*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

خلال برنامج ندوة للرأي بقناة النيل الثقافية
بعنوان : “لا للتعصب المقيت”

الشيخ / أحمد مكي :

التعصب المقيت مناف للفطرة الإنسانية السوية

الشيخ/ إسلام النواوي :

التعصب هو البوابة الأولى للتطرف
وهو ظاهرة خطيرة تؤدّي إلى تفكك المجتمع

 

في إطار الدور التوعوي الذي تقوم به وزارة الأوقاف ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الوعي ، وفي إطار التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، وبرعاية كريمة من معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، عقدت وزارة الأوقاف مساء الثلاثاء : 29 / 12 / 2020م ، ندوة للرأي بعنوان : “لا للتعصب المقيت” ، شارك فيها كل من : الشيخ/ أحمد مكي (عضو بمكتب رئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة), والشيخ/ إسلام النواوي (عضو الإدارة العامة للفتوى وبحوث الدعوة).
وفي بداية كلمته أكد الشيخ/ أحمد مكي أن التعصب المقيت خلق ذميم لا يقره الإسلام ، وقد ذم النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) العصبية والتعصب في كثير من أحاديثه مبينًا أن التعصب نوع من الكبر ، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) لما سئل عن الكبر قال: “الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ، وغَمْطُ النَّاسِ”، وقد بين لنا النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الجنة محرمة على المتكبرين فقال : ” لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَن كانَ في قَلْبِهِ مِثْقالُ ذَرَّةٍ مِن كِبْرٍ”.
مشيرًا إلى أن التعصب أمر مقيت ، وهو عكس الفطرة الإنسانية السوية ، والإسلام حذر من التعصب الأعمى للعادات والتقاليد ، قال تعالى : “قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ”، لما له من آثار سيئة مدمرة كإثارة الفتن، وغرس الحقد والكراهية، وسفك الدماء بين الناس، ومنع الآخرين من ممارسة حقوقهم المشروعة.
لافتا إلى إرساء الإسلام من خلال مبادئه الإنسانية السامية أحكاما وقواعد للتعامل بين الناس والتعارف بينهم التي تقوم على العدل والمساواة في الحقوق والواجبات ، فالإيمان إذا تحقق في قلب العبد كما ينبغي ؛ صانه عن كل صور الانحراف والتشدد والتعصب ، وجعله محبًّا للخير لنفسه ولغيره، ويتجنب شهادة الزور والكذب ومجالس اللغو، ويسعى لتحقيق الخير والصلاح لمجتمعه ووطنه.
مشيرًا إلى دور وزارة الأوقاف في تصحيح المفاهيم الخاطئة ، لما لها من دور عظيم في تقديم صورة الدين الإسلامي الصحيح بوسطيته واعتداله ونبذه لكل صور التعصب.
وفي بداية كلمته أكد الشيخ/ إسلام النواوي أن التعصب لا يعد ظاهرة معاصرة بل هي قديمة في التاريخ البشري، وما زالت مستمرّة إلى الوقت الحالي فما فعله قابيل كان سببه التعصب , وما منع إبليس أن يسجد لآدم إلا التعصب لما يراه صحيحًا , وسبب منشأ الجماعات المتطرفة هو التعصب وعدم الإيمان بسنة الاختلاف والتعدد , فالتعصب هو البوابة الأولى للتطرف ، فأهل العلم كان من مبادئهم احترام آراء الآخرين فالقاعدة تقول : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
موضحًا أن التعصّب من الظواهر الاجتماعية شديدة الخطورة، فهو يؤدي إلى تفكيك المجتمع والصراع بين أفراده، لأنه يعبّر عن أشكالٍ عدوانيّة عنيفة ضدّ الأفراد والمجتمع، ومن الممكن أن نعرِّف التعصب بأنه: “شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه وحده على الحق، وأن الآخرين على باطل”، وفي الوقت الحالي هناك العديد من الأشخاص المتعصّبين لدينهم ومذاهبهم وتفكيرهم وطوائفهم بغير حق، وهذا يَتنافى مع طبيعةِ النّفس الإنسانية التي خلقَها الله تعالى والمجبولة على قَبول الآخر.
مشيرًا إلى أن التعصب يؤدي إلى انغلاق الإنسان على نفسه، وعدم تقبّله لآراء الآخرين، وعدم قبول الآخرين له ، فالتعصب سواء أكان فكريًّا أم سياسيًّا أم اجتماعيًّا أم متعلقًا بموقف أو بشخص، له أسباب عامّة مشتركة تقف وراء هذه الظاهرة الخطيرة، حيث إنّ دوافعه عديدة، أبرزها الدوافع النفسيّة والاجتماعية، ثم التقليد وهو تعصب الجماعة لرأي فرد معين دون الآخر.
وهناك ما يسمّى بالتعصب الديني، وهو أشدّ أنواع التعصب خطورة، وهو ما حذر منه النبي(صلى الله عليه وسلم) أصحابه فقد ورد أنَّ رهطًا من الصحابَةِ ذهبوا إلى بيوتِ النَّبِيِّ يسألونَ أزواجَهُ عن عبادتِهِ فلمَّا أُخبِرُوا بها كأنَّهُم تقالُّوها أي : اعتبروها قليلةً ثُمَّ قالوا : أينَ نحنُ مِن رسولِ اللَّهِ وقد غَفرَ اللَّهُ له ما تقدَّمَ من ذنبِهِ و ما تأخَّرَ ؟ فقال أحدُهُم : أما أنا فأصومُ الدَّهرَ فلا أفطرُ وقال الثَّاني : وأنا أقومُ اللَّيلِ فلا أنامُ وقال الثَّالثُ : وأنا أعتَزِلُ النِّساءَ فلمَّا بلغ ذلك النَّبيَّ بيَّنَ لهم خطأَهم و عِوَجَ طريقِهِم وقال لهم : “إنَّما أنا أعلمُكُم باللَّهِ وأخشاكم له ولكنِّي أقومُ و أنامُ وأصومُ وأفطِرُ وأتزوَّجُ النِّساءَ فمَن رغِبَ عن سُنَّتي فليسَ منِّي.
وفي ختام كلمته أكد أن من الواجب على أهل الفكر والمثقفين والعلماء والأئمة عدم التساهل في هذا الأمر الخطير، ونشر الوعي بين الأفراد خاصّة الفئة الشبابية.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى