خلال الجلسة العامة السادسة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين
أ.د /عبد الله مبروك النجار :
الحوار يمثل قيمة إنسانية مهمة وملحة في حياة الإنسان
عميد كلية الإعلام الأسبق:
الوصول إلى ثقافة الآخر تبني جسور التواصل والحوار البناء
رئيس منتدى المرأة الأوروبية بسويسرا :
المؤتمر يحمل جهودًا رائدة في إحلال ثقافة الحوار محل ثقافة الاحتراب
عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق :
الحوار من أهم الأمور الأساسية في حياة الإنسان
وزير التوعية العامة والوحدة القومية بمالاوي:
الحوار بدون ضوابط حوار أجوف لا يؤتي ثماره ولا فائدة فيه
عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق :
الحوار والتفاهم بين الكل يثمر الوئام
أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الحرة لأمستردام :
وزير الأوقاف عالم جليل جريء في الطرح يجمع بين الأصالة والمعاصرة
ويؤكد :
الغرض الأصيل للحوار هو الانتقال من الكلام إلى التطبيق
ومن التنظير إلى الواقع العملي
خلال فعاليات الجلسة العامة السادسة لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين اليوم الأحد 14 / 3 / 2021م برئاسة أ.د /عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، وتحدث فيها أ.د/ عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، وأ.د/ سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق، وأ.د/ فوزية العشماوي رئيس منتدى المرأة الأوروبية بسويسرا ، و أ.د/ مصطفى محمد عرجاوي عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق، و السيد/ تيموسي متامبو وزير التوعية العامة والوحدة القومية بمالاوي ، و أ.د / أحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، ومداخلة للأستاذ الدكتور/ مرزوق أولاد عبد الله أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة الحرة لأمستردام بهولندا.
وفي كلمته أكد أ.د /عبد الله مبروك أن الحوار يمثل قيمة إنسانية مهمة وملحة في حياة الإنسان، وأساس ذلك: أن الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته ، ومن المهم أن تراعى ضوابط النقد أثناء ممارسة الحوار حتى لا يخرج أطرافه عن مساره الصحيح ، ويتحول إلى نقد هدَّام وسباب وصدام .
وأكد سيادته أن الحوار بين الناس يعتبر مدخلاً للاستقرار والازدهار على مختلف المستويات ، إذ المضي بالرأي الفردي يؤدي إلى الاستبداد والتفرق ، ثم الصدام الذي يستنزف قدرات الأفراد والمجتمعات ويؤدي إلى إهلاك البلاد والعباد.
وأكد سيادته أن الحوار يجب أن يقوم على هدي مبادئ النقد الفكري والثقافي، تلك المبادئ التي تمثل سياج أمن وتجاح للوصول بعملية الحوار إلى هدفها المنشود، وأن من أهم تلك المبادئ أن يكون الحوار محدداً وموضوعياً، ومقتصراً على ما يبدي من أقوال وآراء دون المساس بأشخاص قائليها أو تحقيرهم.
وفي كلمته أكد أ.د/ سامي عبد العزيز أنه يجب علينا تحليل المحتوى الفكري والثقافي والديني الذي نتناوله حتى نبني قيمًا تصل بنا لسعادة الشعوب وتعايشها الكامل في أمن واستقرار دون تشاحن أو تضاد ، مشيرًا إلى أننا عندما نصل إلى ثقافة الآخر نبدأ ببناء جسور للتواصل والحوار البناء ، وبذلك نكون قد قدمنا دعمًا كبيرا للحوار الثقافي ، مؤكدًا على أن تلاقي النشء والشباب من شتى الدول المختلفة ، ويثمر في نشر ثقافة الحوار الهادف .
