وزير الأوقاف: لا توجد جريمة أبشع ولا أشنع ولا أخس من خيانة الوطن والتنكر له أو الاستعداء عليه
صرح معالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأن الخيانة الوطنية العظمى هي خيانة الأوطان والعمالة لأعدائها ، وهو ما يعبر عنه في العصر الحاضر بمصطلح الجوسسة ، يقول الحق سبحانه في شأن المنافقين : “لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ” ، والأرجح لدى كثير من المفسرين في قوله تعالى : “وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ” أي : فيكم عيون وجواسيس ينقلون لهم أخباركم .
ويقول سبحانه :”لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا “، والإرجاف هو اختلاق الأكاذيب قصد إيقاع الدول وزلزلة كيانها ، أما قوله تعالى : ” أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً ” فقد ذكر كثير من أهل العلم أنه خبر على معنى الأمر ، ومثله قول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “خمسُ فواسِقَ يُقتَلْنَ في الحِلِّ والحَرَمِ”.
مما يجعل جزاء الجواسيس الخونة لأوطانهم هو القتل وفق ما يتضمنه القانون والدستور ، إذ لا توجد جريمة أبشع ولا أشنع ولا أخس من خيانة الوطن أو الاستعداء عليه أو التعاون مع أعدائه ، ولم تسقط دولة من الدول عبر التاريخ الإنساني إلا كانت عمالة وخيانة بعض أبنائها أحد أهم عوامل سقوطها ، مما يتطلب أخذ أقصى درجات الحذر والحيطة تجاه الخونة والعملاء ، والعمل المستمر الداعي إلى كشفهم وفضحهم وتخليص المجتمع من شرورهم وآثامهم .