شكر وتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ إبراهيم نصر
يتقدم المكتب الإعلامي بوزارة الأوقاف بخالص الشكر والتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ إبراهيم نصر على مقاله المنشور ببوابة الأسبوع الإلكترونية ، اليوم الاثنين 15 / 3 / 2021م تحت عنوان : (لفتة من وزير الأوقاف .. لها مغزى ومعنى) ، والذي جاء فيه :
شرفت بتلبية دعوة كريمة من الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين، الذي عقد برعاية كريمة من السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على أرض مصر المحروسة ، على مدى يومي السبت والأحد الماضيين تحت عنوان “حوار الأديان والثقافات”.
لن أخوض في تفاصيل المؤتمر، خاصة وأن وسائل الإعلام المختلفة أفردت له تغطية خاصة وموسعة، وأستطيع أن أقول: إن وزارة الأوقاف نجحت نجاحا عظيما في تنظيم المؤتمر، وقد ظهر جليا للجميع الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية التي كان أهمها التباعد الاجتماعي في أماكن انعقاد المؤتمر، وارتداء ماسك الوجه، وقياس الحرارة عند دخول القاعات وتطهير اليدين بالكحول.
فقط أريد أن أتوقف عند لفتة كريمة حدثت في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أثناء كلمة الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المؤتمر، الذي تحدث بإيجاز شديد عن أهداف المؤتمر، موضحا أن انعقاده تحت هذا العنوان جاء استجابة لدعوة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي لعقد حوار دولي ينطلق من منطلقات المشترك الإنساني ويحترم الخصوصيات الدينية والثقافية للدول والمجتمعات.
اللفتة ذات المغزى والمعنى التي أعنيها، هي توقف الوزير عند حديثه عن واعظات الأوقاف واهتمام الوزارة بهن، وكما أن لخطباء الوزارة زي يميزهم، فقد تم تخصيص زي موحد للواعظات لا يبعد عن التزامهن بالزي الشرعي الوسطي الذي كن يلتزمن به مع إضافة بعض اللمسات، حتى يتميزن عن غيرهن، ويظهر نسبتهن لوزارة الأوقاف، لمنع الأدعياء اللائي كن يتخذن من المساجد مكانا لترويج الأفكار المغلوطة أو المؤدلجة التابعة للجماعات المتطرفة، وبذلك يتضح الفارق الذي هو كالفرق بين السماء والأرض، والحياة والموت.
ولأن الجلسة الافتتاحية كانت تنقلها كاميرات الفضائيات والتلفزيون المصري الرسمي على الهواء مباشرة، فأراد الوزير أن يستفيد من ذلك بتعريف عامة الناس بالهيئة التي عليها واعظات الأوقاف المعتمدات، والمصرح لهن بإلقاء الدروس في المساجد دون غيرهن، فطلب منهن الوقوف نصف دقيقة حتى تتجه لهن كاميرات التليفزيون وعدسات مصوري الصحف.
هذه اللفتة الكريمة من وزير الأوقاف تدل على الشجاعة، وسرعة البديهة التي عهدناها في فضيلته، وكان لها – من وجهة نظري – مغزى، ألا وهو إعطاء دفعة معنوية للواعظات، وقوة يستفدن منها في التحرك الدعوي، وفي الوقت نفسه كأن الوزير يعرب لهن عن رضائه عن بذلهن الجهد ومواصلة الليل بالنهار لتحصيل العلم وبذله في اللقاءات بالسيدات وفي الندوات والمحاضرات، وخاصة أن نشاطهن تعدد في الآونة الأخيرة رغم ظروف “كورونا” حتى أنهن شاركن في القافلة الدعوية الأخيرة التي نظمتها وزارة الأوقاف في دولة السودان الشقيقة، واستمرت أسبوعين وطافت عدة ولايات هناك، وكان للواعظات المشاركات في القافلة قبول حسن، وأداء طيب، دفع وزير الأوقاف السوداني أن يفكر في إرسال داعيات من السودان، ليتدربن في أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات التابعة لوزارة الأوقاف المصرية.
ويبقي المعنى وهو – من وجهة نظري أيضا – الإشارة إلي اقتناع الوزير بالتجربة، وأن الوزارة ماضية في دعم الواعظات وتنمية قدراتهن العلمية ومهاراتهن الدعوية، وزيادة عددهن لتغطية جميع المساجد التي ظلت ردحا من الزمان مختطفة من قبل تنظيم الأخوات التابع للجماعة الإرهابية، وكذلك تعريف القاصي والداني بأن وزارة الأوقاف كما أحكمت السيطرة على المنابر، فلم يعد يعتليها غير الداعية الأزهري المتخصص، المتدرب على فنون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، دون الانتماء إلى جماعة أو الدعوة لغير الله تعالى، أو اتباع الهوى والحرص على زيادة المريدين أكثر من الحرص على دعوة الخلق إلى الحق، فإن وزارة الأوقاف كما فعلت ذلك مع الأئمة والخطباء، فإنها ماضية في فعل ذلك أيضا مع الواعظات.
وختاما: استطيع القول بأن سر نجاح وزارة الأوقاف في تنظيم مؤتمراتها الإسلامية على أرض مصر في سنوات ما بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣م أنها تهتم باختيار مناقشة موضوعات ذات أبعاد وطنية تصحح مفاهيم مغلوطة استقرت في أذهان عامة الناس ليس في مصر وحدها، وإنما في مختلف بلاد العالم.