شهد المجلس الأعلى للثقافة اليوم الأحد 16 / 11 / 2014م توقيع مذكرة تفاهم بين وزارتي الثقافة والأوقاف بحضور الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور/ جابر عصفور وزير الثقافة ولفيف من وكلاء الوزارة والقيادات والشباب من الوزارتين من أجل تحقيق تعاون مثمر في تنفيذ المنظومة الثقافية للدولة، ويأتي هذا التوقيع الذي يتم للمرة الأولى في تاريخ الوزارتين ـ في ظل ما تشهده مصر من موجات تشدد وعنف وإرهاب تقوم به جماعات ودعوات خبيثة تحركها أصابع أجنبية تهدد أمننا بعيدًا عن الوسطية السمحة للإسلام، والتي يمثلها الأزهر الشريف الذي يشهد تطورًا وسموًا كبيرًا في ظل قيادة إمامه الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وقد أكد معالي وزير الأوقاف أن هذا اللقاء يؤصل لثقافة البناء في مواجهة ثقافة الهدم، ولثقافة الولاء للأوطان في مواجهة من لا يؤمنون به، حيث إن حب الوطن من الإيمان، وأن الأديان كلها نزلت لمصالح البلاد والعباد محذرًا من أن أفعال بعض المنتسبين زورًا إلى الإسلام تؤدي إلى تشويه صورة الإسلام، ولو حاول أعداؤنا أن يشوهوا صورة المجتمعات الإسلامية ما بلغوا معشار ما فعله هؤلاء.
وقد أشار معالي وزير الأوقاف إلى الأهمية البالغة للمكون الثقافي لشبابنا ومجتمعنا وأهميته في ترسيخ المفاهيم الشرعية والوطنية في أذهان أبنائنا، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في المكون الثقافي في جميع مراحلنا التعليمية والدراسية، مؤكدًا على أهمية الوسطية بعيدًا عن الإفراط أو التفريط.
ومن جانبه رحب معالي وزير الثقافة بلقاء معالي وزير الأوقاف الذي يولي قضايا الدعوة والثقافة والتعليم والشباب اهتمامًا بالغًا ينم عن سعة أفقه ووطنيته الراسخة فضلاً عن أزهريته الوسطية السمحة المعتدلة، وأن وزارة الثقافة يربطها بالأزهر الشريف لحمة قوية بصفته ممثلاً لوسطية الإسلام داخليًا وخارجيًا.
وهذا يحتم علينا أن ننطلق جميعًا لمواجهة الفكر الإرهابي والشاذ بالتعاون مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، وأن نفكر بملء عقولنا لمواجهة هذا الخطر الداهم علينا وعلى عقول شبابنا، وسلاحنا في سبيل ذلك هو الكلمة والفكرة.
وفي ظل الأهداف الثقافية والوطنية المشتركة بين الوزارتين تم اتفاق الطرفين على التعاون المشترك في مجالات عدة منها: تطوير الخطاب الديني، تزويد مكتبات دور العبادة بالكتب الثقافية المعززة للقيم الإيجابية، والمشاركة المتبادلة في الفعاليات الدينية والثقافية واكتشاف ورعاية الموهوبين والنابغين في الدعوة، وقراءة القرآن الكريم والخط العربي، والتعاون في تنمية المجتمع، وعقد المعارض والندوات المشتركة لتعميق وترسيخ الولاء للوطن لدى أبنائه جميعًا.