خلال انطلاق فعاليات برنامج شباب العلماء والدعوة الإلكترونية بأكاديمية الأوقاف الدولية
أ.د/ أحمد حسين :
ما تقوم به وزارة الأوقاف في مجال الدعوة الإلكترونية جهد منظم ومدروس
غير مسبوق في تاريخ الوزارة
واجب الوقت يستدعي أن يكون الداعية ملمًّا بقضايا وأدوات العصر لنشر دعوته
أ.د/عبد الله النجار :
القواعد الفقهية تنظم السلوك البشري وتحذر من يحيد عن الصراط المستقيم
الشيخ/ محمد عسكر :
من أهم أدوات الإمام في هذا العصر إتقان التعامل مع وسائل التواصل الحديثة والمعروفة بـ(السوشيال ميديا)
في إطار حرص وزارة الأوقاف على الارتقاء بالجانب الدعوي والتدريبي للأئمة ، انطلقت اليوم السبت 13/ 2/ 2021م دورة البرنامج التأهيلي لشباب العلماء والدعوة الإلكترونية بثلاث محاضرات حول الدعوة الالكترونية والقيم الأخلاقية، وبحضور أ.د/أحمد حسين عميد كلية الدعوة، و أ.د/ عبدالله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، والشيخ/ محمد عسكر مدير إدارة الدعوة الإلكترونية بديوان عام وزارة الأوقاف، وتستهدف الدورة عدد (40) إمامًا من أئمة برنامج شباب العلماء وعدد (27) مسئولا عن الدعوة الإلكترونية بالمديريات الإقليمية، وذلك مع الالتزام التام بكافة إجراءات الوقاية الصحية وأعمال التعقيم ، وارتداء الكمامة ، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي ، طوال مدة التواجد بالأكاديمية .
وفي المحاضرة الأولى ، أكد أ.د/ أحمد حسين عميد كلية الدعوة أن ما تقوم به وزارة الأوقاف في ظل قيادة أ.د/ محمد مختار جمعة في مجال الدعوة الإلكترونية جهد منظم ومدروس غير مسبوق في تاريخها، وواجب الوقت يستدعي من الداعية أن يكون ملمًّا بقضايا وأدوات العصر لنشر دعوته، فالدعوة كانت قديما تمارس بطرق مباشرة بين الملقي والمتلقي، والآن اقتحمت أدوات السوشيال ميديا واقعنا وأصبح لدى الداعية القدرة على التواصل ودعوة الآخرين من شتى بلدان العالم وهو في مكانه، وأوضح أن الدعوة لن تصل إلى الناس إلا بالعلم سواء في العلوم الدينية أو الدنيوية، لذلك سبق قول الله تعالى : {إنما يخشى الله من عباده العلماء} الحديث عن علوم الكون قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}، وحتى يتصدر الداعية المشهد الدعوي لابد وأن يكون ملمًّا بأدواته العلمية ووسائله الالكترونية حتى يستطيع مجابهة أصحاب الأيدولوجيات الأخرى والأفكار المتطرفة.
وينبغي على الإمام أن لا يتغافل عن دعوته في الفضاء الالكتروني، وأن يحسن عرض بضاعته، فقد تكون البضاعة جيدة والعرض سيء، وأوضح أن الدعوة لا تؤتي ثمارها إلا إذا وضع الداعية الأخلاق والقيم نصب عينيه.
مضيفًا: لابد من التأهيل الدعوي المستمر وتزويده بكل الوسائل العصرية التي تمكنه من أداء رسالته.
وفي محاضرته الثانية، أكد أ.د/ عبدالله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية أن جهود معالي وزير الأوقاف في تصحيح المفاهيم ونشر الاستنارة الجماعية بين جموع الأئمة قد آتت ثمارها المرجوة ، وأن من شكر الله شكر من كان سببا في تلك الجهود المبذولة ، فالأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة لم يدخر وسعا في أن يهيئ للدعوة والدعاة كل الوسائل التي يزداد بها علم الأئمة وترتقي بها أفكارهم، فالداعية الحقيقي هو الذي يضع في خاطره أن الدعوة لابد وأن تكون خالصة لله تعالى حتى تؤتي ثمارها المرجوة، فكل الدعوات التي تنطلق من تطلعات ذاتية ومكاسب وأهواء دنيوية باءت بالخسران ولم يكتب لها النجاح.
وأشار سيادته إلى أن الدين أتى لمساعدة الإنسان في عاجله وآجله ولابد لهذا الدين أن يوجد لكل واقعة حكمًا شرعيًّا، لذا اتسم هذا الدين بالمرونة واليسر ، فإن وقعت واقعة مستحدثه ولم يكن لها حكم شرعي شمر المجتهدون عن سواعدهم لإيجاد حكم شرعي لها ، وإن لم يوجد فاعلم أن القصور ليس في شرع الله وإنما القصور في عقولهم، إذ أنهم لم يستطيعوا استنباط الحكم الشرعي لها.
كما بين أن القواعد الفقهية هي معايير علمية تندرج تحتها أحكام فقهية، وأضاف آخرون بأنها: أداة تجمع المتفرقات ليستطيع الفقيه أو المجتهد أن يستنبط بها الأحكام، ثم أشار سيادته إلى أن هناك استثناءات للقاعدة ، فمثلا قاعدة : (كل حق يقابله واجب إلا حق الله تعالى) ، فمن استثناءات هذه القاعدة حق الوالدين في البر فهو حق مطلق لا يقابله واجب، لأن المتأمل لآيات الله (عز وجل) يجد أنه سبحانه وتعالى أوجب على الولد أن يبر والديه حتى وإن لم يكن الأب بارًا، فلا يجوز للابن أن يعق والديه لعدم برهما ، حيث يقول الله تعالى : { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن من أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين”، كذلك والقواعد الأصولية تنظم السلوك البشري وتحذر من يزيغون عن الصراط المستقيم مثل قاعدة :( من استعجل شيئًا قبل أوانه عوقب بحرمانه) كقتل الوارث للمورث، وقتل الموصى له للوصي وهي تبين أن الإنسان الذي يستعجل الشيء ويستسهله يعاقب بحرمانه ويعامل بنقيض قصده، كذلك مثل الخاطب مع مخطوبته لا تحل له قبل العقد والدخول .
وبالتالي فإن القواعد الفقهية كـ: (إنما الأعمال بالنيات ، ومن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه) ، هي بذاتها قواعد سلوكية تنظم السلوكيات بالمجتمع.
وفي المحاضرة الثالثة أوضح الشيخ/ محمد عسكر مدير إدارة الدعوة الإلكترونية بالوزارة أن وسائل التواصل الحديثة والمعروفة بـ”السوشيال ميديا” باتت من أهم وسائل الدعوة إلى الله ، لما لها من قوة التأثير على متابعيها، وبين أن أكثر الشباب في الآونة الأخيرة هم مستخدمو أدوات ووسائل التواصل الحديثة، لذلك بات من الواجب على كل إمام وداعية أن يكون في طليعة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة لمسايرة العصر ومخاطبة المستمعين بلغة الواقع.