شكر وتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ عمرو سهل
يتقدم المكتب الإعلامي بوزارة الأوقاف بخالص الشكر والتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ عمرو سهل على مقاله المنشور بموقع دار المعارف ، اليوم الاثنين 8 / 3 / 2021م تحت عنوان : (بادرت الأوقاف .. فهل نحن مستعدون) ، والذي جاء فيه :
تلقيت دعوة وزارة الأوقاف إلى عقد مؤتمر دولي يطرح فيه الجميع رؤيته لتحقيق حوار حقيقي بين الأديان والثقافات كفيل بأن يمنح الدنيا مساحة من السلام القائم على الاستدامة والبقاء.
لقد اعتاد العالم أن يكون للحوار فائز وخاسر وهو ما تسبب في شحن البغضاء بين أتباع الأديان بل تسبب في ضياع حكمة الأديان التي نسي البعض أن مصدرها واحد فقد حول البعض – سواء عن غرض دفين أو جهل مطبق – ساحة الحوار بين أتباع الديانات من منصة ليتعرف كل منا على مكنونات ومنطلقات الآخر إلى ساحة لانتصار الرأي والاستعراض الفكري.
ولقد أحسن وزير الأوقاف – الذي يُعد رقمًا بارزًا على قوائم الاغتيال سواء الجسدي أو المعنوي – بأن قرر أن ينزل بذلك الخطاب الفوقي التخصصي الذي يسود حديث أهل العقد والحل حول العالم إلى عامة الناس ، ليتحول ذلك الخطاب التنويري وتلك التوصيات التي تصدر إلى دستور عمل لأجهزة الإعلام وصناع الثقافة ، ليحولوها بدورهم إلى خطاب يسهل على الجميع استيعابه والعمل به ، وقد أحسنت وزارة الأوقاف بتقديم الدورات التثقيفية للمحررين المعنيين بالشأن الديني الذين أراهم جسر الوصل الذي كان مفقودًا بين خطاب العلماء وأفهام العامة ، وهي المساحة التي كان يتسلل إليها أنصاف المتعلمين من تيارات الإسلام السياسي بخطابها الذي يفوح كراهية وكذبا ، فالتبس على أتباع الأديان ليتحولوا من القانون الإلهي الذي لا يتبدل ولا يتخلف وهو “لتعارفوا” ليبدأوا عراكا يدفع ثمنه الأبرياء دماء تجأر إلى الله طلبا للقصاص.
إن المسألة ليست تقريبا بين الأديان فلكل شرعة ومنهاجا ، بل كما أن السباق السخيف الذي يخوضه أتباع كل دين في محاولة لكسب الأتباع عبر الطعن في معتقد الآخر نوع من التطاول على رسالات سماوية وإرادة إلهية في التنوع والاختلاف ولو شاء ربك لجعلكم أمة واحدة .. أما التحدي الحقيقي أن نصل إلى التعايش القائم على احترام المعتقد أن الاختلاف في العقيدة ليس سببًا في العداء والتقاتل والتناحر ، بل ليقدم كل نفسه وما يعتقد بأريحية تحت قانون واحد وهو احترام الخصوصية وإعلاء حرية المعتقد وأن نخلي ساحتنا إلى ما هو أهم وهو عمارة الكون ، ولتكن علاقتك بربك مساحة خاصة لا يعلم صدقها من كذبها إلا الله.
وهنا وقبل انطلاق المؤتمر المرتقب المهم يأتي دور الإعلام بأن ينتقل من الخطاب الشعبوي من قبيل الغناء حرام أم حلال وغيره من المسائل الفرعية التي قتلت بحثا إلى قضايا الأمة الحقيقية إلى جوهر الدين وهو إتمام مكارم الأخلاق فلم يبعث النبي المصطفى إلا ليتممها ، فهل خطابنا الإعلامي الديني يفعل ذلك أم انشغل في دائرة تسطيح جهنمية لمعنى الدين صنعها طلاب السلطة باسم الله ، والله ورسوله منهم براء.
إن جهد وزارة الأوقاف ووزيرها الذي يشبه الفدائي الذي يحمل روحه كل يوم ليقدمها راضيا مرضيا في سبيل نشر ما تعلمه من وسطية الإسلام إلى آفاق الدنيا جهد مشكور ومثمن ، لكن المساندة الإعلامية لتعظيم مخرجات مثل تلك اللقاءات وتحويلها إلى موجة دافعة مضادة – تزيح تلك الترهات المنتشرة بين أتباع الأديان أضاعت مراد الله من دينه بين الناس – فرض عين على كل صاحب قلم حر غيور على دينه وعلى وطنه ، فكلما اتسعت مساحة الحوار بين الثقافات كلما ضاقت مساحة العبث والتخريب ، وساعتها يفرح بنا الله بل يباهي بنا ملائكته يوم أن نحج إليه بقلوب سليمة زرعت الخير في طريقها.