خلال افتتاح الدورة الثانية والخمسين في المواطنة والتوعية السكانية وتنظيم الأسرة بمديرية أوقاف قنا
الشيخ/ محمد الطراوي :
تنظيم الأسرة له آثاره الإيجابية على المجتمع
د/ محمد وفائي:
نثمن دور وزارة الأوقاف في التوعية المستمرة للمجتمع
والأخذ بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية اللازمة
مطلب ضروري للحد من انتشار المرض
د/ ناهد محمد:
الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وفي صلاحها صلاح المجتمع كله
أ/ عبدالرازق محمد :
الزيادة السكانية خطر على الأمن الاقتصادي للمجتمعات والدول
في إطار التعاون والتنسيق بين وزارتي الأوقاف والصحة، أقيمت يومي 9 و 10 فبراير 2021م الدورة الثانية والخمسون في المواطنة والتوعية السكانية وتنظيم الأسرة بمسجد ناصر بمديرية أوقاف قنا ، حاضر فيها الشيخ/ محمد الطراوي مدير مديرية أوقاف قنا، ود/ محمد وفائي مدير إدارة الطب الوقائي بمديرية الشؤون الصحية بقنا ، ود/ ناهد محمد استشاري الطب الوقائي بمديرية الشئون الصحية بقنا، و أ/ عبدالرازق محمد مدير فرع المجلس القومي للسكان بقنا ، والشيخ/ محمد عثمان البسطويسي منسق دورات تنظيم الأسرة والتوعية السكانية بين وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكان، وبحضور عدد من قيادات وأئمة الأوقاف بمديرية أوقاف قنا، وبمراعاة الإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وفي بداية اللقاء رحب الشيخ / محمد عثمان البسطويسي بالسادة الحضور ، مثمنًا الدور الذي يقوم به معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في الارتقاء بالأئمة علميا وثقافيا من خلال عقد الدورات بالجامعات المصرية.
وفي محاضرته أكد الشيخ/ محمد الطراوي أن الشريعة الإسلامية جاءت لمصلحة البشر وإسعادهم ، سواء في العبادات أم المعاملات أم في شتى مناحي الحياة ، مشيرًا إلى أن العقل نعمة أعطاها الله للإنسان ليتميز به على غيره من سائر المخلوقات ، قال الله تعالى : ” وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا” ، فيجب استعمال العقل فيما ينفع ولا يضر ، وعلينا أن نفهم الأحاديث النبوية الشريفة فهما صحيحا ، حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) :”تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة”، والمباهاة التي يريدها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لن تكون إلا بالذرية الحسنة القوية المتماسكة، والتي هي قرة عين، يقول تعالى :” وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ” ، ولا بد أن تقوم التربية للأولاد على النفقة والرعاية والعناية، وكل ذلك له ثواب عظيم، مؤكدًا أن علينا أن نأخذ بالأسباب من خلال التخطيط السليم لحياة أفضل، لذا كان تنظيم الأسرة في هذا العصر واجبا شرعيا وله آثاره الإيجابية على المجتمع، موجهًا بضرورة البحث عن سعادة الأبناء حتى ننعم بهم عند الكبر ، ولا نضيعهم بسوء أحوالنا ولا بتركهم للضياع دون تعليم أو رعاية ، وصدق سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حيث قال :” كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ”.
وفي محاضرته تناول د/ محمد وفائي الحديث عن فيروس كورونا المستجد “كوفيد19” ، والذي أصبح حديث العالم كله بعدما أرهق كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لدى معظم دول العالم ، محذرا من التهاون بهذا الفيروس اللعين ، حتى نتفادى هذا الوباء والذي يعد أصعب من البكتيريات والميكروبات والفطريات التي كانت معروفة من قبل، وأن انتقاله يكون عن طريق الرذاذ المتطاير أثناء السعال، أو العطس ، أو التلامس مع الأسطح الملوثة ، أو المصافحة ، أو المعانقة ، مبينًا الأعراض المرضية للفيروس وطرق علاجها ومضاعفاتها والتي منها : ارتفاع شديد في درجة الحرارة ، وضيق التنفس وغير ذلك ، وأنه لا بد من التوعية المستمرة للحد من انتشار المرض وانتقاله ، لذا يجب علينا الأخذ بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية اللازمة والتي منها : ارتداء الماسك والكمامات ، والالتزام بالتباعد الاجتماعي ، وغسل اليدين المتكرر بالصابون ، وتطهير الأسطح التي يتم لمسها بصورة متكررة ، ونحن كأطباء نؤكد ونثمن دور وزارة الأوقاف في التوعية المستمرة للمجتمع من خلال خطب الجمع والصلوات ، والتنبيه بضرورة لبس الماسكات ، وإحضار المصلى الشخصي ، والتطهير الدوري للمساجد ، وعدم فتح دورات المياه حتى يتم حصر الميكروب والتضييق عليه والانتهاء منه ، ولمعالي وزير الأوقاف كل الشكر والتقدير فهو دائمًا يفاجئنا بقرارات غير مسبوقة للحد من انتشار هذا الفيروس.
وفي محاضرتها أشادت د/ ناهد محمد بجهود معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الدعوية والوطنية والمجتمعية ، سواء في دعمه ودفعه لشباب الدعاة من خلال حرصه على تثقيف وتعليم الأئمة ، أم مواجهته لسائر القضايا التي تتحدى الوطن ، موضحةً أن الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وفي صلاحها صلاح المجتمع كله ، وأن تنظيم النسل له فوائد كثيرة للأم ، حيث إنه يخفض نسبة الوفيات في الأمهات بنسبة تصل لخمسة في المائة ، وبالتالي ينعكس ذلك على صحة وعافية الأم ، كما يضمن للرضيع رضاعة طبيعية، وبالتالي ينعكس على المجتمع من خلال الأسرة القوية ومن ثم المجتمع القوي، مبينة الآثار الخطيرة المترتبة على الزواج المبكر للفتاة، منها : الأضرار الصحية الجسيمة للأم ، من هشاشة العظام ، وتشوهات المولود ، ومنها: عدم نضجها نفسيا لتكون زوجة قادرة على التعامل مع متطلبات الأسرة، والإسلام كما أمرنا بالتخطيط والتنظيم للأسرة ، أمرنا أيضًا بالأخذ بالأسباب من استخدام للوسائل العصرية الحديثة التي تساعد على تنظيم الأسرة.
وفي محاضرته أكد أ/ عبد الرازق محمد أن الزيادة السنوية التي ينتج عنها (2.5) مليون نسمة تؤثر سلبًا على حركة الحياة ، لأن الدولة تحتاج إلى بنية تحتية ، وإنشاء طرق ومدارس ومستشفيات ومصانع ومساكن مما يكلف الدولة المصرية أعباء مالية كبيرة جدًا ، ولا تستطيع الدولة أن تنهض بأبنائها ولا يستطيع أحد أن يرى المجهودات الملموسة في ظل هذه المشكلة السكانية ، موضحًا أن القضية السكانية أصبحت قضية الوقت أمام النهوض والتقدم بالوطن، حتى لا تلتهم هذه الزيادة السكانية كل مقدرات الدولة ، لأن المشكلة السكانية هي الخلل بين موارد الدولة وعدد السكان ، فالزيادة السكانية خطر على الأمن الاقتصادي للمجتمعات والدول ، وأن المجلس القومي للسكان هو الذي يضع الخطط والاستراتيجيات العامة والخاصة التي يتم تنفيذها في موضوعات منهجية تحد من هذه الكثافة السكانية التي تلتهم موارد الدولة المصرية ، موجهًا الشكر لمعالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على مجهوداته وإسهاماته في عقد مثل هذه الدورات للتوعية بخطورة المشكلة السكانية ، والشراكة بين المجلس القومي للسكان ووزارة الأوقاف بشأن إيجاد حلول جادة عن طريق مواجهة الفكر المتطرف وتصدي الدعاة لذلك من خلال هذه الدورات التي تعقدها الوزارة بمحاضرين مختصين في هذه القضية ، وأن التوجيه السليم هو تنظيم الأسرة وليس التحديد حتى نتفادى مشكلات الفهم الخاطئ.