خلال افتتاح دورة ” الإعجاز الرباني في الكون” بمسجد النور بالعباسية
أ.د/ محمود صقر:
كلما تقدم العلم أيقنا أنه لا تعارض بين العلم وبين صحيح الدين
والهندسة الوراثية الحديثة في عالم النبات وفرت نسبة غذاء كبيرة للإنسان
أ.د/ عادل محمود البسيوني:
المصريون أول من عرفوا تربية النحل وصناعته
والجانب المعنوي في النحل أقوى بكثير من الجانب المادي
في إطار خطة وزارة الأوقاف في التدريب والتثقيف ، وتزويد الأئمة بالعلوم العصرية ، وإيمانًا بقضية الإعجاز الرباني في الكون ، افتتحت اليوم الأحد 7/ 2/ 2021م بمسجد النور بالعباسية الدورة الأولى في ” الإعجاز الرباني في الكون” ، بحضور الدكتور/ أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة نائبًا عن معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، وبدأت الدورة بمحاضرتين : المحاضرة الأولى للأستاذ الدكتور / محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي ، والمحاضرة الثانية للأستاذ الدكتور / عادل محمود أستاذ علم الحشرات جامعة القاهرة، وتتناول الدورة قضايا تبرز مظاهر قدرة الله (عز وجل) في الخلق ، بما يعمق الحس الإيماني من جهة ، ويحصن المجتمع وبخاصة الشباب منه من أي تأثيرات لأفكار الإلحاد من جهة أخرى، ويحاضر في هذه الدورة مجموعة متميزة من السادة الأساتذة المتخصصين في علوم الطب والبحث العلمي من أعضاء لجنة الإعجاز الرباني في الكون بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ويشارك في هذه الدورة (30) إمامًا من أئمة المساجد الكبرى بالقاهرة و (20) واعظة من الواعظات المتميزات، هذا وتعتبر هذه الدورة هي الدورة الأولى ضمن ثلاث دورات متلاحقة ومتخصصة في الإعجاز الرباني في الكون .
وفي بداية الافتتاح نقل د/ أيمن أبو عمر خالص تحيات معالي أ.د/محمد مختار جمعة وزير الأوقاف للسادة الحضور، مبينا أن معالي وزير الأوقاف حرص على إقامة مثل هذه الدورات لصقل معلومات السادة الأئمة وتأتي هذه الدورات امتثالاً لأمر الله (عز وجل) : ” الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”.
وخلال المحاضرة الأولى قدم أ.د/ محمود صقر خالص الشكر والتقدير لمعالي أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على إقامة مثل هذه الدورات لحاجة المجتمع لها خاصة الأئمة ، لمواجهة المعلومات المغلوطة التي انتشرت بصورة مزعجة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي ، وأن الإعجاز الرباني علم واسع كلما بحث العلماء فيه وجدوا فيه الكثير والكثير فسبحان الله العظيم، وتحدث سيادته عن الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، موضحا أن هناك بعض الأسئلة سمعناها قديما من العلماء ظاهرها لا يتناسب مع صحيح الدين، لكن كلما تقدم العلم عرفنا يقينا أنه لا تعارض بين العلم وبين صحيح الدين ، مبينا أن الإنسان عبارة عن مجموعة من الخلايا حوالي (10) ترليون خلية كل مجموعة من الخلايا تتجمع لتكوين أعضاء، ثم تتحد الأعضاء لتكوين الجسم وهكذا يتكون خلق الله من الكائنات الحية ، وبداخل الخلية نجد النواة والتي تحتوي على شريط DNA والذي يحتوي على الصفات الوراثية للكائن الحي وهذا الحامض النووي أو شريط DNA في أي كائن حي يبنى على أربع وحدات بناء A,T,G,C ويختلف ترتيبها في كل كائن حي ، وهنا يأتي السؤال ما هي الهندسة الوراثية ؟ هي هندسة الجينات فهي العلم الذي يتدخل في تركيب الجينات الوراثية للكائن الحي بالإضافة أو الحذف ، هل هذا العلم مفيد أم ضار ؟ بداية لابد أن نعرف قاعدة ثابتة أن أي تدخل للإنسان في الكون غير آمن بنسبة (100 ٪) ولكن بالتجربة والتقدم في العلم يبدأ الإنسان بتجنب الأضرار ، موضحا أن الهندسة الوراثية في عالم النبات كان لها الفضل في توفير نسبة غذاء كبيرة للإنسان صحيح أن نسبة الأمان لم تصل إلى( 100٪) لكن كان لها الفضل في إنقاذ العديد من دول العالم من التعرض لخطر المجاعات والجوع، كما كان لها الفضل في علاج العديد من الأمراض على سبيل المثال لا الحصر توفير فيتامين (أ) في نبات الأرز الأصفر والذي لعب دورًا هامًا في تحصين الأطفال ضد الإصابة بالعمى في حالة نقص توفير فيتامين (أ) .
ثم تكلم سيادته عن ما يسمى بالجينوم القرآني والجينوم البشري؛ الجينوم البشري الذي يبلغ ما يقرب من (2800) كم في الخلية الواحدة بدون خطأ في ترتيب وحدات البناء ونظراً لأهمية هذا الجينوم جعل الله له (10) ترليون نسخة بعدد الخلايا الموجودة بجسم الإنسان، أما الجينوم القرآني والذي نادى به بعض العلماء الألمان والذين أدركوا تماماً مدى تناسق وترتيب الكلمات والآيات القرآنية حتى الحروف فغير ممكن تبديل أو تغيير حرف مكان حرف أو كلمة مكان كلمة فجعلوا القرآن على أنه عبارة عن معادلات رياضية لا يمكن تبديل أو تغيير حرف مكان آخر وإلا حدث خلل في المعنى المطلوب، فوحدات البناء في القرآن الكريم هي حروف اللغة العربية وعددها (28) حرف، أما وحدات البناء في الجينوم البشري هي أربع وحدات A,T,G,C ، والجدير بالذكر أن الجينوم البشري هو وحدة تخزين لما حدث وما يحدث وما سيحدث لهذا الكائن الحي كما يمكن قراءة هذه المعلومات حتى بعد الوفاة ، والآن توجد دراسة لاستخراج المعلومات الموجودة في المومياوات الفرعونية عبر استخراج الجينات الموجودة في هذه الأجسام.
وفي بداية المحاضرة الثانية أكد أ.د/ عادل محمد البسيوني أن الآيات الكونية خاصة في عالم النحل تحتاج إلى تفكير عميق، مبينا أن النحل من فصيلة الحشرات ذات الدم البارد ، ويعيش بأعداد كبيرة على هيئة طوائف ، كل طائفة لها ملكة وشغالات وذكور، ومن العجيب أن درجة الحرارة لدى الطائفة تكون منضبطة ودمها ليس باردًا، أما النحلة وحدها بعيدًا عن الطائفة تكون ذات الدم البارد ضعيفة القوام ، أما مع الطائفة تكون قوية منتجة ذات حرارة ، ومن منتجات النحل : العسل وشمع العسل وغذاء الملكات ،
موضحا طرق تكوين العسل وفوائده ، وأنه يجب استخدام منتجات النحل بخلاف التغذية في العلاج لكن لا بد وأن يكون تحت إشراف طبيب متخصص لتحديد الكمية المناسبة للوصول الى نتائج إيجابية.
موضحا أن المصريين أول من عرفوا تربية النحل وصناعته ، والنقوش المنحوتة للنحل عند القدماء المصريين هي الأقدم على مستوى العالم بما يثبت أن النحل المصري إن لم يكن أقدم نحل فهو من أقدم أنواع النحل على مستوى العالم.
مؤكدًا أن الجانب المعنوي في النحل أقوى بكثير من الجانب المادي فيجب أن نتعلم من النحل الدفاع عن الحقوق ، كما نتعلم من النحل أنه يجب أن نتعامل مع الغير بما يتناسب مع طبيعته وقدراته فإنتاج العسل ولونه يكون على حسب البيئة المحيطة، وصدق الله فيه كتابه حيث يقول سبحانه: ” وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ” ، وفي الختام وجه سيادته النصح للسادة الأئمة بأن يوجهوا الناس للتفكر في الكون للوصول إلى الأخلاق السامية .