وفي كلمتها قدمت أ.د/ فوزية العشماوي الشكر لمعالي وزير الأوقاف على جهوده الرائدة في إحلال ثقافة الحوار محل ثقافة الاحتراب ، وأن الآخر هو الإنسان الذي يشاركنا في الإنسانية ، ويختلف معنا دينيًا وثقافيًا ، مؤكدة أن الحوار مع الآخر يقتضي احترام دينه وخصوصيته ، ومناقشة المشتركات بيننا ، وهي القيم والأخلاق الإنسانية ، مشيرة إلى أن المنظمات الدولية هي خلاصة الفكر الإنساني ، والإسلام هو دين جميع الرسل ، قال تعالى : ” قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ” ، وينبغي أن ننتقل بالحوار من المحلية إلى العالمية.
وفي كلمته قدم أ.د/ مصطفى محمد عرجاوي الشكر لمعالي وزير الأوقاف على جهوده المتميزة في نشر الدعوة الإسلامية ، مبينًا أن لغة الحوار من أهم الأمور الأساسية في حياة الإنسان ، فالحوار لا يمنعك من التواصل مع غيرك ، قال تعالى : ” ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ” ، وقد حاور الحق (سبحانه وتعالى) إبليس تعليمًا لنا كيف نتحاور مع الآخر حتى ولو كان الأمر المختلف فيه ، قطعي الدلالة قطعي الثبوت ، مشيرًا إلى أن من أهداف الحوار أنه يساعد على عرض الأفكار وتذليل العقبات ، وتقريب وجهات النظر ، ويؤدي إلى إظهار الحقائق ، ودحض الأباطيل ، فالحوار من أهم الأسباب في نشر المعارف والثقافات.
وفي كلمته أكد معالي السيد/ تيموسي متامبو أن الكتب والشرائع السماوية مجموعة من القوانين التي تضبط سلوكيات البشر كي يسعدوا في الدنيا والآخرة ، مع الالتزام بثقافتنا التي تحتوي على كل ما يبحث عنه العالم من تعايش سلمي وتسامح ، نظرًا لما فرضه علينا ديننا من حوار بناء يهدف إلى احترام الآخرين .
وأكد سيادته أن معظم الصراعات التي نشبت بين بعض الدول كان محركها عدم توافر الحوار البناء الذي من خلاله يمكن أن نتوصل لتسوية مستدامة ونتجاوز مرحلة الأطراف المتصارعة , كما أنه ثمة فرق بين الحوار والجدال , وإذا تحول الحوار إلى جدال أجوف فلن يثمر وأصبح بلا فائدة , فالحوار يؤدي إلى تعديل المفاهيم ,وينبغي أن ندرك أن قناعاتي لا تصل لدرجة المسلمات عند الغير.
وفي كلمته قدم أ.د / أحمد ربيع يوسف عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق الشكر لوزارة الأوقاف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على هذا الجهد الطيب وسائر الجهود المبذولة لخدمة الدعوة الإسلامية .
وأشار سيادته إلى أن الاختلاف سنة الله في الكون , يقول تعالى : “وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ” , وفي خضم هذا الاختلاف بين أبناء البشرية تأتي أهمية الحوار والتفاهم بين الكل حتى يسود الوئام , شريطة عدم إنكار الآخر في المسائل الخلافية , وهذا ما حرص عليه العلماء السابقون الذين لم ينكر أحد منهم على الآخر رأيه , وأن القرآن الكريم جاء بإنصاف الآخر , فهو منهج إسلامي أصيل .
وفي مداخلة للأستاذ الدكتور / مرزوق أولاد عبد الله أشاد بجهود معالي وزير الأوقاف ، قائلا : “وزير الأوقاف عالم جليل ، جرئ في الطرح ، يجمع بين الأصالة والمعاصرة” مؤكدًا أن الغرض الأصيل للحوار هو الانتقال من الكلام إلى التطبيق ، وأن التنظير إلى الواقع العملي ، وبفضل الله تعالى قد أثمر الحوار الهادف البناء في هولندا إلى العديد من النتائج والثمار التي تمتع بها المسلمون ، مع أنهم أقلية ، فلهم كل الحقوق والواجبات المكفولة لغيرهم تطبيقًا لمبدأ المواطنة المتكافئة .