:أخبار الأوقافأكاديمية الأوقاف الدوليةأوقاف أونلاين

أكاديمية الأوقاف الدولية :
خلال فعاليات المكون الثقافي
للدفعة الثانية من الدورة المتكاملة

أ.د/ شريف عوض :

دراسة علم الاجتماع ضرورية للأئمة والواعظات

والتدين فطرة إنسانية مجتمعية

الدكتور/ أحمد علي سليمان :

مهمة الأئمة عظيمة وتحتاج إلى الجهد والتعلم

والتدريب المستمر

وعلى الإمام إتقان التواصل المجتمعي

  استمرارًا لخطة الوزارة في التدريب والتأهيل ، والعمل على إعداد جيل من الأئمة متبحر في كافة فروع المعرفة ، قادر على تفنيد الشبهات والتصدي لأصحاب الفكر المتطرف ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف انطلقت صباح اليوم الثلاثاء الموافق 5/ 1/ 2021م بمقر أكاديمية الأوقاف الدولية لتدريب الأئمة والواعظات وإعداد المدربين بالسادس من أكتوبر فعاليات المكون الثقافي للدفعة الثانية من الدورة المتكاملة بمحاضرتين ، الأولى للأستاذ الدكتور/ شريف عوض أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة القاهرة تحت عنوان (حاجة الأئمة والواعظات لعلم الاجتماع) ، والثانية للدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بعنوان: (المكون المعرفي ومهارات التنمية البشرية العصرية اللازمة للسعادة الدعاة) ، يأتي ذلك مع الالتزام التام بكافة إجراءات الوقاية الصحية من التعقيم والتطهير ، وارتداء المتدرب للكمامة، والحفاظ على التباعد الاجتماعي ، طوال مدة التواجد بالأكاديمية .
ومن جانبه أشاد أ.د/ شريف عوض بجهود معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف في نشر الفكر المستنير ومواجهة الفكر المتطرف ،وأكد سيادته على أهمية علم الاجتماع للداعية الناجح ، فمعرفة حال المدعوين والظروف الاجتماعية للبيئة التي يدعوا فيها من عوامل نجاح الدعوة ، فهو عِلمٌ يهتم بالأفراد والمجتمع ودراسة العلاقة بينهم، وتأثير هذه العلاقة في كل طرف منهما، فعلماء الاجتماع يقومون بملاحظة وتسجيل طريقة اتصال الأفراد بعضهم ببعض وبالبيئة التي يعيشون فيها ، والأسباب الكامنة وراء الأشكال المختلفة للسلوك الاجتماعي . وعلم الاجتماع هو العلم الذي يتناول دراسة المجتمع الإنسانيّ؛ ويبحث في علاقة الناس مع بعضهم البعض، وما ينتُج عن هذه العلاقات من ظواهر اجتماعيّة تختلف باختلاف المجتمعات الإنسانيّة، وتتغيّر بتغيّر الزمان والمكان، وتُستنبَط بعد كل هذه الملاحظات والمشاهدات قوانين عِلم الاجتماع التي تُحدّد مدى تقدّم المجتمع وازدهاره أو تخلّفه وتراجعه ، فدراسة علم الاجتماع ضرورية للداعية الناجح ، فبه يستطيع أن يحدد الداء المجتمعي ويصف له الدواء الديني المناسب .
وأضاف سيادته أنه لم يعد خافيًا على أحد ما لعلم الاجتماع من أهميّة وأثر في حياة الأفراد والجماعات، وفي تطوّر الأفكار والمجتمع، فتبرز أهميّة علم الاجتماع التأكيد على العلاقات بين الظواهر المختلفة ، ومحاولة معرفة الوظائف الاجتماعيّة لها وأساليب تطوّرها ، وتكمن أهمية الاطلاع عليها في أن موضوعها له علاقة وثيقة مع موضوع الدعوة وهو (الإنسان)، والإلمام بعلم الاجتماع يعين على فهم عقول الناس ومعرفة تفكيرهم، (فعلم الاجتماع) يُعنى بدراسة المجتمع البشري في مختلف جوانبه، ويعمل على تحليل ظواهره، والكشف عن القوانين التي تحكم مسيرته، فيلزم الداعية معرفة أسس هذا العلم، من منظور إسلامي ، ومحاولة علاج الظواهر السلبية بعلاج أسباب ظهورها.
وفي ختام المحاضرة أكد سيادته أن علم الاجتماع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعلم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلم النفس والعلوم الاجتماعية الأخرى التي يدرس كل واحد منها جانبًا من حياة الإنسان الاجتماعية، مشيرًا إلى أن هناك قسمًا من علم الاجتماع هو علم الاجتماع الديني ويقصد به: (دراسة الظواهر الاجتماعية في ميدان الدين والعلاقات الاجتماعية للدين في الداخل والخارج) ، وهي كلها علوم لا يسع الداعية أن يكون بمنأى عنها.
وفي المحاضرة الثانية أكد الدكتور/ أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن رسالة الداعية هي امتداد لرسالة الإسلام التي بلَّغها رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فمهمة الأئمة والعلماء مهمة عظيمة وشاقة تحتاج إلى مزيد من العمل والجهد والتعلم المستمر، وذلك من خلال داعية أكثر تميزًا، وقدم عرضًا للتحديات التي تواجه الأمن القومي، وضرورة مواجهتها بالفكر والمنهج العلمي السليم، مؤكدًا أنه يجب على الأئمة أن يكونوا متطورين ومواكبين للعصر.
كما تضمنت المحاضرة الحديث عن فرائد الشخصية المصرية وسماتها، حيث إنها متدينة بفطرتها، ومتسامحة، حرة وعزيزة وأبية، متلاحمة وقاهرة وقت الشدائد والمحن، تتميز بالصلابة والدعابة في آن واحد، ومبدعة ينتظر الآخرون ما تقوم به ليسيروا على دربها، وتعاقب عليها عبر تاريخها المديد صنوف من الغزاة والمحتلين، غير أنها واجهت التحديات والأعداء بمنتهى البسالة وما تزال.
مضيفًا أن آليات ومهارات التواصل اللازمة للإمام متعددة ، مقسمًا لها منها: مهارات عامة تلزم الإمام وتتمثل في أن يكون كريمًا عزيزًا، متواضعًا في عزة، مبتسمًا بشوش الوجه ، مهندمًا نظيفًا، حساسًا وحسيسًا بآلام المجتمع، متفائلًا باعثًا للأمل والتفاؤل في جنبات المجتمع، قدوة لغيره، مبتعدًا عن مواطن الريبة والشك، مبدعًا في حل المشكلات المجتمعية، مخاطبًا للناس على قدر عقولهم.
وثانيها: المهارات العلمية اللازمة للإمام وتتمثل في التكوين العلمي والأكاديمي بحيث يكون الإمام موسوعة علمية أخلاقية روحية اجتماعية تمشي على الأرض، مداومًا على مراجعته للقرآن وكثرة سماعه، حافظًا للسنة الشريفة، والمتون “فمن حفظ المتون نال الفنون”، متأملًا في كتاب الله المنظور والمسطور، قارئًا لكبار المفكرين في شتى المجالات.
وثالثها: المهارات الفنية والمهنية للإمام وتتمثل في مهارات العرض والتقديم، والإقناع والاستمالة، مهارات التواصل الاجتماعي، وضرورة التثبت والتحري والحذر فيما ينشر، والتعامل بمنتهى الحرص والذكاء مع مواقع التواصل الاجتماعي .

اظهر المزيد

منشور حديثّا

شاهد أيضًا
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى