خلال الدورة التدريبية التي نظمتها وزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية
مدير عام مراكز الثقافة الإسلامية بالأوقاف المصرية:
هناك فرق كبير بين سنن العبادات وأعمال العادات
الواعظة/ وفاء عبد السلام :
وثيقة المدينة ترسيخ لمبدأ التعايش مع الآخر وقبوله
خلال فعاليات الدورة التدريبية التي نظمتها وزارة الشئون الدينية والأوقاف السودانية بمقر محلية أم درمان بولاية الخرطوم بالسودان مساء اليوم الأربعاء 3/ 2/ 2021م شارك الشيخ/ نورالدين قناوي مدير عام مراكز الثقافة الاسلامية بالأوقاف المصرية بكلمة علمية تحت عنوان: “الفهم المقاصدي للسنة النبوية” ، حيث تحدث عن دور وأهمية السنة النبوية كمصدر ثان للتشريع في الإسلام، وأشار إلى ضرورة التفريق بين سنن العبادات وأعمال العادات ، موضحًا أهمية إعمال العقل لفهم المقاصد الشرعية من النص النبوي، بعيدًا عن التحجر والجمود ، الأمر الذى من شأنه أن يبين سماحة الإسلام ويسره ومناسبته لكل زمان ومكان ، مستشهدًا بقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): “إذا قام أحدُكم عنْ فراشِهِ ثُمَّ رجع إليه فلينفُضْهُ بصنِفَةِ إزارِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ فإِنَّهُ لا يَدْري ما خلَفَهُ عليْهِ” ، حيث بين أن المقصود ليس استخدام طرف الثوب بذاته لتنظيف الفراش وإنما المقصود استخدام أي وسيلة عصرية من شأنها أن تؤدي الغرض وتحقق الغاية وهي نظافة مكان النوم والتأكد من خلوه من أي أذى.
ومن جانبها أكدت الواعظة/ وفاء عبد السلام أن وثيقة المدينة ترسيخ لمبدأ التعايش مع الآخر وقبوله ، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أدرك أهمية اللحمة في المجتمع الإسلامي فكانت أول خطوة بدأ بها ، بعد الهجرة النبوية المباركة للمدينة المنورة ، هي بناء المسجد ؛ لاجتماع المسلمين واتفاق كلمتهم ، ثم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار ، وهاتان الخطوتان كانتا من أجل توحيد الصف واجتماع الأمة ، فإن توحدت كلمتها قويت شوكتها ، وإن تفرقت وعاش أبناؤها مختلفين مشتتين ضعفت قوتهم وتلاشى ذكرهم ، فالأهداف العظيمة السامية تحتاج إلى الاتحاد والتعاون والعمل المخلص الجماعي وليس الفردي فحسب ، ثم كانت وثيقة المدينة لترسيخ مبدأ التعايش مع الآخر وقبوله ، وأصبحت هذه الوثيقة أول وثيقة عرفتها البشرية لحماية حقوق الإنسان.