خلال الجلسة الختامية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين
وزير الأوقاف:
إصدار وثيقة القاهرة للحوار
تأسيس مركز حوار الأديان والثقافات
ليكون منارة إشعاع في ترسيخ أسس الحوار
والتعايش السلمي بين البشر جميعا
أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية :
الحوار الهادف والبناء سبيل لمنع الصدام
ووسيلة فاعلة لغرس جذور المحبة
خلال فعاليات الجلسة الختامية للمؤتمر الدولي الحادي والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية تحت عنوان: “حوار الأديان والثقافات” اليوم 14/ 3/ 2021م، برعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، وبرئاسة معالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وبحضور مقرر المؤتمر د/ هشام عبد العزيز الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والتي تضمنت الإعلان عن التوصيات التي انتهى إليها المؤتمر ، والذي انعقد خلال يومي السبت والأحد 13و 14/ 3 / 2021م بفندق (جراند نايل تاور ) بالقاهرة.
وفي كلمته وجه د/ هشام عبد العزيز على الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لجهوده في نشر الفكر الوسطي المستنير ، واهتمامه بتجديد الخطاب الديني وعنايته الخاصة بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، والتي تمثلت في عقد ثمانية مؤتمرات دولية ، كما أشار إلى أن العالم اليوم يموج بالكثير من الفتن والاضطرابات بسبب اختلاف الرؤى وانتشار العداوات ، مما يجعل من الحوار ضرورة مهمة وملحة من أجل التعايش السلمي وتحقيق الأمن المجتمعي ، مؤكدًا أن الحوار الهادف والبناء سبيل لمنع الصدام المزعوم بين الثقافات والحضارات ، فلن يتحقق السلام إلا بإحلال مبدأ الحوار محل الصدام ، ولن نستطيع أن نغرس جذور المحبة ، ونشيد العمران إلا إذا اقتلعنا جذور الكراهية والعدوان ، ولن نستفيد من الحضارات العريقة والعطاء البشري إلا بتوفير مناخ هادئ نُعلى فيه من قيمة الحوار .
وفي الكلمة الختامية لأعمال المؤتمر وجه معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر والتقدير لضيوف المؤتمر من الوزراء ، والمفتين ، والمثقفين ، والبرلمانيين , والإعلاميين , والكتاب ، كما وجه معاليه الشكر والتقدير لسيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر وعنايته بقضايا الحوار وأسس العيش المشترك ، وترسيخ أسس الدولة الوطنية واحترام الجميع ، مؤكدًا معاليه أن الحوار الهادف يتطلب الوعي بالأهواء والطبائع ، والمشتركات الإنسانية ليكون أشجع وسيلة لمواجهه التعصب والعنف ، مشيرًا إلى أنه باستقراء بحوث المؤتمر ، وعلى مدار يومين متتابعين من العمل العلمي المتواصل في تسع جلسات علمية وعدد غير قليل من ورش العمل انتهى المشاركون إلى إصدار “وثيقة القاهرة للحوار” وتأسيس مركز حوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة , ليكون منارة إشعاع في ترسيخ أسس الحوار والتعايش السلمي بين البشر جميعا .
“وثيقة القاهرة للحوار”
1. إن الحوار البناء يَهدِف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة وأهداف إنسانية عامة، لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون أو الجنس أو القبلية .
2. إعلاء قيمة الحوار مطلبٌ أكدت عليه جميعُ الشرائع السماوية ، وجميعُ الحضارات والثقافات الرشيدة باعتباره صمام أمان للجميع .
3. ضرورة العمل على نشر لغة الحوار ومراعاة ضوابطه عبر وسائل الإعلام المختلفة .
4. ترسيخُ مبدأ الرأي والرأي الآخر ، وعدمِ التعصب الأعمى والاستعلاء بالرأي على حساب الرأي الآخر .
5. إحلال لغة الحوار محل لغة الصدام والاحتراب ، يسهم في تحقيق الأمن المجتمعي والسلام العالمي.
6. ضرورة العمل على تعزيز الحوار الديني والثقافي والحضاري على جميع المستويات الوطنية والدولية .
7. التأكيد على أن الحوار بين الأفراد ، يعادله التفاهم بين المؤسسات , والتفاوض بين الدول , وتحقيق ذلك على أرض الواقعيدعم السلام المجتمعي والعالمي .
8. التأكيد على أن وحي السماء ما نزل إلا ليرسم للإنسان طريق السعادة في الدنيا والآخرة , ويعلمه قيم الرحمة والحقوالخير , ويحفظ دمه وماله وعرضه , وأن من خرج عن ذلك فقد خرج عن فهم صحيح الدين .
9. التأكيد على أن أوطاننا أمانة في أعناقنا يجب أن نحافظ عليها – أفرادًا ومؤسسات , وشعوبًا وحكومات – وبكل ما أوتينا من قوة وأدوات وفكر .
10. التأكيد على أهمية دور الإعلام في دعم قيم التسامح ونبذ العنف وأهمية التغطية الإعلامية المهنية للأحداث ، وضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي دولي يوفق بين ضرورات حرية التعبير والرأي وبين مقتضيات احترام الثقافات والأديان .
11. التأكيد على الرفض المطلق للتطرف والإرهاب وللكراهية والتعصب ورفض التوظيف السياسي لأي من ذلك كأداة لتفتيت الدول وهدمها أو لحصد الأصوات وكسب الانتخابات , والتأكيد على رفض ربط التطرف والإرهاب بأي دين , ورفض الزج بالأديان والمقدسات في ساحات الصراعات الانتخابية والسياسية والتحذير من أن مخاطر الإساءة للمقدسات والرموز الدينية هي تهديد للأمن والسلم الدولي ، ولا ينجم عنها سوى المزيد من العنف والتطرف وتأجيج المشاعر وخلق العداوات .
12. التأكيد على أن الهدف من الحوار بين الثقافات ليس محاولة تغيير ثقافة أو هيمنة ثقافة على باقي الثقافات , ولكن أن نصبح أكثر فهمًا ومعرفة واحترامًا لثقافاتنا المتنوعة .
13. التأكيد على أن لغة الحوار البناء تقوم على انتقاء الألفاظ والأسلوب الراقي الذي يجمع ولا يفرق ويحتوي ولا ينفر .
14. الحوار البناء هو الذي ينأى بالمتحاورين عن كل أشكال الجمود والاستعلاء , ويحمل كلا منهما على احترام رأي الآخر وتقديره والتسامح تجاهه .
15. التأكيد على مراعاة البعد الإنساني للحوار ، بحيث يُبنى على الموضوعية دون المساس بالأشخاص أو التشهير بهم أو السخرية منهم .
16. التأكيد على أهمية دور المرأة في ترسيخ ثقافة الحوار ، والاستفادة من جهودها الدعوية والثقافية في هذا المجال ، مع تثمين اهتمام وزارة الأوقاف المصرية بالمرأة وحسن إعدادها وتأهيلها واعظة وقيادية.
17. إن احترام المقدسات والرموز الدينية يسهم بقوة في صنع السلام العالمي ويدعم حوار الأديان والحضارات والثقافات ، أما النيل من مقدسات الآخرين ورموزهم الدينية فلا يُذكي إلا مشاعر الكراهية والعنف ، والتطرف والإرهاب .
18. تأصيل قيم الحوار والتسامح انطلاقا من المشتركات الإنسانية والدينية , مع احترام الخصوصية الثقافية والدينية للآخرين ، وكذلك احترام عاداتهم وتقاليدهم وأعرافهم المستقرة .
19. إدانة التوظيف السياسي للأديان ، والضرب بيد من حديد على أيدي النفعيين والمتاجرين بالقيم والمبادئ الدينية والإنسانية .
20. قيام المؤسسات التشريعية بإصدار قانون لتجريم ازدراء الأديان والإساءة للمقدسات الدينية ورموزها، وإدراج ذلك في الدساتير الوطنية والمواثيق الدولية .
21. التأكيد على أهمية دور البرلمانيين كممثلين للشعوب في تعزيز الحوار بين الثقافات , وفي إصدار تشريعات تجرم التحريض على التطرف والإرهاب والتحريض على الكراهية والتعصب , وإصدار قوانين تجرم الإساءة للأديان والرموز والمقدسات الدينية كجريمة تدخل في خانة التمييز العنصري والديني , والمحظورة بموجب المادة (20) من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والتي تنص على : “تُحْظَرُ بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضًا على التمييز أو العداوة أو العنف”.
22. التأكيد على دور البرلمانات التشريعي والرقابي في ترسيخ دولة المواطنة التي لا تميز بين المواطنين على أساس الدين أو العرق أو اللون ، وتؤمن بالتنوع وتحترم التعددية وتعدها ثراءً للمجتمع .
23. ضرورة التعاون المشترك بين المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية لتعزيز قيم الحوار وآدابه وضوابطه ، وتفنيد ضلالات الجماعات المتطرفة تجاهه وفق استراتيجية تشاركية دقيقة ومحددة على المستويات الوطنية والدولية .
24. تعزيز دور التبادل الثقافي بين الدول ، لدعم لغة الحوار وتعزيز أسس العيش المشترك والسلام العالمي .
25. العمل على تدعيم مناهج التعليم في مراحله المختلفة بما يعزز أسس ومفاهيم الحوار وضوابطه ، وغرسها في نفوس الدارسين منذ الصغر .
26. إنشاء مراكز بحثية متخصصة في مختلف دول العالم تهتم بقضية الحوار ، والتصدي للأفكار التي تعمل على هدم أسسه .
27. تكثيف جهود العلماء والمفكرين والمثقفين في مواجهة ظواهر الكراهية والتمييز العنصري لبناء حضارة إنسانية آمنة ، والوصول بعملية الحوار إلى هدفها المنشود .
28. الإفادة من وسائل الاتصال الحديثة وتوظيفها التوظيف الأمثل في إرساء ركائز مشتركة للحوار بين الثقافات المختلفة .
29. ضرورة التحول بنشر ثقافة الحوار وترسيخ قيم التسامح واحترام الآخر والخروج بالحوار بين الثقافات من ثقافة النخبة إلى ثقافة عامة في جميع المجتمعات , مع تعزيز أنماط التعليم التي لا ترسخ لأحادية الرأي أو ترفض الحوار مع الآخر .
30. العمل على إصدار ميثاق دولي يجرم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية ويتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية باعتبارهما جرائم تهدد السلم والأمن الدوليين .
31. الإشادة بإنشاء المركز الدولي لحوار الأديان والثقافات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة والتأكيد على دعمه ودعم هذه الوثيقة على المستوى الدولي .