*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد “الصحابة” بمحافظة المنيا :
تحية لكل صانع وعامل وزارع
تحية لجيشنا الوطني الذي يحمي ولا يبغي لكنه نار تحرق المعتدي
الدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت
ومهمتنا عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها باسم الدين

وزير الأوقاف في خطبة الجمعة بمسجد “الصحابة” بمحافظة المنيا :

تحية لكل صانع وعامل وزارع

تحية لجيشنا الوطني الذي يحمي ولا يبغي لكنه نار تحرق المعتدي

الدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت

ومهمتنا عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها باسم الدين

ويؤكد :

الاقتصاد لابد له من قوة تحميه

والقوة لا بد لها من اقتصاد يبنيها

والتنمية الشاملة تشمل الإنسان والعمران والريف والحضر

ومبادرة حياة كريمة التي أطلقها سيادة الرئيس جزء من التنمية الشاملة لوطننا العزيز

العمل والإنتاج والتكافل والتراحم أهم دعائم التنمية الشاملة

 

    في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري والتثقيفي ، ومحاربة الأفكار المتطرفة ، وغرس القيم الإيمانية والوطنية الصحيحة ، ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 2/ 4/ 2021م خطبة الجمعة بمسجد “الصحابة” بمدينة العمال بمحافظة المنيا ، وذلك مشاركةً لمحافظة المنيا احتفالها بالعيد القومي ، وبحضور السيد اللواء/ أسامة القاضي محافظ المنيا ، ومعالي الدكتور/ أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، والسيد الدكتور/ محمد محمود أبو زيد نائب محافظ المنيا ، والسيد المهندس/ محمد عبد الجليل النجار السكرتير العام للمحافظة ، والسيد العقيد أ.ح/ محمد حسن الكردي المستشار العسكري لمحافظة المنيا ، والسيد الدكتور/ خالد صديق رئيس صندوق تطوير العشوائيات ، والشيخ/ سلامة عبد الرازق مدير مديرية أوقاف المنيا ، وعدد من السادة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ بمحافظة المنيا ، وعدد من القيادات الأمنية والشعبية بالمحافظة، وبمراعاة الضوابط الاحترازية والإجراءات الوقائية والتباعد.

      وفي بداية خطبته أكد معاليه أن سنة الحياة قائمة على العمل والاجتهاد والإتقان والأخذ بالأسباب ، حيث يقول الحق سبحانه: “هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ” ، أي سهلة طيعة مسخرة للإنسان ، ولم يقل سبحانه: اقعدوا في أماكنكم وكلوا من رزقه ، وإنما قال: امشوا في مناكبها واجتهدوا واسعوا واعملوا وأتقنوا ، ويقول سبحانه : “وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ” ، أي: ذلل لكم الكون كله ، فهو الذي أخرج ، وهو الذي أنبت ، ويقول تعالى : “وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ” ، ويقول سبحانه : “فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ” ، وكأن الله (عز وجل) يُسقط عنا أي عذر في التقاعس عن العمل ، وديننا يحث على العمل فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : ” ما أكَلَ أحَدٌ طَعامًا قَطُّ، خَيْرًا مِن أنْ يَأْكُلَ مِن عَمَلِ يَدِهِ، وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ (عليه السَّلامُ) كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ” ، وقد خص نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبي الله داود (عليه السلام) في حديثه (صلى الله عليه وسلم) : “وإنَّ نَبِيَّ اللَّهِ داوُدَ (عليه السَّلامُ) كانَ يَأْكُلُ مِن عَمَلِ يَدِهِ” ، وفي رواية : ” كان لا يأكل إلا من عمل يده” ، لأن داود (عليه السلام) كان ملكًا نبيا ، فلم يكن عمله عن حاجة ، إنما كان لشرف العمل وعزه ، ومن هنا قال الإمام علي كرم الله وجهه :

لحمل الصخر من قمم الجبال … أحب إليً من منن الرجــال
يقول الناس لي في الكسب عيب … فقلت العيب في ذل السؤال

وكان سيدنا داود (عليه السلام) يعمل في مهنة من أصعب المهن ألا وهي صناعة الحدادة ، ورب العزة تبارك وتعالى يقول: “وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ” ، وهذه قراءة حفص “لِتُحْصِنَكُم” ، أي: لتحصنكم الصنعة ، أي إن العبرة ليست بمجرد لبس الدروع ، وإنما بالدروع المتقنة ، فعلى كل صانع أن يتقن صنعته ، وكأن القرآن الكريم يقول عليكم أن تتقنوا صنعتكم كما أتقن داود (عليه السلام) صنعته.

