*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية
بعنوان : “الماء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة”

د/ أحمد علي سليمان :

الماء من أجل نعم الله على عباده .. فلنحافظ عليه

الشيخ/ حازم جلال :

من شكر الله على نعمة الماء عدم الإسراف فيه

في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء 9/ 2/ 2021م ندوة للرأي بعنوان : “الماء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة” بمبنى الإذاعة والتليفزيون ، تحدث فيها : الدكتور / أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية , والشيخ / حازم جلال إمام وخطيب مسجد الحبيب المصطفى بمديرية أوقاف القاهرة , وأدار الندوة وقدم لها الإعلامي أ/ عمر حرب.

وفي كلمته أكد د/ أحمد علي سليمان أن الحياة نشأت مرتبطة بالماء ، فعلماء الفلك يستدلون على وجود الحياة بوجود الماء ، لذلك كانت نشأة الحضارات جميعها على امتداد التاريخ الإنساني على أساس ارتباط الحياة بالماء ، يقول تعالى :” وَجَعَلْنَا مِنَ الماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ” والمدن الكبرى نشأت على مر التاريخ على ضفاف الأنهار ، والعالم كله من إنسان وحيوان ونبات وجماد يحتاج إلى الماء ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “المسلِمونَ شُركاءُ في ثلاثٍ ، في الكَلَإِ ، والماءِ ، والنَّارِ” ،  ولو نظرنا إلى الكرة الأرضية لوجدنا أن 71 % ماء ، و 29 % يابس ، أي بمعدل ثلثي الكرة الأرضية ماء ، مشيرًا إلى أن الماء رزق ساقه الله سبحانه وتعالى للناس جميعًا ، موضحًا أن هذا الماء ينقسم من حيث الملوحة والعذوبة إلى مالح وعذب ، ونسبة الماء المالح تبلغ 97 % من إجمالي الماء ، بينما تبلغ نسبة الكتل الجليدية 2 % ، ويبقى 1 % للمياه العذبة.

كما بين أن الله (عز وجل) بقدرته حفظ هذا الماء ، فحفظ الماء المالح بإضافة نسبة الملوحة إليه ، وحفظ الماء العذب بالجريان وعدم الانقطاع ، فإذا انقطع فسد ، وحفظ الماء في القطبين بالتثلج ، والقرآن الكريم بيَّن أن الماء الذي يبلغ مقداره مليارًا و 380 مليون كيلو متر مكعب يأتي من خلال عملية دوران دائمة دائبة لا تنقطع ، ومن خلال أشعة الشمس التي تعمل على عملية تكثيف الماء حتى يصعد إلى السماء.

وفي كلمته أكد الشيخ/ حازم جلال أن هذه الأرض تحيا وتنبت الزروع والثمار والأشجار بالماء يقول تعالى : “وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ” ، وأن الماء هو أصل الحياة يقول تعالى : “وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ” ، والذي يدل على أن الماء هو أصل الحياة هو أن نسبة الماء في الأرض تبلغ 71% ، فأينما وجد الماء وجدت الحياة ، فالإنسان يستطيع أن يصبر على الجوع وعدم الطعام أما الماء فلا يستطيع أحد العيش بدونه ، يقول تعالى : “وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ” ، وهذه النعمة تستوجب الشكر من الله تعالى ، والإسلام نظر إلى الماء نظرة عظيمة ، فقد حث الإسلام على الحفاظ على هذه النعمة العظيمة ، وأوصى بعدم الإسراف في الماء ، فقد جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ، فَأَرَاهُ الْوُضُوءَ ثَلَاثًا ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: “هَكَذَا الْوُضُوءُ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ” ، ورُوي أَنَّ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مَرَّ بِسَعْدٍ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ فَقَالَ : “مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ”؟ قَالَ : أَفِي الْوُضُوءِ سَرَفٌ ؟ قَالَ : “نَعَمْ ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهْرٍ جَارٍ” ، فالوضوء قد يكون فيه إسراف ، والتشديد دائمًا يكون تأكيدًا على عدم الإسراف في الماء ، ويقول تعالى :” وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ” ،  لأن الماء ملك للجميع ويشترك فيه كل المجتمعات على مر العصور والأزمنة ، ولا يمكن لأي أحد أن يتحكم في هذا الماء أو يحتكره أبدًا ، ومن عظمة الماء وإعجازه أنك لا تجد له لون ولا طعم ولا رائحة ، ولو كان له طعم أو لون أو رائحة لتغيرت الثمرة التي يخرجها الماء وحملت نفس اللون أو الرائحة أو الطعم من الماء ، ولكن العظمة والإعجاز أن يكون الماء واحدًا والزروع والثمار مختلفة ومتنوعة يقول تعالى: ” وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ  إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ”.

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى