خلال فعاليات اليوم الثاني للفوج التاسع للطلاب الوافدين بمعسكر أبي بكر الصديق بمحافظة الإسكندرية
أ.د/ بكر زكي عوض :
التدين فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها
والإسلام جاء ليعلي قيمة التسامح
بين بني البشر
في إطار خطة وزارة الأوقاف التنويرية ، وجهدها الواضح والكبير لنشر الفكر الوسطي المستنير محليًا ودوليًا، تستمر فعاليات معسكر أبي بكر الصديق لليوم الثاني على التوالي للفوج التاسع للطلاب الوافدين الدارسين بالأزهر الشريف المسجلين على منحة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للعام المالي 2020م ــ 2021م بعنوان ” التسامح الديني” ، بحضور الأستاذ الدكتور / بكر زكي عوض العميد الأسبق لكلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالقاهرة ، والدكتور / عمرو محمد مصطفى مدير عام البعثات والوافدين بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والشيخ / عبدالفتاح عبد القادر جمعة المشرف العام على المعسكر ومدير إدارة التدريب الدعوي بالوزارة ، والدكتور / محمد محمود خليفة عضو المكتب الإعلامي بالوزارة ، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية .
وفي بداية كلمته ثمن أ.د / بكر زكي عوض جهود معالي وزير الأوقاف أ.د / محمد مختار جمعة وحرصه الدائم على عقد مثل هذه اللقاءات التي تعمل على تثقيف الطلاب الوافدين، اهتمامًا ببيان صحيح الدين، ونشرًا للفكر الوسطي المستنير ، مبرزًا دور العلم ومكانة العلماء ، فالعالم كالمجاهد في سبيل الله قولًا وعملًا ، كما أن الإسلام أعطى للعالم من المكانة لم يعطها لأحد غيره ، فيقول الحق سبحانه : ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ” ، ثم بين سيادته أن التدين فطرة إنسانية فطر الله الناس عليها ، وأن الإنسان بعمله الصالح الذي يقدمه في حياته وينعكس أثره على الآخرين لا ينقطع أثره على مر الدهور والأزمان، موضحًا أن هناك من الجماعات أصحاب الأفكار المتطرفة الذين يُلبسون على الناس بعض المفاهيم التي من شأنها تأجيج الصراعات الطائفية ، كإحداث مقارنات بين الرسالات السماوية ، وليس هدفهم الوصول للحقيقة بقدر ما هو إعمال للفتنة وإشعال لنار الطائفية التي لا يكون من ورائها إلا زعزعة أمن واستقرار المجتمعات ؛ لذلك يجب التعامل تحت مظلة المشتركات الإنسانية التي تحقق التعايش الكامل بين أبناء المجتمع على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم .
وفي ختام محاضرته أكد أن الإسلام جاء ليعلي قيمة التسامح بين بني البشر الذين كرمهم ربنا في قرآنه ، فقال سبحانه: ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ” ، مبينًا أن الشرع الحنيف لم يمنع الناس من أخذ حقوقهم ، كما أنه لم يغلق باب العفو والتسامح ، فالإسلام قد وضع ضوابط للسير في هذه الحياة ، وضبط كل زواياها وما يتعلق بالعيش فيها لكل الأجناس ولكل الأعراق ، فكما أن العقوبة مطلوبة حتى لا تعم الفوضى ، فكذلك يظل التسامح مطلوبًا ، وأن العفو لابد وأن يكون مقصدًا لكل قادر ومستطيع على أخذ حقه بيده.