خلال محاضرة لواعظات الأوقاف بالنادي الاجتماعي بزرزارة بجنوب سيناء
خلال محاضرة لواعظات الأوقاف بالنادي الاجتماعي
بزرزارة بجنوب سيناء
الواعظة / كاميليا إسماعيل :
الإسلام كرم المرأة أما وأختا وبنتا وزوجة
الواعظة/ راوية خليل :
العبادات تؤتي ثمرتها المرجُوّة حين يظهر أثرها في سلوك المرء
وتعاملاته مع الآخرين
الواعظة/ مرفت عزت :
هيا لنبدأ رحلتنا مع القرآن مبكرًا فهمًا ودراسةً وتفقهًا
الواعظة/ صفاء عبد الغني :
الإسلام أكد على حق الطفل في الرعاية والإرضاع والحياة الكريمة
الواعظة/ منال المسلاوي :
الهجر الأكبر للقرآن أن نحفظ القرآن ولا نعمل به
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارة الأوقاف ومحافظة جنوب سيناء ، واصلت قافلة واعظات الأوقاف بمحافظة جنوب سيناء عملها الدعوي على مدار يوم الأحد 21/ 3/ 2021م ، حيث عقدت قافلة واعظات الأوقاف الدعوية محاضرة بالنادي الاجتماعي بزرزارة بمدينة سانت كاترين بحضور اللواء/ طلعت العناني رئيس مجلس مدينة سانت كاترين ، والشيخ/ إسماعيل الراوي مدير مديرية أوقاف جنوب سيناء ، وذلك في إطار احتفال مدينة سانت كاترين بعيد الأم وتكريم الأمهات.
وخلال المحاضرة أكدت الواعظة/ كاميليا إسماعيل أن الإسلام كرم المرأة أما وأختا وبنتا وزوجة ، وأنه لا يوجد أي حرج شرعي في الاحتفاء والاحتفال بأيام الوطن العظيمة ، أو تخصيص بعض الأيام للتذكير بحق أصحاب الحقوق علينا ، كحق المعلم أو حق الأم تنبيهًا على أداء الحقوق لهم ، بل إن ذلك من علامات الوفاء ، فللوالدين حق ، وإكرام الوالدين حق على الأبناء وليس تفضلا منهم ، فعندما يحسن الإنسان لوالديه فهو لا يتفضل عليهما أبدًا ، بل يؤدي بعض حقهما عليه ، حيث يقول سبحانه : “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا” ، فنحن نرد بعض الحق وليس كل الحق ، إذ لا يمكن أن يوفي إنسان حق والديه على الإطلاق ، فقد أتى رجل إلى النبيِّ (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ) ، فقال: يا رسولَ اللهِ إني أريدُ الجهادَ في سبيلِ اللهِ تعالى، فقال: أُمُّكَ حَيَّةٌ؟ قال : نعمْ، فقال: الزم رجلها فثمَّ الجنَّة”.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ راوية خليل أن الدين حسن الخلق ، وأن الإقبال على الله تعالى يكون من باب التوبة ، وأن التفاضل بين الناس عند الله تعالى يكون بدرجة التقوى ، مشيرة إلى أننا مقبلون على شهر الصيام ، والصيام يورث التقوى ويغرس التقوى في قلب العبد ، يقول الحق سبحانه : “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” ، والعبادات لا يمكن أن تؤتي ثمرتها المرجُوّة إلا إذا ظهر أثرها في سلوك المرء وأخلاقه وتعامله مع الآخرين.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ ميرفت عزت أننا على أعتاب وأبواب شهر كريم هو شهر رمضان ، وقد كان الصالحون يدركون فضل هذا الشهر الكريم ، ويجعلونه مقصدهم ومحور اهتمامهم ، فستة أشهر يسألون الله (عز وجل) أن يبلغهم إياه ، وستة أشهر يسألونه سبحانه وتعالى أن يتقبله منهم ، وقد كانوا يتخذون من شعبان توطئة وتهيئة لاستقبال هذا الشهر الكريم ، ولنا في رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أسوة حسنة ، حيث تقول السيدة عائشة (رضي الله عنها) : ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ وَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ قَطُّ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ فِي شَهْرٍ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ” , ولما سئل (صلى الله عليه وسلم) عن ذلك , قال : “هُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ” ، فلتكن التهيئة بالحرص على قيام الليل ، والحرص على أداء الفرائض ، وإذا كان رمضان شهر القرآن ، فلنبدأ رحلتنا مع القرآن مبكرًا ، فهمًا ودراسةً وتفقهًا.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ صفاء عبد الغني أن القرآن الكريم أكد على حق الطفل في الرعاية والإرضاع ، فقال الحق سبحانه وتعالى: ” وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ” ، وهذا الإرضاع حق للطفل ، لدرجة أن بعض الفقهاء أطلقوا على اللبن الذي يرضعه الطفل من أم حامل لبن الغِيْلَة ، وكأن أحد الطفلين اغتال حق أخيه أو أن كلا منها قد اغتال جزءًا من حق أخيه ، هذا إلى جانب التربية الحسنة ، وتنشئة الطفل على الأخلاق والانتماء لهذا الوطن ، فقضايا تنظيم النسل والمشكلات السكانية هي من المتغيرات التي يختلف الحكم فيها من زمان إلى زمان فلا يستطيع أي عالم أن يعطى فيها حكمًا قاطعًا أو عاما ، والمتأمل في النصوص الواردة في هذا الشأن يدرك أنها تضمنت ما يشير إلى مراعاة المتغيرات ، فحيث يقول نبينا ( صلى الله عليه وسلم ) : ” تناكحوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ” , يتوجه المعنى إلى الكثرة النافعة المنتجة القوية التي يقول فيها سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): ” المؤمن القوي خير وأحب إلى الله – عز وجل – من المؤمن الضعيف” ، وهذه القوة تكون في العقل ، والفكر , والثقافة , والأخلاق ، والتعليم وبها تكون المباهاة.
وفي كلمتها أكدت الواعظة/ منال المسلاوي أن رمضان شهر القرآن يقول سبحانه : “شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”، وكان سيدنا جبريل (عليه السلام) ينزل على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) في شهر رمضان يدارسه فيه القرآن ، فلما كان العام الذي قبض فيه (صلى الله عليه وسلم) دارسه فيه القرآن مرتين ، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال فيشفعان” ، ويقول (صلى الله عليه وسلم) : “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم ؛ إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده” ، وإذا كان ذلك عامًّا في كل وقت وحين ، فما بالكم به في هذا الشهر الفضيل الذي تُضاعف فيه الحسنات ؟ ، فلنستعد لهذا الشهر المبارك بالتفقه والتدبر في معاني القرآن الكريم ، وألا نهجر القرآن الكريم ، على أن الهجر لا يقف عند حدود هجر التلاوة أو نسيان الحفظ ، إنما الهجر الأكبر هو أن نحفظ القرآن ولا نعمل به ، أو أن يكون حفظنا في جانب وسلوكنا في جانب آخر.
وبعد انتهاء الواعظات من أداء محاضرتهن استقبلوا عددًا من الأسئلة ممن حضروا هذه الندوة من أبناء سانت كاترين.