    موجهًا معاليه التحية لكل عامل ، وكل صانع ، وكل زارع ، مؤكدًا أن التنمية الشاملة لابد لها من قوة تحميها ، فالاقتصاد لابد له من قوة تحميه ، والقوة لابد لها من اقتصاد قوي يبنيها ، فالعلاقة طردية ، والتنمية الشاملة تشمل تنمية الإنسان ، وتنمية العمران ، وتنمية القوة المتمثلة في الجيوش الوطنية ، فتحية لقواتنا المسلحة الباسلة ولشرطتنا الوطنية ، وتحية لجيشنا الوطني الأبيّ الذي يحمي ولا يبغي ، لكنه نار تحرق المعتدي ومن يفكر بالاعتداء على أرضنا أو وطننا أو عرضنا أو حقوقنا الوطنية المشروعة.

    كما أكد معاليه أن الدين الحقيقي هو فن صناعة الحياة ، لا فن صناعة الموت كما تفعل الجماعات المتطرفة ، وأن مهمتنا عمارة الدنيا بالدين لا تخريبها باسم الدين ، ومن هنا كان مفهوم التنمية الشاملة ، وهى التي تشمل الإنسان ثقافة ووعيًا وصحة وتعليمًا ، ومواجهة الشائعات ، وبناءً إيمانيًّا وأخلاقيًا وسلوكيًا وفكريًا صحيحًا ، وتشمل البنيان والعمران ، ومن التنمية الشاملة ما نحن فيه اليوم ، فهذا المسجد الذي كان زاوية صغيرة تحول إلى مسجد كبير ، وتحولت المنطقة كلها من منطقة عشوائية إلى منطقة حضارية ، في إطار خطة الدولة المصرية للتنمية الشاملة بتحويل جميع العشوائيات إلى مناطق آمنة تليق بحياة إنسانية كريمة ، وفي عمق التنمية الشاملة تلك المبادرة التي أطلقها سيادة الرئيس للتنمية الشاملة للريف المصري .

    وفي ختام خطبته أكد معاليه على أهمية العناية بالأيتام والضعفاء ، مؤكدًا أن هذا من صميم التنمية الشاملة ، فالتنمية الشاملة هي التي تُعنى بجميع أبناء الوطن وجميع طبقاته ، كما تُعنى بالضعفاء قبل الأقوياء ومنها العناية باليتيم والمسكين ، محذرًا معاليه كل من تسول له نفسه أن يعتدي على مال اليتيم مستشهدًا بقوله تعالى : ” إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا” ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “ابغوني الضُّعفاءَ ، فإنَّما تُرزقونَ و تُنصرونَ بضعفائِكُمْ” ، ويقول أيضًا : “أَنَا وَامْرَأَةٌ سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ كَهَاتَيْنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ – وَجَمَعَ بَيْنَ أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى – امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ آمَتْ مِنْ زَوْجِهَا ، حَبَسَتْ نَفْسَهَا عَلَى أَيْتَامِهَا حَتَّى بَانُوا أَوْ مَاتُوا” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “أنا أول من يفتح له باب الجنة, إلا أن امرأة تبادرني فأقول لها : ما لك أو ما أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتامي” ، وعن عائشةَ رضي اللَّهُ عنها قَالَتْ : جَاءَتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِل ابْنَتَيْن لَهَا، فَأَطعمتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلى فِيها تَمْرةً لتَأكُلهَا، فَاسْتَطعَمَتهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا، فأَعْجبني شَأْنها، فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ لرسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) فَقَالَ: “إنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ، أَو أَعْتقَها بِهَا من النَّارِ”.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى