وزير الأوقاف : قضية تجديد الخطاب الديني تحتاج إلى قراءة جديدة للنصوص وفق مستجدات الحياة وتطورها وفقه بناء الدول ويؤكد : حق جوار الدول لا يقل حرمة عن حق جوار الأفراد
في كلمته خلال فعاليات ندوة “الإعلام والوعي والتنمية” اليوم الخميس 18/ 2/ 2021م ، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ، بالتعاون بين وزارة الأوقاف ونقابة الإعلاميين وبمشاركة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ومحافظة جنوب سيناء ، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن سيتي بالقاهرة، بحضور معالي اللواء أ.ح/ خالد فودة محافظ جنوب سيناء ، والأستاذ/ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، والدكتور/ طارق سعدة نقيب الإعلاميين وعضو مجلس الشيوخ ، وسعادة السفير/ مختار عمر كبير مستشاري الاتحاد البرلماني الأوروبي ، وعدد من الصحفيين والإعلاميين ، وعدد من أئمة وواعظات وزارة الأوقاف ، مع مراعاة الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة والتباعد الاجتماعي ، ثمَّن معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشراكة مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مبينًا أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية لم يشهد في تاريخه هذا الكم الهائل من الندوات فمنذ الإعلان عن إطلاق استراتيجية بناء الوعي 2021م تم تنفيذ خمس ندوات بالمجلس ، إضافة إلى الندوات المشتركة الأخرى ، مشيدًا بمشاركة نقابة الإعلاميين في هذه الندوة ، مؤكدًا أن العمل النقابي الحقيقي يأخذ بعدًا وطنيًّا حقيقيًّا يتكامل مع الأدوار الرسمية والتنفيذية بموضوعية كاملة ، كما أشاد بدور محافظة جنوب سيناء الفاعل في التنمية المستدامة وكونها المحافظة الأولى في الشراكة مع وزارة الأوقاف ، حيث تتميز بآثارها الدينية والتاريخية الفريدة والتي تعد أحد أهم معالم السياحة الدينية ، ولذلك تم افتتاح أول مركز للثقافة الإسلامية باللغات الأجنبية بمسجد الصحابة بمدينة شرم الشيخ ليكون منارة إشعاع متقدمة لانطلاق الثقافة الدينية الرشيدة باللغات الأجنبية .
كما أشار معاليه إلى أن قضية تجديد الخطاب الديني قضية متجددة تحتاج إلى قراءة جديدة لكل النصوص وفق مستجدات الحياة وتطوراتها ، وكلما اتسع عمق الإنسان الثقافي والوطني والخبرة الحياتية اتسع أفقه الفكري ، فهناك فرق بين قراءة النص في إطار فقه الدولة ، وبين قراءته برؤية فردية أو في إطار فقه الجماعة ، فحين نقرأ في موضوع (الصدق) يتبين بقراءة واعية أن الصدق كما يُطلب على مستوى الأفراد يُطلب أيضًا على مستوى الدول ، وأن الدول الصادقة هي التي تحترم مُعاهداتها وعهودها ومواثيقها والتزاماتها وتفي بها دون مواربة ، أما الدول الكاذبة فشأنها شأن الأفراد في الكذب والمراوغة ، فالدول العظيمة هي الدول الصادقة ، والدول الصادقة التي تفي بمعاهداتها ومواثيقها هي التي تبني حضارة حقيقية ، أما الدول التي لا تفي لا بعهود ولا بالتزامات فلا بقاء لها وإن غرَّها ما غرَّها من أمرها العارض ، وحين نقرأ موضوع (الجار) يتبين أيضًا أن حق جوار الدول لا يقل حرمة عن حق جوار الأفراد ، وكما لا يجوز أن تدخل بيت أحد إلا بإذنه لا يمكن أن تدخل دولة إلا بإذن أصحابها المعتبرين وسلطاتها القانونية ومن خلال الأساليب القانونية المنظمة لهذا.
كما أشار معاليه إلى مفهوم التطور الدلالي للغة كأحد عوامل فهم النص فهمًا صحيحًا ، وقد تطور المفهوم الدلالي للجهاد القتالي في العصر الحديث ليصبح معناه إعلان حالة التعبئة العامة أو حالة التعبئة الخاصة أو إعلان حالة الحرب والسلم ، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يعلن حالة التعبئة بصفته نبيًا وحاكمًا ، وحتى بعد وفاته (صلى الله عليه وسلم) لم يعلن أحد حالة التعبئة العامة بمفهومها الجديد إلا حاكم الدولة من بعده (صلى الله عليه وسلم) إلى يومنا هذا ، وليس ذلك حقا لشخص ولا لجماعة ولا لحزب ولا لفريق إنما ينظمه القانون والدستور ، مختتما حديثه بضرورة قراءة النص في ضوء مفهوم وآليات ومتطلبات بناء الدول.