*:*الأخبارأخبار الأوقاف2

وزير الأوقاف خلال خطبة الجمعة من مسجد “أولاد دغيم” بالعلمين محافظة مرسى مطروح:
  من يؤمن بالله واليوم الآخر لا يخون وطنه
من يؤمن بالله واليوم الآخر لا يغش ولا يكذب ولا يرتشي

من يؤمن بالله واليوم الآخر يعمر الدنيا بالدين ولا يخربها باسم الدين
الدين فن صناعة الحياة لا صناعة الموت

القرآن المعجز تحدى البشرية أن تعيد روحًا قبضها إليه أو تمسك روحًا أراد قبضها

والإعجاز القرآني قائم إلى يوم القيامة

     ألقى معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف خطبة الجمعة بـمسجد “أولاد دغيم” بالعلمين بمحافظة مرسى مطروح بمناسبة عيدها القومي اليوم الجمعة 25 / 12 / 2020م ، بعنوان: “الإيمان باليوم الآخر وأثره في السلوك”، بحضور معالي الشيخ/ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية الأوقاف السوداني ، وسعادة السيد/ خالد الشيخ نائب السفير السوداني بالقاهرة، وفضيلة الدكتور/ عبد الرحيم آدم رئيس مجمع الفقه الإسلامي بالسودان ،والوفد المرافق ، وسيادة اللواء أ.ح/ خالد شعيب محافظ مرسى مطروح، وسيادة العميد / طارق فوزي رئيس جهاز الأمن الوطني بمطروح ، وأ/ محمد الحبوني رئيس القبائل، و أ/ مسعد عبد الهادي رئيس مدينة مرسى مطروح ، مع مراعاة التدابير الاحترازية اللازمة والإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي.

      وفي بداية خطبته أوضح معاليه أن الإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان ، وقد بين ذلك سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حديث سيدنا جبريل (عليه السلام) عندما سأله عن الإيمان قَالَ: “أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره”، واليوم الآخر هو اليوم الحق يقول تعالى : ” ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا” ، ويقول تعالى: ” فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” وهذا تحدي قائم إلى يوم القيامة ، فلن تستطيع البشرية جمعاء مهما تقدمت في العلم أن تُرجع الروح التي قبضها الله ، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي: ” إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ” أي: كبر وعظم رب العزة (جل وعلا) ويقول تعالى لنبيه (صلى الله عليه وسلم) : “وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ” ، واليقين الذي لا نزاع ولا خلاف فيه هو الموت.

     والعاقل من يبادر منيته بالخيرات ، لأن الإنسان بين أمرين لا ثالث لهما ، قال تعالى: “يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ” ، وهذان الأمران ذكرهما الله سبحانه في كتابه العزيز في مواضع متعددة ، قال تعالى: “فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ” ، هنا بدأ بالأبعد وانتهى بالأقرب ، وفي سورة المعارج يقول تعالى: “يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنجِيهِ” ، وهنا بدأ بالأقرب وهو الابن، وعلى الجانب الآخر ذكر الحق سبحانه ما يطمئن به عباده المؤمنين ، فقال سبحانه : “إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ” لا يسمعون حتى مجرد صوت النار، فإذا كان الفزع الأكبر لا يحزنهم ، فلا يحزنهم ما دونه ، وتتلقاهم الملائكة يطمئنوهم قائلين هذا هو اليوم الذي عملتم له وتعبتم من أجله، ويقول سبحانه : “نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ” ، ويقول تعالى: “وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ” ، ثم يكون الرضى الأكبر حين يطلع الله تعالى على عباده ، قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم): “إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ لأهْلِ الجنَّةِ: يَا أَهْلَ الجنَّة، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُولُ: هَلْ رَضِيتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لا نَرْضَى، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، فَيَقُولُ: أَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالُوا: يا رَب وَأَيُ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي، فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَداً.
كما أكد معاليه أن من يؤمن بالله واليوم الآخر يعمر الدنيا بالدين ولا يخربها باسم الدين ، فديننا هو فن صناعة الحياة لا صناعة الموت ، وأن دورنا أن نعمر الدنيا بالدين ، لا أن نخربها باسم الدين ، فالأديان جاءت للبناء لا الهدم ، وديننا يأمرنا أن نأخذ بالأسباب ، وأن نعمر الكون ، وأن نملأه برًا ورحمة وعملًا وإنتاجًا ، وأن نكون أنموذجًا لهذا الدين الذي يهدف إلى عمارة الكون وإلى البناء والتعمير يقول الحق سبحانه : ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ” ، فالدين فن العمارة وفن البناء في كل جوانب الحياة ، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يمكن أن يخون وطنه، لأن خيانة الأوطان هي خيانة للأديان ، ومن يخونون أوطانهم ويكونون أبواقًا لأعدائها لا علاقة لهم بالإيمان ولا هم من الإيمان في شيء، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يبيع وطنه ، ولا يبيع دينه لأعداء وطنه بالدنيا وما فيها ، ومن يؤمن بالله واليوم الآخر لا يمكن أن يكون كذابًا ولا غشاشًا ولا منافقًا ولا مرتشيًا لأنه يعلم أنه سيأتي اليوم الذي يقف فيه بين يدي الله (عز وجل) قال تعالى : ” وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ”.
كما أكد معاليه أن بلادنا هي بلاد الإيمان وسماحة الأديان ، واليوم ونحن نفتتح هذا المسجد بمناسبة العيد القومي لمحافظة مطروح افتتحنا في أقل من أربعة أشهر (660) مسجدًا ، فمصر بلد الإيمان وستظل ، وبلد الإسلام وستظل ، ومن يزايدون عليها لا يفهمون معنى الدين ولا معنى الوطن ، وبما أن جزءًا كبيرًا من هذه المساجد تم بناؤها بالجهود الذاتية فالخير في هذا الوطن وفي أهله وفي هذه الأمة إلى يوم القيامة ، وأوطاننا وأمتنا العربية هي القلب الحامي للدين ولسماحة الأديان ولعظمة الإسلام ، ومن ينال منها أو يعمل على هدمها إنما يعمل على هدم دينه ويبع دينه بدنياه.

 

اظهر المزيد

منشور حديثّا

زر الذهاب إلى الأعلى