شكر وتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ إبراهيم نصر
يتقدم المكتب الإعلامي بوزارة الأوقاف بخالص الشكر والتقدير للكاتب الكبير الأستاذ/ إبراهيم نصر على مقاله المنشور ببوابة الأسبوع الإلكترونية ، اليوم الثلاثاء 2 / 3 / 2021م تحت عنوان : ( ”فقه النوازل” .. جدير بالقراءة ) ، والذي جاء فيه :
مع بداية جائحة كورونا أصدرت الهيئة العامة للكتاب، بالتعاون مع وزارة الأوقاف كتابا تحت عنوان: “فقـه النوازل – كورونا المستجد أنموذجا“، وهو كتاب يرشدك عزيزي القارئ إلي كيفية التعامل مع الأوبئة ويكشف جهل المتنطعين، ويظهر مدي حاجتنا إلي خطاب ديني مستنير يرتكز علي فهم المقاصد العامة للشرع الحنيف، وينبه إلي خطورة التدين المبني علي الجهل أو الهوي والجمود عند ظواهر بعض النصوص دون فهم ضرورة فقه الواقع والمتاح، والموازنات وترتيب الأولويات في التعامل مع النوازل.
الكتاب يعد تأصيلا علميا لفقه النوازل والمستجدات، ويتناول قضايا في غاية الأهمية مثل: الحجر الصحي، العزل المنزلي، أداء العبادات والشعائر في زمن النوازل والجوائح، ويجيب علي كثير من الأسئلة الشائكة في بابه، ويؤكد عدم التناقض بين الإيمان والعلم، ويبرز حاجتنا إلي الدعاء والدواء معا، فليس أحدهما بديلا للآخر ولا نقيضا له.
الكتاب شارك في تأليفه وقدم له وأشرف عليه الأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مع نخبة من كبار العلماء والباحثين المتخصصين في الدراسات الفقهية والشرعية.
يقول الدكتور محمد مختار جمعة في تقديمه للكتاب: للأحوال العادية أحكامها، وللنوازل أحكامها، والطامة الكبري في انسداد أفق من لا حظَّ لهم من العلم النافع، ممن جمدت عقولهم عند حفظ بعض المسائل أو الأحكام الجزئية دون أن يلموا بشيء من فقه الأولويات أو فقه النوازل، ولم يفقهوا شيئًا من قضايا الاستحسان والاستصحاب، أو المصالح المرسلة، أو ما عمت به البلوي، دون أن يفرقوا بين الكليات والجزئيات، ودون أن يحسنوا ترتيب الكليات أو المقاصد الضرورية، ولم يفقهوا مراد الشارع منها، إنما جعلوا عمدتهم ورائدهم في كل شيء بعض ما حفظوه من بطون الكتب أو ما أخذوه علي يد كبيرهم في الجماعة أو التنظيم، فيحفظونه وكأنه القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
ويوضح الكتاب عدة أمور منها: إن من أهم مميزات الفقه الإسلامي التي ينفرد بها بين العديد من الوضعيات الفقهية أن قواعده العامة ومنطلقاته الأصولية تتمتع بالمرونة التي تمنح الفقيه القدرة علي التعامل مع المستجدات الزمانية، ومتطلبات المراحل المختلفة، وما يلبي حاجات شتي البيئات علي كوكبنا الأرضي، فلا تري الفقيه المسلم يحار أمام متطلب زماني، أو بيئي، أو متطلب مرحلة أو ظرف طارئ علي الإطلاق، وليس المقصود بالفقيه هنا فردا معينا بل المقصود هو العقل الجمعي للبيئة الفقهية في أي زمان وأي مكان، قد لبَّي فقهنا الإسلامي حاجات البشرية عبر التاريخ الطويل، وفي إطار البيئات المكانية المختلفة، وما ألمَّت ببني الإنسان نازلة أو كربتهم شدة، ووقف الفقه مكتوف الأيدي، وهذا كله منبعه ومرده ما تتمتع به قواعد الفقه الكلية، وضوابط أصوله المحكمة من حركية نشطة، ومرونة لـبقـة، وقد نستبين ذلك بجلاء حين نتأمل قاعدة: “الضرورات تبيح المحظورات”.
ثم يعرف الكتاب فقه النوازل الذي هو محوره الأساس، بأنه: هو نشاط ذهني يبذله الفقيه في نصوصٍ شرعية في إطار قواعد كلية وضوابط أُصولية، لاستنباط حكم شرعي جديد في مسألة أو حادثة نزلت ببيئة معينة أو بالبشرية عامة، ولم يسبق لها أن حدثت بذاتها في الدنيا، وأوضح نموذج لذلك هو وباء “كورونا المستجد”.
ثم يتحدث عن الفقيه في مواجهة النازلة فيقول: ليس فقيها ذلك المتشدد المتزمت الذي يحجر ما وسع الله في شريعته، كما ليس فقيها ذلك المتسيب المتهاون، وليس فقيها ذلك الذي يتصدر للإفتاء للناس، ولم ينل من العلم إلا مقدار ما يتناوله الكف إذا صافح سطح الماء، إنما الفقيه هو ذلك الذي يزاوج بين الواجب والواقع.
الكتاب يتناول الكثير من القضايا المتعلقة بموضوعه في أسلوب سهل مبسط يفهمه الشباب والشيوخ علي حد سواء، وذلك يجعله جديرا بالاقتناء والاهتمام بقراءته.