاق بيت من بيوت الله (عز وجل) فكيف تلقى الله (عز وجل)؟، كما أكد أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية واجب شرعى وصحى، حتى تبقى بيوت الله (عز وجل) مفتوحة للجميع دون مخالفات.

وقال وزير الأوقاف، في تصريحات له أمس: إنه على الرغم من كل الظروف التي يمر بها العالم من اتباع الإجراءات الاحترازية، فما زال فضل الله علينا عظيمًا وواسعًا، فلم يمنعك أحد من الصيام، وبيوت الله (عز وجل) عامرة مفتوحة، لم يمنعك أحد من القيام بالضوابط التي أعلنتها الدولة، أو بالقيام في بيتك، ففى البيوت متسع، وأداء الإنسان للنوافل في بيته أقرب إلى الإخلاص وأبعد عن الرياء.

  فيديو.. متحدث الأوقاف: رواد المساجد أظهروا وعيا كبيرا خلال صلاة التراويح

  قال عبدالله حسن، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن رواد المساجد أظهروا وعيًا كبيرًا يعكس ثقافة الشعب المصري خلال صلاة التراويح، مشيرًا إلى أن الأمر أكدته كل مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية.

  وأضاف حسن، خلال مداخلة هاتفية عبر فضائية «الأولى»، اليوم الأربعاء، أن الأئمة ووكلاء الوزارة ومديري المديريات مستمرون في عمليات التعقيم عقب الصلوات في جميع المساجد، محذرًا من التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية.

  وأشار إلى أن الضوابط الاحترازية تشمل الالتزام بارتداء الكمامة وإحضار المصلى الشخصي والحفاظ على علامات التباعد، منوهًا بأن التهاون في تطبيق تلك الإجراءات يضطر الوزارة لغلق المسجد.

  ولفت إلى أن الإمام ومن معه من العمال والمختصين داخل المسجد مسؤولون عن ارتداء الرواد الكمامة وإحضار المصلى الخاص بهم، قائلًا إن الوزارة شكلت غرفة عمليات برئاسة رئيس القطاع الديني؛ لمتابعة الوضع خلال شهر رمضان والوقوف على أي مخالفة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

تعبيرية

 ملتقى الفكر الإسلامي : الصوم مصدر من مصادر الهداية الإلهية لاستقامة السلوك الإنساني

