خلال خطبة الجمعة بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان بدولة السودان الشقيقة
مدير أكاديمية الأوقاف الدولية:
حب الوطن ليس مجرد شعارات
بل لابد أن يترجم إلى عمل وسلوك صالح نافع للفرد والمجتمع
إمام وخطيب مسجد الصحابة بشرم الشيخ:
مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان
خلال خطبة الجمعة اليوم 5/ 2/ 2021م من مسجد الشويحات بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان أكد الدكتور/ عمرو الكمار مدير أكاديمية الأوقاف الدولية على ضرورة الدفاع عن الوطن والتضحية من أجله ، والشهادة في سبيله ، فمحبة الوطن فطرة فطر الله الناس عليها ، على اختلاف أعراقهم ومشاربهم ، وعندما جاء الإسلام بشريعته السمحة جعل حب الوطن سبيلاً للعمل الصالح وفعل الخيرات ، وقد اقترن حب الوطن في القرآن الكريم بحب النفس ، قال تعالى:{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَاركُمْ مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ}، ومن ثمَّ فليس بغريب أن يُحب الإنسان وطنه ويحن إليه ، فقد نشأ على ثراه ، وشبَّ على أرضه، وترعرع بين جنباته ، وخير دليلٍ على ذلك ما أعلنه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عن حبِّه لوطنه ، ومدى وفائه وتعلُّقه الكبير ببلده مكة ، وهو يغادرها مهاجرًا إلى المدينة ، حيث قال (صلى الله عليه وسلم) : “مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلْدَةٍ وَأَحَبَّكِ إِلَيَّ ، وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ” ، وفي رواية أخرى : “وَلَوْلاَ أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ” ، مضيفًا أن حب الوطن لا يتوقف عند مجرد المشاعر والعواطف فحسب ، بل يجب أن يترجم إلى عمل وسلوك صالح نافع للفرد والمجتمع ، ومن ثمَّ فلابد من التضحية لأجل بقائه قويًّا عزيزًا ، فالانتماء للوطن يوجب على أبنائه أن يعتزوا به ، وأن يتكاتفوا جميعًا للحفاظ عليه ، وأن يُسهموا بقوة فِي نهضته بالعلم والعمل والإنتاج.
وخلال خطبة الجمعة من مسجد أبو عبيدة بحي أبشرة بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان أكد الشيخ/ محمد رجب إمام وخطيب مسجد الصحابة بمدينة بشرم الشيخ أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد بشر كل من ضحى بنفسه دفاعًا عن وطنه فنال الشهادة في سبيل الله (عز وجل) ببشارات متعددة تؤكد على فضل الشهادة في سبيل الله وترغب فيها ، وتبين مكانة الشهداء عند الله (عز وجل) ، منها : قوله (صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ) : “لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ ، وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ” ، ومنها : تميز الشهداء يوم القيامة بهيئة خاصة وبريح طيبة تنبعث من أجسادهم تتطاول لها الأعناق ، وتنحني لها الهامات إجلالاً واحترامًا ، يقول (صلى الله عليه وسلم) : “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُكْلَمُ أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ يُكْلَمُ فِي سَبِيلِه إِلاَّ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ” ، مضيفًا أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان.