الواعظة/ عبير أنور : محاسبة النفس خلق إيماني راق الواعظة/ دينا الجدامي: ظاهرة التدين الشكلي من أخطر الظواهر وجوهر الإسلام المعاملات
واصلت قافلة الأوقاف الدعوية نشاطها بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بعقد ندوتين الأولى بدار القانتات بمسجد شيكان بدار القانتات ، والثانية بمسجد الدوحة.
ففي دار القانتات بمسجد شيكان أكدت الواعظة/ عبير أنور أن محاسبة النفس واجبة وهي خلق إيماني راقٍ ، يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : “الكَيِّس مَنْ دَانَ نَفْسَهُ ، وَعَمِلَ لِما بَعْدَ الْموْتِ ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَه هَواهَا ، وتمَنَّى عَلَى اللَّهِ” ، وهي من خصال الصالحين والمقربين , الذين يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا , ويزنون أعمالهم قبل أن توزن عليهم , ويسألون أنفسهم قبل أن يقال لهم : ” وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ” , لم تغب الآخرة ولا ذكر الموت عنهم طرفة عين , يعبد أحدهم الله (عز وجل) وكأنه يراه , وكأن الموت يتبعه , وكأن الجنة عن يمينه والنار عن شماله , وقد قال نبينا (صلى الله عليه وسلم) لسيدنا حارثة بن النعمان كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا حَارِثَةُ؟ ” قَالَ: أَصْبَحْتُ مُؤْمِنًا حَقًّا ، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” انْظُرْ مَا تَقُولُ، فَإِنَّ لِكُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً ، فَمَا حَقِيقَةُ إِيمَانِكَ؟” قَالَ: فَقَالَ: عَزَفَتْ نَفْسِي عَنِ الدُّنْيَا، فَأَسْهَرْتُ لِيَلِي وَأَظْمَأْتُ نَهَارِي، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى عَرْشِ رَبِّي بَارِزًا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا، وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى أَهْلِ النَّارِ كَيْفَ يَتَعَادَوْنَ فِيهَا، فَقَالَ: فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” أَبْصَرْتَ فَالْزَمْ، مَرَّتَيْنِ، عَبْدٌ نَوَّرَ اللهُ الْإِيمَانَ فِي قَلْبِهِ ” .
وفي مسجد الدوحة أكدت/ الواعظة دينا الجدامي على أن الدين الإسلامي دين متكامل يشمل العبادات و المعاملات ، بل إن جوهر الإسلام هو المعاملات ، مشيرة إلى أن ظاهرة التدين الشكلي تعد من أخطر الظواهر والتحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية ، ذلك أن صاحب المظهر الشكلي الذي لا يكون سلوكه متسقًا مع تعاليم الإسلام يُعد أحد أهم معاول الهدم والتنفير , فإذا كان المظهر مظهر المتدينين مع ما يصاحبه من سوء المعاملات , أو الكذب , أو الغدر , أو الخيانة , أو أكل أموال الناس بالباطل , فإن الأمر هنا جد خطير , بل إن صاحبه يكون في عداد المنافقين , يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) : ” آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ ، إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ”.