خلال المحاضرة الرابعة لدورة ” الإعلام الديني والتحديات المعاصرة ” بمحافظة جنوب سيناء
أ / كرم جبر :
علينا أن نصطف حول الدولة المصرية والقيادة السياسية
ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام
في إطار دور وزارة الأوقاف التنويري وتصديها للأفكار الهدامة والمتطرفة ، واستمرارًا لفعاليات دورة “الإعلام الديني والتحديات المعاصرة” بمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء ، انطلقت اليوم السبت 6 / 2 / 2021 م المحاضرة الرابعة ، حاضر فيها الأستاذ/ كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ، بحضور معالي اللواء أ.ح/ خالد فودة محافظ جنوب سيناء، والمهندسة / إيناس سمير نائب محافظ جنوب سيناء ، وعدد من قيادات المحافظة ، ولفيف من السادة الإعلاميين والصحفيين ، وعدد من قيادات وأئمة مديرية أوقاف جنوب سيناء ، مع مراعاة الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة والتباعد الاجتماعي.
وفي محاضرته أكد الأستاذ/ كرم جبر أن مصر تقف على أرض صلبة وقوية ، ويجب علينا الاصطفاف حول القيادة السياسية في ظل هذه التحديات المعاصرة ،وأن الله (عز وجل) حبا مصر بسيادة الرئيس/ عبدالفتاح السيسي (حفظه الله) الذي جاء في وقت من أكثر الأوقات حساسية لينقذ مصر، موضحًا أن مصر تتعرض منذ فترة لضغوط كبيرة من الداخل والخارج ، ويجب علينا أن نصطف حول الدولة المصرية والقيادة السياسية، ولا يتأتى ذلك إلا من خلال الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام ، مؤكدًا أن المسلم الحق هو من تسكن داخله روح حب الحياة والجمال والسكينة، فتعاليم الدين الصحيحة تغرس في النفوس هذه المعاني الجميلة لأن المسلم الصحيح لا يرى في الحياة إلا القيم العليا والمعاني السامية.
كما بين أن أمتنا العربية في حاجة ماسة إلى إعادة الكثير من المفاهيم ، وأفضل من يقوم بذلك هم رجال الدين والخطباء الأجلاء ، فالدين الإسلامي ليس دين عنف أو تطرف ، ولكن دين محبة وسلام وتقارب بين الشعوب ، مؤكدًا أننا أطلاقنا مبادرة رفع الوعي لعام 2021م بمشاركة وزارة الأوقاف ، والمبادرة بها العديد من القضايا المهمة التي سيتم طرحها بمفاهيم صحيحة، ومن ضمن هذه القضايا التي تطرحها المبادرة العلاقة بين الأديان والأوطان ، لأن البعض حاول تصوير أن هناك علاقة عكسية بين الأديان والأوطان وهذا المفهوم يجب إرجاعه إلى المفاهيم الإسلامية الصحيحة، فلا تفرقة بين أبناء وطن واحد بسبب الدين ، فيجب تصحيح النظرة لأصحاب الديانات الأخرى لأننا في النهاية سنذهب إلى الله وهو من يحاسب الجميع ، مؤكدًا أن للدولة المصرية عناصر ثلاثة هي : الشعب وهو محب للأديان منذ زمن بعيد ، وخلق نوعًا من التآخي والتعايش السلمي بين مختلف الطوائف ، ومن هنا نجد أن علاقة المسلمين والمسيحيين من ثوابت الدولة المصرية، ويجب علينا المحافظة عليها ، وهو ما تم في حرب أكتوبر المجيدة والتي وقف فيها الجندي المسلم بجانب شقيقه المسيحي ، وارتوت أرض سيناء بدمائهم الطاهرة الزكية ، مشيرًا إلى أنه وبفضل الله تعالى لا توجد أي صراعات طائفية أو دينية في مصر، وعلينا جميعًا التمسك بذلك الأمر لأن جميع الدول التي سقطت كان سبب سقوطها الصراعات والحروب الدينية ، موضحًا أننا شاهدنا رجال أطلقوا على أنفسهم أنهم رجال دين وأطلقوا دعوات غريبة وليس لديهم فهم أو دراية دينية؛ وهو ما يجب أن نتصدى له الفترة الحالية ، فالداعية يتعامل مع ضمير الناس ، ويتعامل مع عقولهم بأفكاره.
والعنصر الثاني : هو الأرض مشيرًا إلى أن الجيش المصري حمى الأرض المصرية، وكان طوق النجاة حينما كان هناك دعوات أثناء فترة حكم الإخوان الإرهابية للتنازل عن الأرض المصرية في سيناء، إلى أن تحرك الجيش وأنهى الأمر، وهذا ما نأمله من جيشنا القوي ، لأن القوات المسلحة عقيدتها الحفاظ على الأرض، مضيفًا أن مصر لن يحكمها إلا حاكم مصري إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولن يتم التنازل عن أي شبر من أرضها ، موضحًا أن الجيش المصري يختلف عن جميع جيوش العالم ، لأنه يضم أبناء المصريين من جميع الفئات والأطياف ، ولا يدين إلا لمصر وعقيدته الأساسية الحفاظ على أبناء شعبها وأرضها، لذلك نجد أن الجيش المصري لعب دورًا كبيرًا في كافة الأزمات التي مرت بها مصر منذ عام 2011م وحتى الآن ، وكان طوق نجاة في كل الأوقات، واستطاع أن يخوض المعركة وحده نيابة عن الشعب ، دون أن يرفع سلاحه في وجه أي مصري.
والعنصر الثالث : هو احترام مؤسسات الدولة المصرية من شرطة وقوات مسلحة وجميع مؤسسات الدولة الوطنية، فمؤسسات الدولة المصرية خط أحمر لا يمكن المساس بها.