يتسائل وزير الأوقاف : أين ضمير العالم الحر ؟ بل أين ضمير أدعياء الحرية والمتشدقين بحقوق الإنسان في العالم من أسواق نخاسة داعش ؟ أم أنهم يغضون الطرف عن صنيعتهم وربيبتهم التي زرعوها في منطقتنا لتشويه صورة الإسلام والمسلمين من جهة ، واتخاذها رأس حربة لتحقيق أغراضهم من جهة أخرى ؟
لماذا خرست الأصوات المتشدقة بحقوق الإنسان والمنظمات الدولية المدعية لذلك ؟ فلم تعد تنطق لا هنا ولا عند اعتداء الصهاينة على المسجد الأقصى ؟ أين هؤلاء الذين يتبنون ظلمًا وعدوانًا أكاذيب التنظيم الدولي للإخوان ويغضون الطرف عن أوراقه المزورة ؟ بل أين حقوق الإنسان من دماء شهدائنا الأبطال في حادث العريش ؟ بل أين حقوق الإنسان من دماء رجال الشرطة التي تسفك غدرًا وخيانة على أيدي الإرهابيين والتكفيريين ؟ بل أين منظمات حقوق الإنسان من تلك الجماعات الإرهابية التي تعمل على تدمير البنية التحتية لمجتمعنا ؟
إن هذه المنظمات كلها إن لم تخرج من عباءة التسييس ، وإن لم تعد إلى رشدها وصوابها ، وإن لم تتبنَ طريق الحياد والإنصاف الحقيقي ، فستفقد ما تبقى من سمعتها ومصداقيتها ، حتى عند من يؤمنون بأنه مازال لها بقية من المصداقية .
والأسئلة نفسها تحتاج إلى إجابة واضحة وبيانات صريحة لا لبس فيها ولا غموض من أحزاب وجماعات وجمعيات ما يُعرف بالإسلام السياسي ، أما إمساك العصا أو محاولة إمساكها من المنتصف فلم يعد مقبولا في ظل الظروف والتحديات والمخاطر التي تحيط بمنطقتنا العربية .
ولا يفوتنا أن نوجه تحية إلى الحقوقيين الوطنيين الذين يقفون إلى جانب وطنهم وقت الشدائد ويؤثرون مصالحه العليا على أي اعتبار آخر ، كما لا يفوتنا أن نوجه تحية إلى الأشقاء والأصدقاء الذين وقفوا بإنصاف إلى ملف مصر العادل في قضية حقوق الإنسان ، وفي مقدمة الدول التي تستحق هذه التحية : المملكة العربية السعودية الشقيقة ، ودولة الإمارات العربية الشقيقة ، ودولة البحرين الشقيقة .