  أكد المشاركون في ملتقى الفكر الإسلامي، أن الصوم مصدر من مصادر الهداية الإلهية لاستقامة السلوك الإنساني، وأن العبادات شُرعت لسعادة الإنسانية وتهذيب الأخلاق ولابد من أن يمتد أثر العبادة إلى خارج المسجد ، وأن شهر رمضان يغيّر سلوك الإنسان من عبدٍ شهواني إلى عبدٍ ربّاني.
جاء ذلك في الحلقة الأولى لملتقى الفكر الإسلامي الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف المصرية والهيئة الوطنية للإعلام ؛ لنشر الفكر الإسلامي الصحيح ، ومواجهة الفكر المتطرف ، وتصحيح المفاهيم الخاطئة ، وجاءت بعنوان: ” فضل الصيام وأحكامه “، حاضر فيها كل من : الدكتور عبد الله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية ، والدكتور على الله الجمال إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة (رضي الله عنها).
وفي كلمته أكد الدكتور عبدالله النجار أن الله تبارك وتعالى شرع الفرائض والعبادات ليستطيع الناس الوصول إلى خالقهم ، فليس هناك طريق للتعبد لله تعالى غير ما شرعه الله تعالى لخلقه ، ومما فرض الله تعالى على عباده الصوم ، حيث يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ، شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ) ، فالصوم ضمن فرائض أخرى ، كل فريضة تتضمن لونا من ألوان الهداية ، فليست العبادة مجرد طقوس وشعائر تقام ، ولكن لابد لهذه العبادات من أثر في سلوك الإنسان ، فهناك مقاصد سلوكية للعبادات ، فالصلاة يقول الله تعالى فيها : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) ويقول تعالى في الزكاة : (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) ويقول في فريضة الحج : (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ) .
وأضاف النجار، وكذلك الصوم له غايات ومقاصد سلوكية يقول تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) ، فتقوى الله تعالى تعني مراقبة الله (عز وجل) ، والصوم يعلم الإنسان هذا المعنى ، فيصنع لديه نوعًا من الرقابة الذاتية ، فامتناع الإنسان عن شهواته وعن الملذات التي تميل إليها النفس تقربا إلى الله تعالى ينعكس يقينا أخلاقا فاضلة في سلوكه وتعامله ، والصوم دائما مصدر من مصادر الهداية واستقامة السلوك لدى الإنسان ، وفيه أيضا معنى الانتصار على دواعي النفس وشهواتها بأن لا يستعبد من قبل هذه الشهوات فيكون أسيرًا لها ، فالعبادات تؤدي إلى السمو في الأخلاق ، وتوازن بين حاجيات الإنسان وطاعته لربه.
وأوضح أن من الملامح التي تتعلق بالصيام ملمح (التيسير والتخفيف) ، الذي هو أصل من أصول التشريع الإسلامي، حيث يقول سبحانه وتعالى : (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ، فالناظر لفريضة الصيام يدرك أنها قد اقترنت بجملة من التيسير والرخص ، وهذا نجده في قوله تعالى: (أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) والمعنى : أن من كان منكم مريضا لا يستطيع الصيام أو كان صحيحا غير مريض وكان على سفر فعدة من أيام أخر ، أي: فعليه صوم عدة الأيام التي أفطرها في مرضه أو في سفره من أيام أخر ، يعني من أيام أخر غير أيام مرضه أو سفر ، فشرعت الرخصة هنا في السفر والمرض لأنها عوارض المشقة ، ثم وسّع الله (عز وجل) بأن يقضي أياما أخر بعد أن يمنّ الله عليه بنعمة الشفاء إن كان مريضا، أو بنعمة المقر إن كان مسافرًا.
وأشار النجار إلى أن الله سبحانه وتعالى رخص بالفطر لمن يطيقون الصيام إما لشيخوخة أو لمرض لا يرجى شفاؤه وما يتعذر معه الصيام قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) ، ففكرة التيسير لا بد وأن تكون منهجا في العبادة وفي الدعوة ، وقد أحسنت وزارة الأوقاف حين وضعت مجموعة من الضوابط والإجراءات الاحترازية الخاصة بالصلاة في المساجد الصلاة التراويح وخطبة الجمعة بما يتفق مع الظروف التي يعيشها المجتمع، تخفيفا على الناس ، وتلافيا لمواطن الهلاك ، فالساجد قبل المساجد.
وفي كلمته أكد الدكتور على الله الجمال ، أن أهم الدروس التي نتعلمها من رمضان هو ” التغيير” والإقلاع عن العادات والمألوفات ، فرمضان يمنع الإنسان عن الطعام والشراب الحلال ليتعود على ترك الحرام ، يمنعه من الشهوة الحلال ليحذر الاقتراب من الفواحش المحرمة ، فرمضان يغيّر سلوك الإنسان ، من عبدٍ شهواني إلى عبدٍ رباني .
كما أكد الجمال أن من أهم الدروس التي نتعلمها من رمضان هو ” المساواة” ، فهو شهر يتساوى فيه كل المؤمنين، يصومون في ميقات واحد ، ويتضرعون إلى رب واحد، ويتسامحون فيما بينهم، فيشعر الغني بحرمان الفقير طول العام عندما يشعر بالجوع والعطش في شهر رمضان.
وقال الجمال، إن للقبول في مدرسة الصيام دلائل ، ولعل من أهم هذه الدلائل ارتفاع منسوب المراقبة لله تعالى الذي يحقق مرتبة الإحسان التي بينها حديث جبريل: (والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، فإذا ما شعر الصائم أنه ازداد حياء من ربه وخشية له وإقبالا عليه فتلك علامة من علامات القبول، والصوم وسيلة مهمة لاكتساب المقام الرفيع عند الله وعلو المكانة لديه سبحانه، كما قال أحد الصالحين: “إذا أردت أن تعرف عند الله مقامك، فانظر فيما أقامك”، فإن أقامك على الخير والصلاح والطاعة والبر والمعروف، فإن مقامك عنده عزيز.
وأضاف الجمال وكذلك من دلائل القبول الحرص على الفرائض والنوافل: فإذا ما أحس الصائم بأنه قد ازداد حرصا على الفرائض والبعد عن المعاصي والآثام في هذا الشهر وداوم على ذلك وسارع في الاستجابة لنداء الرحمن كلما سمعه، إضافة إلى مداومته على النوافل وعدم تضييع أي نوع منها، فإنه على طريق القبول ، وكذلك من دلائل القبول التصالح مع القرآن: فرمضان شهر القرآن كما قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، ومن ثم كان إقبال المؤمن الصائم على كتاب الله تلاوة وتدبرا وفهما وعملا ، وكذلك من دلائل القبول حفظ اللسان عن سيئ القول والتخلص من العادات السيئة والثبات على الطاعة بعد رمضان ، وهو خاتمة الدلائل على القبول من عدمه ، فإن ثبت الصائم على الطاعة والعبادة والعمل الصالح وفعل الخيرات بعد رمضان وحافظ على ذلك في بقية الشهور، وظهرت ثمرات الصيام ندية على التزامه وسلوكه وأخلاقه، فذلك أثر القبول.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى